سجالات "حماس" و"فتح" تدخل حلم المصالحة إلى غرفة الإنعاش
سجالات "حماس" و"فتح" تدخل حلم المصالحة إلى غرفة الإنعاشسجالات "حماس" و"فتح" تدخل حلم المصالحة إلى غرفة الإنعاش

سجالات "حماس" و"فتح" تدخل حلم المصالحة إلى غرفة الإنعاش

ازدادت حدة التوتر والتراشق الإعلامي بين حركتي فتح وحماس، قبيل خطاب مزمع للرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الخميس.

وفي الوقت الذي قالت فيه حركة "حماس" إن الرئيس عباس لا يمثل إلا نفسه، رأت حركة "فتح" أن تلك التصريحات ليست إلا محاولة من "حماس" للفت الأنظار إليها على أنها بديل عن السلطة الفلسطينية.

واستنفرت الأجهزة الأمنية في قطاع غزة معظم عناصرها، قبيل خطاب عباس المقرر، اليوم الخميس، حيث انتشرت قوات الشرطة وعناصر الأمن في قطاع غزة على مفارق الطرق وأقامت عددًا من الحواجز المنتشرة في الشوارع الرئيسية للقطاع.

ورأى مراقبون أن السجال الإعلامي الذي تزداد حدته بين الحركتين، قد يودي بالآمال الفلسطينية المتطلعة للتهدئة والمصالحة إلى الهاوية، وخاصة في ظل التصريحات التي أدلت بها حركة حماس حول ولاية عباس وما تبعها من تصريحات من حركة فتح حول رغبة حماس بالبقاء في حكم غزة دون تمكين لأي أحد .

لفت الأنظار

أستاذ العلوم السياسية في جامعة "النجاح" حسام عمر، أوضح أن "حركة حماس تحاول استغلال الاستهداف الأمريكي والإسرائيلي لأطروحات الرئيس عباس، وتعرض نفسها كبديل متحدث باسم الشعب، وتحاول لفت الأنظار نحوها لتدير زمام الأمور، وتصرف عيون ترامب عن الرئاسة الفلسطينية التي تحاول حشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية وحل الدولتين".

وقال في تصريح لـ "إرم نيوز"، إنه "كان ينبغي على حركة حماس حتى وإن كانت على خلاف مع حركة فتح، أن تدعم موقف الرئيس أمام الأمم المتحدة، وخاصة في ظل الظروف والضغوطات التي تحيط بالقضية الفلسطينية من كل جانب، وانتظار العالم لخطاب يحمل الألم الفلسطيني ويعبر عن التجاوزات الإسرائيلية والانحياز الأمريكي التام لإسرائيل".

وأضاف: "عقد المجلس التشريعي الفلسطيني المنتهية صلاحيته، بوجود قيادات حركة حماس، والدعوة لمحاكمة عباس ومناقشة عدم تمثيله للفلسطينيين، يمثل خنجرًا في ظهر القضية الفلسطينية، فكان من الأولى تجاوز الخلافات والتعالي على التناقض الموجود، والتوجه إلى المصالحة الفلسطينية وإظهار حسن النية من خلال دعم الرئيس في خطابه".

 كرسي الحكم

بدوره، قال المحلل السياسي إبراهيم أحمد: "إن ما يحدث الآن هو انسجام مواقف بين الطروحات التي ترغبها حركة حماس، وبين ما يتم طرحه حول فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، حيث تسعى حماس إلى إقامة دويلة لها تضمن من خلالها البقاء على كرسي الحكم، بعد أن أدارت قطاع غزة لمدة 12 عامًا متتالية، فليس من السهل التنازل عن هذا الأمر بسهولة".

وأضاف في حديث  لـ "إرم نيوز"، أن "الرئيس عباس منذ أن تم إعلان القدس عاصمة إسرائيل وهو يواصل جهودًا حثيثة جدًا؛ بهدف استصدار موقف دولي واضح داعم لحل الدولتين وللقضية الفلسطينية، وأعتقد أن التغير في تصريحات ترامب حول رغبته بحل الدولتين بعد أن أعلن القدس عاصمة لإسرائيل؛ كان بسبب الضغط الدولي وخطابات الرؤساء في الأمم المتحدة، وإعلانهم بأن لا طريق للسلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، إلا من خلال بوابة حل الدولتين".

وتابع أن "حركة حماس دعت من خلال قائمتها في المجلس التشريعي، إلى إنهاء الاتفاقيات مع إسرائيل وعلى رأسها اتفاقيتا أوسلو، وباريس، وهي تعلم جيدًا بأن وجودها في السلطة كان أصلًا امتدادًا لهذه الاتفاقيات، سواء على المستوى الأمني أو حتى على المستوى السياسي، فالسلطة الفلسطينية والمجلس التشريعي وليدا هذه الاتفاقيات، وهذا يؤكد على موقف حماس المتناقض".

وأشار أحمد إلى أن التراشق الإعلامي بين حركتي فتح وحماس، بالإضافة إلى تعثر الجهود المصرية في رأب الصدع الفلسطيني حتى اللحظة، تزامنًا مع تصعيد حركة حماس لفعاليات مسيرات العودة على حدود قطاع غزة وإطلاق البالونات الحارقة، "ينذر بكارثة حقيقية وبالتوجه إلى طريق مسدود، وهذا ما دفع حركة حماس إلى إعلان أوراقها مرة واحدة".

البيت الفلسطيني

في السياق ذاته، اعتبر المحلل السياسي وليد المناعمة أن التراشق الإعلامي، "كشف مدى الانشقاق والتردي والانزلاق الذي تمر به الفصائل الفلسطينية؛ ما سيؤثر بشكل مباشر على الموقف الفلسطيني أمام العالم، فكان ينبغي على فتح وحماس ترتيب البيت الفلسطيني قبل أي توجه آخر".

وتساءل المناعمة في حديثه لـ "إرم نيوز"، قائلًا: "كيف يمكن أن نواجه العالم ونحن منقسمون؟، كان من الممكن أن تدعم حماس الخطاب كبادرة طيبة تجاه تحقيق المصالحة وإظهار حرصها على إنهاء الانقسام، وكان من الممكن أيضًا أن يدعو عباس الفصائل الفلسطينية إلى اجتماع يلم الشمل قبل توجهه إلى الأمم المتحدة".

ويعول الفلسطينيون بشكل كبير على خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم، على منصة الأمم المتحدة، حيث يرتقب الفلسطينيون ما سيتم تناوله في الخطاب والنتائج المترتبة عنه، بعد تعثر كافة الملفات الفلسطينية في الوصول إلى تهدئة مع إسرائيل أو مصالحة وطنية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com