بعد عودة الاحتجاجات للبصرة.. مخاوف من لجوء المتظاهرين إلى حمل السلاح
بعد عودة الاحتجاجات للبصرة.. مخاوف من لجوء المتظاهرين إلى حمل السلاحبعد عودة الاحتجاجات للبصرة.. مخاوف من لجوء المتظاهرين إلى حمل السلاح

بعد عودة الاحتجاجات للبصرة.. مخاوف من لجوء المتظاهرين إلى حمل السلاح

شهدت مدينة البصرة، جنوب العراق، خلال الأيام الأربعة الماضية، تظاهرات واشتباكات عنيفة بين متظاهرين وقوات الأمن، وسط مخاوف من لجوء المتظاهرين إلى السلاح.

وأنهت الاشتباكات الأخيرة، حالة الهدوء النسبي الذي خيم على البصرة، طوال الأيام الماضية، بعد تظاهرات دامية انطلقت في مطلع يوليو/ تموز الماضي، مطالبة بتوفير خدمات وفرص عمل والقضاء على البطالة.

وأعرب ناشطون من البصرة، أمس الأحد، عن مخاوفهم من "احتمال أن يحمل المتظاهرون السلاح في وجه القوات الأمنية، وهو ما قد يدخل المدينة في متاهة جديدة شبيهة لما حصل في عام 2008 في حملة صولة الفرسان، التي قادها رئيس الوزراء السابق نوري المالكي".

وقال الناشط مصطفى الخالدي: "بحسب ما يصلنا من أخبار ومتابعة للأصدقاء في عدد من مناطق البصرة الأخرى، فإن هناك نوايا واستعدادًا لحمل السلاح أمام القوات الأمنية، إذا اعتدت على المتظاهرين وهذا تطور خطير في سير الأحداث والاحتجاجات السلمية".

وأضاف الخالدي، في حديث لـ"إرم نيوز": "على الرغم من القمع الذي نتعرض له في البصرة بسبب التظاهرات من قبل القوات الأمنية، إلا أننا لا نرغب في أن نصل إلى هذه المرحلة من الأزمة، إلى الآن لا تزال الحكومة عاجزة عن فهم مطالب أهالي البصرة، والتي بدت بسيطة لكنها الآن ترتفع بما يتعلق بمستقبل هذه المدينة التي تحتضر"، على حد تعبيره.

وتجمع مئات المواطنين قرب مبنى محافظة البصرة، الجمعة الماضية، وحاولوا اقتحامه، إلا أن الأجهزة الأمنية ردت عليهم بإطلاق الغاز المسيل للدموع وحاولت تفريق التظاهرة التي استمرت فيها أعمال العنف لساعات متأخرة من الليل.

ومع استمرار الاحتجاجات في النهار وقطع الطرق، تشهد أحياء كثيرة داخل المدينة تظاهرات ليلية ومواجهات مع الأجهزة الأمنية، وصل بعضها إلى الاشتباك بالأيدي بين المتظاهرين والأمن في ناحية الهوير شمال المحافظة، فيما تصاعدت حدة العنف واستخدام الرصاص الحي في الهارثة والحيانية وشط العرب، وقرب حقل نهران عمر النفطي.

وطالب مدير مكتب مفوضية حقوق الإنسان في البصرة، مهدي التميمي في تصريحات صحفية، محافظ البصرة بالتحقيق بأحداث شط العرب، واستخدام الرصاص الحي والاعتقالات في عموم المحافظة.

وشهدت البصرة منذ مطلع يوليو/ تموز الماضي تظاهرات ساخنة راح ضحيتها عدد من المتظاهرين، فضلاً عن إصابة عدد آخر من القوات الأمنية، والتي على إثرها ازداد حجم العنف في تلك التظاهرات، لتتسع الرقعة إلى محافظات جنوبية أخرى، إلا أن الوعود التي أطلقها الوفد الوزاري الذي أرسله العبادي في 12 يوليو/تموز الماضي قد خفف من حدة التظاهرات وبدت أقل سخونة.

