تحليل: مآلات المشهد السياسي التونسي
تحليل: مآلات المشهد السياسي التونسيتحليل: مآلات المشهد السياسي التونسي

تحليل: مآلات المشهد السياسي التونسي

تونس ـ بعد أن قالت صناديق الاقتراع كلمتها، معلنة تصدر حركة نداء تونس للمشهد السياسي، بـ85 مقعدا في البرلمان، وحلول حركة النهضة في المرتبة الثانية بـ69 مقعدا، تباينت تصورات المراقبين لماسيؤول إليه الوضع في تونس.



واعتبر فريق من المتابعين للشأن التونسي أن هذه الانتخابات شكلت "انتكاسة للإسلام السياسي ولحركة النهضة على وجه الخصوص وأنها قلبت موازين القوى السياسية في البلاد، وأن ذلك عائد بالأساس إلى الأخطاء والثغرات التي ارتكبتها الحركة في فترة حكمها وعجزها عن حل ما عرفته البلاد من مشاكل اقتصادية وأمنية.

ولكن في المقابل، فإن قيادات حركة النهضة لا تعد حلولها بالمرتبة الثانية خسارة، بل تعتبرهُ انتصارا لأنه "عادة ما يقع تهرئة (إضعاف) الحكومات التي تتولى السلطة بعد الثورات"، على حد تعبير أبرز قياداتها.

ورأى شق آخر من المتابعين أن هذه النتائج هي إعادة تشكيل لمشهد سياسي قديم جديد عرفته تونس منذ 50 سنة، أيام حكم كل من بورقيبة وبن علي ولكن بفوارق طفيفة وبسيطة تتماشى مع متغيرات الساحة السياسية التونسية بعد زهاء 4 سنوات من الثورة.

ولا يستبعد عدد من المحللين أيضا إمكانية تحالف النهضة مع حزب نداء تونس خاصة، وأنه جاء في تصريحات سابقة لرئيس الحركة راشد الغنوشي أن "تونس تحكم بالتوافق وبقاعدة واسعة، وأن النهضة منفتحة على كل الخيارات وبغض النظر عن الموقع الذي ستكون فيه فالمهم أن تكون في خدمة الشعب."

ورأى أستاذ القانون بجامعة تونس، المحلل السياسي، أمين محفوظ أنه "من الضروري أن تكون هناك حكومة ائتلافية في تونس، من خلال ائتلاف لن تحكمه وحدة البرامج السياسية وإنما التعامل بواقعية مع الوضع."

ونزولا على أرضية نتائج الانتخابات، اعتبر محفوظ أن "نداء تونس سيجد نفسه أمام وضعية صعبة كأن يشترك مع الجبهة الشعبية في مشروع دولة حداثية ومدنية تحمي الحقوق والحريات، ولكنه يختلف معها بشكل جوهري في مسائل اقتصادية أو أن يتحالف مع حركة النهضة وهو يختلف معها في مسألة التعامل مع الإسلام السياسي ولكن يقترب معها في الدور الليبرالي."

وتابع أن "حركة النهضة سوف تستغل موقعها في المرتبة الثانية في نتائج الانتخابات وأن خروجها من الحكومة قبل أشهر وتشكيل حكومة تكنوقراط ساعدها بشكل كبير في التقليص من الأضرار كما أنها ستبقى لاعبا أساسيا في المشهد السياسي."

محفوظ رأى أيضا أن "الفترة القادمة ستكون صعبة على تونس وستحتاج إلى نوع من التوافق حول عديد من المسائل ومساندة كبرى للحكومة وقد تحمل إجراءات مؤلمة بالنسبة للشعب خاصة فيما يتعلق بمسألة الضرائب."

اتفق الإعلامي والمحلل السياسي، نصر الدين بن حديد، إلى حد كبير مع ما طرحه محفوظ معتبرا أن نتائج الانتخابات البرلمانية أكدت الاستقطاب الحزبي لكنها أنزلت بقية الأحزاب الصغرى إلى مرتبة سفلى ومن ثمة لا يمكن لأي حزب أن يكوّن حكومة بمفرده.

وعن الخطاب السياسي الذي تلا الانتخابات وإعلان نتائجها قال بن حديد إن "حركة نداء تونس لا تحمل خطابا واحدا بل خطابات متناقضة، وهذا دليل على الانشقاقات داخلها، فالبعض لا يريد التحالف مع حركة النهضة والبعض الآخر لا يمانع في ذلك."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com