هل يعد طرح الاعتراف الأمريكي بالجولان بالون اختبار لصفقة أكبر؟
هل يعد طرح الاعتراف الأمريكي بالجولان بالون اختبار لصفقة أكبر؟هل يعد طرح الاعتراف الأمريكي بالجولان بالون اختبار لصفقة أكبر؟

هل يعد طرح الاعتراف الأمريكي بالجولان بالون اختبار لصفقة أكبر؟

اعتاد السوريون، حتى قبل سنوات، حين يزفون عروسًا لعريس خلف الأسلاك الشائكة بهضبة الجولان، أن يودعوها بالأهازيج الوطنية والدموع، وكلهم ثقة، بأن الأسلاك ستزول ذات يوم، ويتحدون بأقاربهم وتراب وطنهم المسلوب.

بيد أن الجولان الذي عبره جنود الدبابات السوريون حتى وطئوا شاطئ بحيرة طبريا عام 1973، وشربوا من مائها العذب، قبل أن يجبرهم هجوم إسرائيلي معاكس على الانسحاب، يبدو اليوم أبعد ما يكون عن سوريا التي تناضل في سبيل وحدتها، بعد أن جزأها نظام ثار الشعب عليه، وفصائل أعادت توجيه البوصلة إلى غير ما يشتهون.

ما أعاد الجولان إلى صدارة الأحداث، تصريح لسفير الولايات المتحدة في تل أبيب ديفيد فريدمان، اليوم الخميس، زعم فيه أن "الهضبة جزء من إسرائيل"، في قفزة ، درج عليها، على خطى رئيسه دونالد ترامب، على كل القرارات الدولية والحق الذي لا ينازع.

ورغم أن إسرائيل التي احتلت معظم الهضبة عام 1967، أعلنت عن ضمها بقرار من الكنيست عام 1981، إلا أن هذا القرار لم يلق اعترافًا دوليًا، بما في ذلك الولايات المتحدة نفسها، إلا أن فريدمان ألمح إلى أن إسرائيل جاءت لتبقى، وأن من الممكن أن تدرس الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان في المستقبل.

والواقع أن هذا التصريح لم يجاف الواقع كثيرًا، فالتغير في السياسة الأمريكية في عهد ترامب، يقلب الواقع رأسًا على عقب، فهو الذي اتخذ قرار نقل السفارة إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، وأوقف الدعم عن الأونروا، وعمل من أجل صفقة القرن الغامضة، حتى بات كل شيء متوقعًا مهما بلغت حدته .

تحول الجولان إلى كرة مضرب بين تصريح السفير وقبله تصريح مستشار الأمن القومي جون بولتون بأن "تحركًا مشابهًا للقدس بخصوص الجولان ليس مطروحًا للنقاش"، لا يفيد ولا يغني من تطلع إلى كشف ما يعد في الخفاء.

فإسرائيل التي تريد انتهاز فرصة وجود ترامب للتخلص من كل الملفات العالقة، منتهزة الضعف العربي، ضغطت باتجاه الاعتراف الأمريكي بالجولان جزءًا منها، وما صدر عن السفير يوحي بأن الضغط أتى أكله، أو على الأقل، فإن ما قاله قد يكون بالون اختبار لصفقة أكبر.

في سفر التثنية وسفر يوشع، وصفت الجولان كإحدى مدن الملجأ الثلاث الواقعة عبر نهر الأردن والتي يلجأ إليها من قتل إنسانًا سهوًا وخشي من الانتقام، ما يشي بالضرورة، بما يعتري العقل اللاواعي لدولة مارست القتل عن قصد وعن سبق إصرار.

ورغم ذلك، فإن الهضبة التي تنهض على أكتاف سهل حوران، ويتقوس ظهرها لفرط انهمار المطر وذوبان الثلج وتغير الأحوال منحدرًا تجاه طبريا ومرج الحولة في فلسطين المحتلة، تظل ترنو إلى مستقرها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com