هل يشكل خطاب عباس المرتقب في الأمم المتحدة "الفرصة الأخيرة" للسلام؟
هل يشكل خطاب عباس المرتقب في الأمم المتحدة "الفرصة الأخيرة" للسلام؟هل يشكل خطاب عباس المرتقب في الأمم المتحدة "الفرصة الأخيرة" للسلام؟

هل يشكل خطاب عباس المرتقب في الأمم المتحدة "الفرصة الأخيرة" للسلام؟

تمر القضية الفلسطينية في منعطف خطير، عقب الإجراءات الأمريكية بحق السلطة الفلسطينية، بعد رفضها بأن تكون واشنطن وسيطًا للسلام بينها وبين إسرائيل، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، واستهدف قضايا الحل النهائي المتمثلة في الاستيطان المتزايد، وحق اللاجئين الفلسطينيين.

ويتوقع مراقبون أن يعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس الورقة الأخيرة أمام العالم، قبل اتخاذ إجراءات مصيرية قد تستهدف الوضع الأمني بشكل مباشر، وتجمد عددًا من الاتفاقيات المبرمة مع إسرائيل خلال العقود الماضية، أبرزها اعتراف السلطة الفلسطينية بإسرائيل.

مرحلة جديدة

الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة قال إن "خطاب الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة، الخميس المقبل، سيمثل مفترق طرق، ويمهد لمرحلة جديدة في مواجهة التحديات الخطيرة التي تواجه شعبنا".

وأضاف أبو ردينة أن خطاب عباس سيتضمن رؤية استراتيجية وطنية شاملة ستترك أثرها العميق على مجريات الأحداث هنا، وفي الإقليم، والعالم، مؤكدًا أنه دون القدس والمقدسات لن يكون هناك سلام عادل ودائم أو حل في المنطقة كلها، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.

وأكد الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية أنه مهما بلغت الضغوط والتضحيات لن يتم القبول بأي صفقة مشبوهة، مشيرًا إلى أنه "لا شرعية لأي صفقات، أو قرارات، أو إجراءات يرفضها شعبنا وقيادته الوطنية الشرعية، ودون الالتزام بالشرعية الدولية والعربية".

الفرصة الأخيرة

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، أحمد القواسمي، إن "الأبواب قد أوصدت في وجه القيادة الفلسطينية، ما سيدفعها إلى اتخاذ قرارات مصيرية تتعلق بعلاقتها مع إسرائيل، وبالاتفاقيات التي وقعت معها، والتي لم يلتزم بها الاحتلال على مدار السنوات الماضية".

وأضاف القواسمي لـ"إرم نيوز" أن "الرئيس عباس يحاول حشد موقف دولي، وتحديدًا أوروبيًا مع القضية الفلسطينية، ما قد يشكل ضغطًا على واشنطن، ويدعوها إلى العدول عن قراراتها التي تستهدف صلب القضية الفلسطينية، وتشكل انحيازًا تامًا وعلنيًا مع إسرائيل".

وتابع القواسمي: "لم يعد أمام السلطة الفلسطينية حلٌ غير سياسة المواجهة العلنية لإسرائيل في كل المحافل الدولية والأمم المتحدة ، خاصة أن هناك الكثير من الدول عبرت عن تضامنها مع القيادة الفلسطينية التي التزمت باتفاقات لم تلتزم بها إسرائيل سواء على صعيد الاستيطان المستمر، أو تهويد القدس أو غيرها من القضايا المصيرية".

موقف حماس

حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، كان لها موقف آخر، على لسان الناطق الإعلامي باسم الحركة عبد اللطيف القانوع، الذي قال إن "إرادة الشعب الفلسطيني وتضحياته العظيمة هي أكبر من أن يمثلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه المرتقب في الأمم المتحدة".

وأضاف القانوع، في تصريح صحفي، إن "الذي يقوّض صمود شعبه، ويفتقر للدعم الفصائلي والالتفاف الشعبي لا يستحق تمثيل شعبنا".

وتابع أن "عقد المجلس الوطني بالتزامن مع خطاب عباس لن يمنحه الدعم أو التأييد؛ لأنه فاقد للشرعية وأحد أدواته الانفصالية".

دعم الخطاب

وحول موقف حركة حماس، قال المحلل السياسي إبراهيم العمري إن "الكل الفلسطيني ينبغي أن يدعم موقف الرئيس عباس في خطابه أمام الأمم المتحدة، حتى لو كان على خلافٍ مع سياساته؛ لأن المسألة الآن تتعلق بالقضية الفلسطينية جمعاء، وليس بموقف الرئيس أو موقف فصيل أو حزب فلسطيني".

وأضاف العمري لـ"إرم نيوز": "الانقسام الفلسطيني أثر سلبًا على القضايا المركزية الفلسطينية، وأوجد شرخًا في المواقف وتباينًا في الآراء، لكن ذلك لا يمنع من دعم الطرح الفلسطيني في الأمم المتحدة، باعتباره موقفًا شاملًا ومتكاملًا في ظل الهجمة الشرسة على القضية ومحاولة تصفيتها من خلال الإجراءات التي اتخذتها وتتخذها الإدارة الأمريكية".

وانطلقت، اليوم الثلاثاء، أعمال الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث من المقرر أن يلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطابًا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس المقبل، الموافق للسابع والعشرين من الشهر الجاري.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com