أزمة مفتعلة

وقال الناشط والصحفي خالد البصري، إن "هناك سببًا أقوى جعلنا نثور من جديد، وهي مشكلة تلوث المياه والتسمم الذي أصاب البصريين بشكل واسع".

ويعتقد البصري أن "مشكلة تلوث المياه والتسمم الذي أصاب مدينته، أزمة مفتعلة ومؤامرة واضحة لإسقاط البصرة، بسبب استمرار التظاهرات، التي اعتبرتها حكومة العبادي تظاهرات مشبوهة وفيها محاولات لعرقلة الأمن".

وتساءل البصري خلال حديثه لـ"إرم نيوز": "لماذا الآن بهذا التوقيت تكون هناك أزمة خانقة بسبب التلوث وإصابة الآلاف من المواطنين بما فيهم الأطفال نتيجة المياه، البصرة مياهها مالحة منذ زمن، لكن الآن نصاب بالتسمم في غضون أيام قليلة، المستشفيات تمتلئ بالبشر، فهذا يبعث على الحيرة، وثمة أياد خفية تتلاعب بمصير البصرة لا أكثر"، على حد قوله.

أزمة قديمة جديدة

وقال عضو مجلس محافظة البصرة، كريم الشواك، إن "البصرة لم تهدأ في السابق ولن تهدأ طالما بقي الوضع هكذا، وهي لم تسكت تظاهراتها منذ عام 2015، لكن تظاهرات تموز تم تسليط الضوء عليها أكثر لأنها شهدت سقوط قتلى".

وأضاف الشواك، في حديث لـ"إرم نيوز" أن "المجتمع انتفض لأسباب عدة، منها عدم قناعته بالنظام السياسي الحالي في البلاد، وآخر الدراسات أكدت أن 78% من الشعب العراقي لا يرغب بنظام الحكم الحالي في البلاد ولا يثقون به إطلاقًا، 15 عامًا من الحكم السياسي وهو زمن كبير جدًا يعادل قرابة نصف زمن الحكم السابق وتم فيه صرف المليارات لكن دون تقدم أو جدوى".

وأشار إلى أن "تظاهرات البصرة بالذات جاءت لعدم وجود تخطيط حقيقي خلال الفترة الماضية للنهوض بواقع البصرة لا من الحكومة المحلية ولا الاتحادية"، معتبرًا أن "من أبرز المشاكل الحالية هي مشكلة المياه، فمجلس البصرة وقبل 10 سنوات تقريبًا أعلن بجلسته الـ 31 في تاريخ 23/8/2008 مناطق الفاو والسيبة مناطق منكوبة بسبب ارتفاع الملوحة فيهما، لكن لم توضع أي حلول خلال الـ10 سنوات الماضية، لذلك انتفضت البصرة في الوقت الحاضر".

وتابع أن "البصرة تملك عشرات الخريجين وحاملي الشهادات العليا وهؤلاء لا يجدون فرصة العمل المناسبة لكي يتمكنوا من إعالة عوائلهم، والسبب وجود هجرة غير منظمة من المناطق الأخرى باتجاه البصرة ومن يتحمل مسؤولية في هذا الموضوع هما الحكومتان المحلية والاتحادية لعدم وجود قوانين وتعليمات وأنظمة تحكم هذا الفعل".

ونشر العشرات من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، مقاطع فيديو وصورًا تكشف حجم المصابين بالتسمم، بعد أن امتلأت بهم مستشفيات المدينة، إلا أن تصريحات وزيرة الصحة عديلة حمود خلال مؤتمر صحفي في البصرة، قد قللت من الأرقام المعلنة من قبل المسؤولين المحليين، ما أثار موجة سخط واستنكار واسعة ضد الوزارة.

وتعاني البصرة، المدينة الغنية بالنفط منذ سنوات من تردي واقع الخدمات العامة فيها، وارتفاع نسبة البطالة والفقر، على الرغم من أنها تقدم أكثر من 90% من واردات الموازنة العامة للعراق، فيما تصدر ما يقارب 4 ملايين برميل نفط يوميًا بحسب تصريحات لمجلس محافظة البصرة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017.

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com