لماذا تصر إسرائيل على هدم قرية "الخان الأحمر" رغم التحذير الأممي؟
لماذا تصر إسرائيل على هدم قرية "الخان الأحمر" رغم التحذير الأممي؟لماذا تصر إسرائيل على هدم قرية "الخان الأحمر" رغم التحذير الأممي؟

لماذا تصر إسرائيل على هدم قرية "الخان الأحمر" رغم التحذير الأممي؟

رغم التحذيرات الدولية والأممية، والتي أطلقها الاتحاد الأوروبي وكذلك جامعة الدول العربية أكثر من مرة، لمطالبة إسرائيل بالعزوف عن قرار هدم قرية "الخان الأحمر"، إلا أن مهلة الاحتلال الإسرائيلي لإخلاء القرية انتهت، والمحكمة الإسرائيلية قرَّرت المضي في قرار الهدم.

ويرى مراقبون أن إسرائيل تسعى للاستحواذ على مفاصل الضفة والقدس من خلال هذه القرية، والتي تكتسب موقعًا مميزًا في مدينة القدس، إذ تكمن الأهمية الإستراتيجية لهذه القرية في أنَّها تربط شمال  الضفة الغريبة بجنوبها، وحديثًا قرَّرت محكمة العدل العليا للاحتلال الإسرائيلي إخلاء وطرد سكان القرية.

ورغم وقوع القرية بين مستوطنتي "معاليه أدوميم" و"كفار أدوميم"، إلا أن إسرائيل تسعى لضم القرية لأراضيها، بزعم مخالفات في البناء بعد سبعين عامًا من إقامة أهلها الفلسطينيين فيها، ما سيؤسس لمواجهة حتمية بين الجيش الإسرائيلي وأهالي القرية والمتضامنين معهم من الفلسطينيين والأجانب .

وقال أستاذ التاريخ في جامعة النجاح د. عصام قاسم، إن هناك عدة أهداف تكمن وراء إصرار إسرائيل على هدم الخان الأحمر، أبرزها رغبة إسرائيل بالاستحواذ على الطريق الشرقية المؤدية لمدينة القدس، وخاصة أن تجمعات القرية تمتد من شمال شرق القدس حتى مدينة أريحا، وبالتالي فهي تربط شمال الضفة بجنوبها؛ ما يكسبها أهمية في موقعها.

وأضاف قاسم في حديث لـ "إرم نيوز" : أن إسرائيل تسعى بشكل دوري للسيطرة على الأماكن التي تشكل محاور ومفاصل في الضفة الغربية، وخاصة إذا كانت هذه الأماكن في الطرق المؤدية لمدينة القدس؛ ما يؤكد أن إسرائيل تسعى إلى بسط السيطرة الكاملة على مدينة القدس بشقيها الغربي والشرقي.

وتابع قاسم : أعتقد أن إسرائيل تسعى لعزل مدينة القدس عن الضفة الغربية، وتحاول تنفيذ مشروع استيطاني كبير في هذه المنطقة التي تربط الضفة بالقدس من الجهة الشرقية، وهذا مخالف للحلول السياسية ودليل قاطع على رفض إسرائيل لحل الدولتين جملة وتفصيلًا .

وبالتزامن مع انتهاء المهلة التي حددها الاحتلال الإسرائيلي، للشروع في هدم القرية أكد مسؤولون فلسطينيون خلال مؤتمر صحفي عقد في قرية الخان الأحمر، الصمود والثبات ومواجهة قرار الاحتلال بهدم القرية.

وحذَّر محافظ القدس عدنان غيث، خلال المؤتمر، من تبعات إقدام حكومة الاحتلال على تنفيذ قرارها بهدم قرية الخان الأحمر، مضيفًا: "إذا قررت حكومة الاحتلال تنفيذ جريمتها، وإذا فرضت علينا المواجهة سنواجه مصيرنا ببسالة، وعلى العالم أن يقف وقفة مسؤولة تجاه قضايا شعبنا الذي يتجرع في كل دقيقة مرارة الاحتلال".

بدوره، أكد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف أن معركة الخان الأحمر دخلت مرحلة جديدة ومنعطفًا خطيرًا، وأن حكومة الاحتلال لم تترك لأبناء شعبنا مجالًا إلا المواجهة والصمود في وجه جرافات الاحتلال إن أقدمت على هدم القرية، مضيفًا : سنخوض معركة الدفاع عن القرية، وهذا قرارٌ وليس خيارًا؛ لأنها معركة ضد تهويد بوابة القدس الشرقية، وتقسيم الضفة، وضد التطهير العرقي.

من جهته، قال رئيس مجلس قروي الخان الأحمر عيد أبوداهوك إنه في هذه اللحظات تنتهي الفترة الزمنية التي حددها الاحتلال لهدم منازلنا بأيدينا، وبعد انتهاء المدة نؤكد -نحن عشائر أبو داهوك سكان الخان الأحمر-  أن الشيء الوحيد الذي من الممكن هدمه هو الاحتلال وقوانينه العنصرية.

وتابع: "سنبقى منزرعين في أرضنا وفي منازلنا ولن نرحل، وسندافع عن مستقبل أطفالنا مع كل الشركاء وأحرار العالم"، مطالبًا المؤسسات الدولية بضرورة اتخاذ قرار يمنع عملية الهدم ومحاولة التهويد .

وأكد أمين سر حركة "فتح" في القدس المحتلة شادي المطور تأهب جماهير الشعب الفلسطيني لخوض أي معركة يريد الاحتلال فتحها في الخان الأحمر، وأن الشعب متمسك بحقه في الدفاع عن أرضه ومقدساته وصموده في مواجهة عربدة الاحتلال ومستوطنيه.

ورفضت المحكمة الإسرائيلية العليا، في الخامس من الشهر الماضي، التماس أهالي القرية ضد إخلائهم وتهجيرهم وأقرَّت هدم القرية خلال أسبوع، فيما يسكن قرية الخان الأحمر نحو 200 فلسطيني، 53% منهم أطفال، و95% لاجئون مسجلون لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com