"ماعش".. النسخة الشيعية لداعش
"ماعش".. النسخة الشيعية لداعش"ماعش".. النسخة الشيعية لداعش

"ماعش".. النسخة الشيعية لداعش

يرى مراقبون سياسيون أن ما يُعرف بـ "مليشيات إيران في العراق والشام" أو "ماعش"، باتت تتقاسم النفوذ مع تنظيم داعش، بسبب ضعف دور الدولة وأجهزتها الأمنية في كل من العراق وسوريا.



ويقول الملازم السابق في الداخلية العراقية عمار خضرسالم، إنه ترك سلك الشرطة والتحق بالمليشيات بضغط من عمه القيادي في مليشيا مايعرف بـ "جيش المختار" الشيعية.

وعن سبب تركه للخدمة ضمن طواقم وزارة الداخلية العراقية والتحاقه بالمليشيات، يقول الضابط السابق: "في مساء يوم 22 من أيلول عام 2013 تعرضت دوريتنا التابعة للشرطة العراقية إلى إطلاق نار من سيارتين تقل مسلحين في منطقة العبيدي ببغداد، فقمنا بالرد على المهاجمين بنيران مماثلة، وفورا اتصلت لاسلكيا بالقيادة لتأمين الدعم لنا والسماح لنا بمطاردة الإرهابيين، إلا أن الأمر جاء بأن نظل في موقعنا لتتولى قوة أخرى معالجة الموضوع وقتل أو اعتقال المهاجمين".


ويضيف سالم: "كنا غاضبين، لأننا لم نتمكن من ملاحقة القوة المهاجمة، وكنا نشعر أننا مقيدون ولانستطيع القبض على هؤلاء الإرهابيين الذين هاجمونا، بسبب الأوامر الصادرة لنا بالمكوث في مواقعنا، وقد تعرضت مع زميل لي لإصابات طفيفة، وتمت معالجتي على الفور لأعود بعدها إلى منزلي وأجد عمي طه الذي كان يزورنا وهو أسير سابق في إيران فترة حرب الثمانينيات، قبل أن يعود بعد 2003 وهو قيادي في أحد الأحزاب الشيعية، واكتشفنا مؤخرا أنه المسؤول عن تجنيد الشباب في مليشيا (مختار العصر) التي تلاحق السنة في بغداد وتخطف وتحقق وتعدم كل من لديه ميول إرهابية منهم وعلى الفور".


ويشرح سالم كيف تبدلت حياته بعد أن أقنعه عمه بالانضمام للمليشيا الشيعية، وكيف أصبحت لديه حرية الحركة والتنفيذ والتخطيط، فضلا عن الأسلحة التي حصل عليها في مداهمات لمخابئ المتطرفين، والتي يقوم أحيانا ببيعها والاستفادة من ثمنها، كما أنه حصل على منزل كان لعائلة سنية تم تهجيرها من منطقة الحبيبية بعد أن اتهم أحد أفرادها بالانضمام إلى داعش.


ويعد فيلق "بدر" بقيادة هادي العامري وسرايا السلام التي كانت تعرف بجيش المهدي التي يتزعمها مقتدى الصدر وعصائب أهل الحق التي يقودها الشيخ قيس الخزعلي المنشق عن الصدر وجيش المختار بقيادة واثق البطاط ولواء أبو الفضل العباس الذي يقوده أبو عجيب وهو شخصية غير معروفة، من أهم وأقوى المليشيات الشيعية الفاعلة في العراق، فضلا عن عشرات التيارات والحركات المليشيات الأخرى ومنها حزب الله في العراق.


وبحسب التقديرات، فإن أعداد عناصر المليشيات الشيعية في العراق فقط تبلغ نحو 170 ألف عنصر، وقد تصل إلى ضعف هذا الرقم بحسب تفجر الأوضاع الأمنية والشحن الطائفي الذي يؤججه خطباء المساجد والحسينيات، حيث تشهد المليشيات إقبالا من المتطوعين وفق رؤية يحملها رجال دين متطرفون تحت ذريعة حماية أو نصرة "المذهب الشيعي".

وفي سوريا تذهب التقديرات إلى أن أعداد عناصر المليشيات الشيعية تبلغ 4000 مقاتل بدأت عملياتها القتالية في العام 2011 تحت ذريعة حماية المقدسات الشيعية هناك،أبرزها جيش المهدي ولواء أبو الفضل العباس، غير عناصر وتشكيلات "حزب الله" اللبناني.


