سيناريوهات محتملة لتشكيل الحكومة التونسية
سيناريوهات محتملة لتشكيل الحكومة التونسيةسيناريوهات محتملة لتشكيل الحكومة التونسية

سيناريوهات محتملة لتشكيل الحكومة التونسية

تطرح نتائج الانتخابات التونسية، أمام الأحزاب الرئيسية الفائزة بهذا الاستحقاق خيارات وسيناريوهات غامضة لتشكيل حكومة جديدة، تبدأ مرحلة البناء الديموقراطي بعد فترة انتقالية صعبة في هذا البلد الذي حظي بإشادة واسعة كنموذج للمنطقة المضطربة.

فعلى الرغم من المفاجأة التي حققها حزب نداء تونس بقيادة الباجي قائد السبسي، إلا إن قطف ثمار هذه المفاجأة التي جعلته يحصل على أكثر من 80 مقعدا سيقتضي منه المفاضلة بين جملة سيناريوهات.

والسيناريو الأكثر واقعية هو تشكيل ائتلاف من حزب النداء مع الأحزاب الليبرالية واليسارية التي حصل بعضها على مقاعد وازنة تؤهله للمشاركة في أي تشكيل ائتلافي محتمل.

ويمكن أن يشكل حزب نداء تونس ائتلافا يضم ما بين 110 و120 مقعدا من مقاعد البرلمان البالغة 217 مقعدا.

ومع أن هذا الخيار هو الأكثر تداولا في صفوف الأحزاب العلمانية، إلا أن بعض قيادات حزب "نداء تونس" يترددون في اعتماده كخيار وحيد.

ويقول هؤلاء في أحاديثهم الخاصة إن ائتلافا مع أحزاب من نفس اللون السياسي، سيعطي فرصة كبيرة لحزب النهضة المقرب من الإخوان لتشكيل معارضة برلمانية قوية، تجعل الائتلاف الحكومي في مرمى انتقادات شديدة داخل البرلمان، في وقت تواجه الحكومة القادمة استحقاقات بالغة الدقة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي وكذلك على المستوى الأمني.

ويقول هؤلاء إن بقاء النهضة خارج الائتلاف من شأنه تأليب القوى الشعبية خارج البرلمان وإدخال الحكومة في مواجهات مع تلك القوى تفقدها ما حققته من إنجازات في الانتخابات.

ويعتبر هؤلاء أن وجود حزب النهضة الإسلامي داخل الائتلاف سيقوي دور الحكومة في مواجهة المتطرفين الإسلاميين، إذ أن النهضة سيوفر نوعا من الغطاء لأي جهد حكومي في هذا الاتجاه.

كما أن وجود النهضة ضمن الائتلاف سيعطي للحكومة فرص احتواء المخاطر الأمنية التي تشكلها الأوضاع الأمنية الخطيرة في دول الجوار واحتمالات عودة المتطرفين التونسيين الذين كانوا يقاتلون في سوريا.

ويخشى المعارضون لفكرة الائتلاف مع حزب النهضة من أن يدفع نداء تونس ثمنا سياسيا باهظا لمثل هذه الشراكة.

فالنهضة قد يطالب بحقائب وزارية رئيسية، تعيق تنفيذ برنامج الحزب الذي طرحه خلال الانتخابات وكان سببا في حصوله على هذا العدد الكبير من المقاعد.

ويخشى هؤلاء من أن تعطي المشاركة مع النهضة فرصة للإسلاميين لممارسة نشاط سياسي في ظل مثل هذا الائتلاف، بحيث تتحقق لهم فرصة تلوين التشكيلة الحكومية المقبلة بلون ديني يتناقض مع الطابع العلماني للحزب.

وحسب المترددين فإن عرض حزب النهضة الائتلاف مع حزب نداء تونس هو مناورة ساسية أكثر منه عرضا جديا، فالحركة تدرك أن فرصها في دخول التشكيلة المقبلة ضئيلة خاصة بعد النتائج المخيبة لآماله في الانتخابات.

ويقولون إن هدف النهضة من العرض هو تغطية الانتكاسة في الانتخابات التي كانت تمني النفس بالحصول على الأغلبية المطلقة فيها.

ويخشى المترددون في قبول عرض النهضة من ألا يتمكن الائتلاف الحكومي بمشاركة النهضة من الحصول على دعم إقليمي كاف على المستويين الاقتصادي والاجتماعي وهو أمر حيوي للمرحلة السياسية المقبلة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com