التطبيع ورفع بلاده من قائمة الإرهاب.. ملفات معقدة تنتظر وزير الخارجية السوداني في واشنطن
التطبيع ورفع بلاده من قائمة الإرهاب.. ملفات معقدة تنتظر وزير الخارجية السوداني في واشنطنالتطبيع ورفع بلاده من قائمة الإرهاب.. ملفات معقدة تنتظر وزير الخارجية السوداني في واشنطن

التطبيع ورفع بلاده من قائمة الإرهاب.. ملفات معقدة تنتظر وزير الخارجية السوداني في واشنطن

يعول السودان كثيرًا على مخرجات زيارة وزير خارجيته الدرديري محمد أحمد، الأولى إلى الأراضي الأمريكية، بعد توليه أعباء هذا المنصب، مشاركًا في أعمال الدورة (73) للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث من المنتظر أن يلتقي عددًا من المسؤولين الأمريكان في العاصمة واشنطن؛ لمناقشة القضايا التي تشغل البلدين، وعلى رأسها التطبيع ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.

وتتباين آراء المراقبين حول إمكانية إحداث الزيارة الحالية لوزير الخارجية أثرًا كبيرًا في القضايا المطروحة على طاولة علاقات البلدين، فمنهم من يرى أن الحوار قطع بالفعل خطوات جادة وكبيرة في طريق التطبيع وإزالة السودان من القائمة السوداء للإرهاب، في حين يرى آخرون أن القرار لايزال بعيدًا، وأنه بحاجة لقوة ضغط من الداخل الأمريكي.

وانخرط  الدرديري، فور وصوله نيويورك الأحد الماضي، في اجتماعات مع البعثة الدائمة للسودان في نيويورك وسفارة السودان بواشنطن، وبحث أهم الفعاليات واللقاءات التي يشارك فيها الوزير والوفد المرافق له خلال الشق رفيع المستوى للدورة (73) للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تتضمن أكثر من ثلاثين لقاءً ثنائيًا بعضها مع الأمين العام للأمم المتحدة، ومساعد وزير الخارجية الامريكي، والمندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة، وكبار المسؤولين الأمريكيين، بجانب لقاءات مع نظرائه من دول أخرى، وشارك الوزير في الفعالية رفيعة المستوى التي تنظمها الأمم المتحدة عن الانتقال الى مرحلة بناء السلام والاستقرار في دارفور، كما يشارك في الفعالية رفيعة المستوى التي ينظمها وزير الخارجية الأمريكي عن السلام في جنوب السودان.

توقعات إيجابية

وبدا المحلل السياسي محمد المعتصم حاكم، القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، والشريك في الحكومة، متفائلًا حيال تحركات وزير الخارجية، وقال لـ"إرم نيوز"، إن "قرار رفع العقوبات الأمريكية عن السودان كان خطوة كبيرة ومهمة، تمهد لعلاقات ممتازة، معتبرًا أن "قضية رعاية السودان للإرهاب، حديث يدرو داخل أمريكا فقط، وليس في كل العالم، لأن أمريكا وضعت عددًا من الدول في هذه القائمة ومن بينها السودان".

وأضاف حاكم، بأن الخارجية السودانية قامت بعمل كبير منذ أيام الوزير السابق إبراهيم غندور، من خلال الزيارات والاجتماعات، بجانب زيارة نائب وزير الخارجية الأمريكي جون سوليفان للسودان مطلع العام، وعلى ضوء هذه التحركات سيصدر قرار في هذا الشأن.

وقال حاكم، إن وزير الخارجية السوداني "سينتقل بعد نهاية فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى واشنطن؛ لبدء الحوار حول ملف الدول الراعية للإرهاب، وحول مسعى أن يرفع التبادل الدبلوماسي إلى درجة سفير في البلدين، وليس قائمًا بالأعمال فحسب".

وتوقع حاكم، رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، لأن جهودًا كبيرة بذلت، وهناك لقاءات لوزير الخارجية مع نظيره الأمريكي، وبجانب ذلك فإن منظمات المجتمع المدني السودانية والأمريكية تسعى إلى ذلك الهدف.

وشدد على أن "السودان ليس فيه إرهاب ولا منظمات أو جماعات إرهابية، وقدم خدمات كبيرة للمجتمع الدولي، وأسهم في حل أزمة جنوب السودان واستقبال اللاجئين الجنوبيين، بجانب جهوده في جمع السلاح، ووقف الحرب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، ودعوته إلى السلام، وطرح الحوار الوطني لمعالجة أزماته الداخلية، وإحلال السلام وإطلاق سراح المعتقلين سياسيًا"، وتابع حاكم "كل هذا يجعله بعيدًا عن الإرهاب".

تأثير جماعات الضغط

لكن الخبير الإستراتيجي اللواء محمد عباس الأمين، مضى إلى التقليل من مخرجات اللقاءات والحوارات الرسمية بين الخرطوم وواشنطن، حتى التي تتم على مستوى عالٍ لمتابعة الملفات.

وقال لـ"إرم نيوز"، إن "هذه المقابلات لا تخاطب مراكز اتخاذ القرار وجماعات الضغط في الداخل الأمريكي، وهي قضية مستمرة منذ الحكومات السابقة".

ورأى الأمين، أن "جماعات الضغط السودانية ليس لديها تأثير على جماعات النفوذ في أمريكا وتأثيراتها في العمل السياسي الأمريكي"، وتابع بأن السودان دفع ثمن ذلك في قضايا كثيرة في الجوانب السياسية والاقتصادية، فالمخرجات غالباً "كلام إنشائي، وليس هناك تأثير مباشر، الأمر الذي لا يدعو لتوقع جديد، وليست هناك تغييرات واضحة جديدة تؤثر على التعاملات السودانية".

المرحلة الثانية من الحوار

واستهل الوزير الدرديري، نشاطه بلقاء جون سوليفان نائب وزير الخارجية الأمريكي في نيويورك، حيث تم التطرق للعلاقات الثنائية بين البلدين وضرورة المضي قدمًا في تطويرها، كما تم التطرق لدور السودان المحوري في محيطه الإقليمي.

وأبدى نائب الوزير الأمريكي تقديره ودعمه لجهود السودان في استتباب الأمن الإقليمي، في حين أكد الدرديري، حرص السودان على المضي قدمًا في الانخراط الايجابي مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وتوصل الطرفان خلال الاجتماع إلى تفاهم كامل حول انطلاق المرحلة الثانية من الحوار بين البلدين، وقدم نائب الوزير الأمريكي الدعوة لوزير الخارجية لزيارة واشنطن في أقرب فرصة.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com