الهزيمة تهدد وحدة حركة النهضة بتونس
الهزيمة تهدد وحدة حركة النهضة بتونسالهزيمة تهدد وحدة حركة النهضة بتونس

الهزيمة تهدد وحدة حركة النهضة بتونس

بدأت تلوح في الأفق بوادر تصدع الائتلاف الفضفاض في تونس لقوى إسلامية جمعها في السابق ما اعتبرت أنه "مصير مشترك" تحت مظلة حركة النهضة المنبثقة عن جماعة الإخوان المسلمين.



وتلقى هذا التحالف في السابق دفعة قوية زادت من تماسكه في أعقاب فوز الحركة الكاسح بانتخابات 2011 التي جرت في تونس عقب الإطاحة بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي.

لكن الهزات السياسية التي تعاقبت على الساحة التونسية أظهرت بوضوح تباين المواقف داخل الحركة بين "الصقور" التي تنتهج فكراً راديكالياً يميل أكثر إلى الجماعات السلفية المتشددة، و"الحمائم" التي تميل إلى نهج أكثر اعتدالا استلهمته من الليبرالية التي تعايش معها قادة هذا التيار في المنافي الأوروبية.

ويرى محللون أن الفترة الانتقالية أسهمت في إبقاء الخلافات في نطاقها الضيق، مع حرص جميع الأطراف داخل الحركة على البقاء إلى جانب الحزب الحاكم للاستفادة من زخم السلطة.

وأجبرت الحركة مع نهاية الفترة الانتقالية على التنحي لصالح حكومة تسيير أعمال خلال أزمة سياسية في بداية العام.

وأدى هذا الوضع إلى ظهور بعض الانقسامات فقد ترشح رئيس قائمة النهضة في محافظة المنستير نجيب مراد في قائمة مستقلة وشكل عبد الوهاب الكافي أحد مؤسسي الحركة قائمة مستقلة في محافظة القيروان فيما انشق كاتبها العام في محافظة الكاف (غرب) وترأس قائمة حزب البناء الوطني في نفس المحافظة.

ومع ذلك فإن الوضع تغير على نحو دراماتيكي يوم الأحد الماضي فالإحصاءات الأولية أظهرت أن حزب نداء تونس العلماني فاز بأكثر من 80 مقعدا في البرلمان الذي سيضم 217 نائبا مقابل 67 مقعدا لحركة النهضة.

وينذر المشهد السياسي الجديد بمزيد من التصدع الذي يرى محللون أنه سيطفوا على السطح بشكل واضح خلال الفترة المقبلة.

ويقول المحلل السياسي التونسي لزهر الفطناسي في حديث لـ"إرم": "سنرى في المستقبل الخلافات تبرز إلى السطح مع محاولات قوى داخل الحركة القفز عن السفينة الغارقة".

ووفق الفطناسي فإن الحركة تبحث عن محاولة "يائسة" للمشاركة في الحكومة القادمة لإبقاء الزخم الذي عزز في السابق تماسكها ككيان موحد.

وسارعت الحركة بالفعل إلى الإقرار بالهزيمة وهنأت خصمها "نداء تونس" مؤكدة في الوقت ذاته على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية.

لكن زعيم هذا الحزب الفتي الباجي قائد السبسي وهو سياسي محنك لم يتلق هذه الدعوة بتلهف كبير فقد قال في أول تعليق له على النتائج: "أنا لا أتحالف إنما أتعامل حسب الواقع وفي هذا الغرض سنحكم مع الأحزاب الأقرب إلينا وهي العائلة الديمقراطية".

ويقول الفطناسي في حديثه لـ"إرم": "السبسي يمسك بأوراق اللعبة وهو لاعب مقتدر .. الأيام القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت السياسية."



ويقول مؤيدو التحالف بين الحزبين الرئيسين في تونس إنه سيؤدي إلى حكومة شاملة وقوية على اتخاذ قرارات صعبة تحتاجها البلاد للنهوض باقتصادها المتعثر.

بينما يرى معارضوه أن تشكيل حكومة من التيارات الليبرالية سيوجه "ضربة مهمة" في نظرهم لفكرة الأحزاب ذات المرجعيات الدينية ما سيفسح المجال أمام ساحة سياسية عصرية أكثر مدنية ترسي مبادئ الحداثة التي يتطلع إليها معظم التونسيين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com