صعود نجم برهم صالح.. انتصار رمزي لإيران ونكسة للحالمين باستقلال كردستان
صعود نجم برهم صالح.. انتصار رمزي لإيران ونكسة للحالمين باستقلال كردستانصعود نجم برهم صالح.. انتصار رمزي لإيران ونكسة للحالمين باستقلال كردستان

صعود نجم برهم صالح.. انتصار رمزي لإيران ونكسة للحالمين باستقلال كردستان

عزز فوز برهم صالح برئاسة العراق نفوذ طهران في البلد "المضطرب"، بينما أصيب الحالمون باستقلال كردستان بنكسة قد تتحول حربًا بين الحزبين التقليديين اللذين يتقاسمان النفوذ في كردستان العراق: الاتحاد الوطني الكردستاني، والحزب الديمقراطي الكردستاني.

وسارع الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأربعاء، إلى تهنئة الرئيس الجديد للعراق، في "خطوة مستعجلة" تعكس رضا طهران التي اكتسبت، بوصول السياسي الكردي المخضرم إلى سدة الرئاسة، ورقة رابحة جديدة ضمن المشهد العراقي المعقد.

ولا يخفي برهم صالح إعجابه بإيران، إذ يحفل سجله السياسي بإظهار الكثير من الود لطهران، وهو ما مهد لحصوله على نسبة عالية من أصوات غالبية النواب "الشيعة" الذين يدورون، بدورهم، في فلك السياسة الإيرانية.

وبدا لافتًا أن صالح، الذي يحظى بثقة طهران، استطاع، كذلك، أن يحصل على ضوء أخضر أمريكي ليتبوأ المنصب، وهو توافق نادر لا يستطيع تحقيقه إلا سياسي من طراز صالح "يتقن انتهاز الفرص"، بحسب المقربين منه.

وينتمي صالح إلى القيادات البارزة في صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني، الحزب العريق الذي أسسه جلال طالباني، منتصف سبعينيات القرن الماضي، والمعروف بقربه، تاريخيًا، من إيران.

لكن هذا الحزب تعرض لعدة انتكاسات بعد مرض زعيمه طالباني ومن ثم وفاته، وكان صالح نفسه انشق عن الحزب، وأسس تنظيمًا سياسيًا جديدًا قبل نحو سنة، لكنه سرعان ما عاد إلى صفوف حزبه العتيد عبر رشوة واضحة: رئاسة الجمهورية.

وينظر إلى صالح باعتباره تلميذ جلال طالباني "غير النجيب"، إذ يرى مراقبون أن صالح تجاوز مبادئ وقيم "استاذه الجليل"، فالحنكة والدهاء والبراغماتية السياسية التي كان يتحلى بها طالباني، تحولت لدى صالح إلى "انتهازية سياسية مفضوحة".

ومثلما شكل فوز صالح مكسبًا لإيران وحلفائها، فإنه جاء بمثابة نكسة للحالمين باستقلال كردستان، ذلك أن صالح لم يكن من المتحمسين لإجراء الاستفتاء الذي ترك تداعيات سلبية على العلاقة بين أربيل وبغداد.

ويرى محللون سياسيون، أن اعتدال موقف صالح من مسألة الاستفتاء من العوامل التي مهدت لفوزه بالرئاسة، وجعله مقبولًا لدى النخب السياسية المختلفة في بغداد التي عارضت بشدة إجراء الاستفتاء.

ورغم أن صالح سيسهم في "تقليص هوة الخلاف" بين أربيل وبغداد، فهو من المؤمنين بضرورة "تدارك الأخطاء، وعدم المكابرة حول تبعات الاستفتاء"، إلا أن فوزه سيؤجج، في المقابل، معركة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني، والذي رفض آلية انتخاب صالح وأعلن سحب مرشحه فؤاد حسين، متوعدًا بـ"إجراءات إضافية" لم يفصح عنها.

ونقلت تقارير عن مصادر مطلعة قولها، إن الحزب الديمقراطي يرى أنه "خُدع من قبل بعض القوى السياسية ببغداد، ومن الاتحاد الوطني الكردستاني".

ومن المعروف، تاريخيًا، أن حزب جلال طالباني كان أكثر مرونة فيما يتعلق بالمسألة القومية واستقلال الأكراد عن العراق، بينما احتفظ حزب مسعود بارزاني بمواقف "راديكالية" حيال القضية الكردية، الأمر الذي أغضب بغداد على الدوام، لكنه رفع رصيد الحزب في إقليم كردستان العراق، قياسًا لتيارات أخرى، بينها الاتحاد الوطني.

وجرى العرف في العراق أن يكون رئيس الجمهورية كرديًا ورئيس البرلمان عربيًا سنيًا، ورئيس الحكومة شيعيًا.

وكان حزبا الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني، قد اتفقا على أن تكون رئاسة الإقليم من نصيب الديمقراطي، ورئاسة الجمهورية من حصة الاتحاد الوطني، لكن الحزبين تقدما بمرشح لكل منهما هذه المرة، بعد تجميد منصب رئاسة الإقليم.

نبذة عن برهم صالح

برهم صالح من مواليد مدينة السليمانية في إقليم كردستان العراق العام 1960، انضم إلى الاتحاد الوطني العام 1976 وخلال وجوده في بريطانيا، استمر في العمل ضمن صفوف الحزب حتى تولى مسؤولية العلاقات الخارجية في الحزب ببريطانيا.

أنهى صالح دراسته الجامعية أثناء ذلك وحصل على إجازة في الهندسة المدنية من جامعة كارديف العام 1983، وفيما بعد حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة ليفربول العام 1987.

أصبح صالح عضوًا في قيادة الحزب خلال المؤتمر الذي عقد في كردستان عقب خروج الإقليم عن سيطرة الحكومة العراقية في أعقاب حرب الخليج الأولى العام 1993، وتولى مسؤولية تمثيل الحزب في الولايات المتحدة وبقي في هذا المنصب لمدة تتجاوز عشر سنوات، حيث نجح في إقامة علاقات مع عدد كبير من الساسة الأمريكيين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وفي أعقاب سقوط نظام حكم صدام حسين العام 2003، عاد صالح إلى العراق وتولى منصب وزير التخطيط في الحكومة الانتقالية العام 2005، كما تولى منصب نائب رئيس الوزراء في حكومة نوري المالكي الأولى.

تولى العام 2009 منصب رئاسة حكومة إقليم كردستان، قبل أن تؤول إلى نجيرفان بارزاني في إطار الاتفاق بين الحزبين الديمقراطي والاتحاد الوطني في 2012.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com