ويقول أدهم شداغ النعماني إن ظاهرة المليشيات في العراق تنقسم إلى فصلين،الأول هو المليشيات التي جاءت من إيران بعد سقوط بغداد في 2003 وأرزها "فيلق بدر" الذي يتزعمه وزير النقل السابق هادي العامر، أما القسم الثاني فهو ماتشكل داخليا ويمثله "جيش المهدي" والتشكيلات التي انسلخت منه بزعامة مقتدى الصدر وشيوخ آخرين انشقوا على التيار الصدري.


ويضيف النعماني المحلل الأمني في حديث خاص لشبكة إرم الإخبارية، إن مابات يعرف بـ "ماعش" لم يكن ليغزو الشارع العراقي أو يظهر بهذه القوة ويشارك الدولة في سيطرتها، إلا بعد أحداث 2006 حين تم تفجير مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء، وان الفترة التي سبقت تلك الأحداث كان فيها دور المليشيات الشيعية مقتصرا على حماية الزائرين في المناسبات الدينية وبعض الاغتيالات لشخصيات عسكرية وسياسية وفكرية مناهضة للمشروع الإيراني في العراق.


ويصف العميد الركن خليل محمد عذاب تسليح المليشيات الشيعية بأنه أفضل في أحيان كثيرة من تسليح قوى الأمن العراقية.

ويشرح المحلل الأمني لشبكة "إرم" تسليح المليشيات يتم عن طريق فيلق القدس وبإشراف مباشر من المسؤول الأمني الإيراني،قاسم سليماني،المسؤول عن ملف العراق، ويضيف أن إيران زودت المليشيات أولا بأسلحة كاتمة للاغتيالات وعبوات لاصقة للتفجير.


ووجد المسؤولون الأمنيون الإيرانون، وبعد انسحاب الجيش الأمريكي من العراق، نهاية 2011 أنه من الضروري تسليح مليشياتهم لفرض السيطرة وملء الفراغ الذي تركه الأمريكان، فزودوا مليشياتهم في العراق بأسلحة متوسطة وقاذفات صواريخ ومضادات للطائرات وأجهزة رصد وأسلحة ليلية منها قناصات ومضادات للدروع، كما حركت إيران أذرعها في وزارة الدفاع العراقية، لتزويد المليشيات بـ 122 مدرعة قتالية و 40 مدفعية متوسطة ووالآلاف من صناديق الذخائر.


ويضيف عذاب، بأن إيران هي من أعطت الإشارة لتوغل المليشيات الشيعية العراقية، للتوغل داخل الحدود السورية، بغطاء من الطيران الحربي والاستطلاعي لكل من الجيشين العراقي والسوري.

وتحاول المليشيات الشيعية في المرحلة الحالية، استثمار التدهور الأمني، وضعف الدولة، للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من المناطق التي يسيطر عليها "داعش" وتحويلها إلى مناطق "شيعية" من خلال تهجير أهلها السنة قسرا، ودمجهم في مناطق ذات غالبية شيعية، وذلك لإحداث تغيير ديمغرافي،وفقا لأسس مذهبية، لا سيما في بغداد ومحيطها، الذي يشهد أكبر حركة تهجير قسري داخل العراق.

ويعتقد مراقبون أن سياسة الحكومات العراقية منذ عهد نوري المالكي حتى الان، أسهمت في تحرير المليشيات الشيعية ودعمها ومنحها الغطاء الرسمي، حتى أصبحت "ماعش" أو مليشيات إيران في العراق والشام، هي من تقود وتوجه الدولة العراقية،من خلال تغلغلها داخل أوساط الحكومة المركزية ببغداد، فضلا عن هيمنتها على المؤسسات الأمنية.

وينظر الشارع العراقي بريبة إلى الدور القادم لتلك المليشيات، لاسيما في مرحلة "مابعد داعش" وسط مخاوف من سيطرة إيرانية بشكل أكبر على مؤسسات الدولة العراقية الأمنية، والتغيير المستمر لخارطة توزيع السكان في العراق وفقا لشروط وتقسيمات مذهبية،تعتمد الرؤية الإيرانية للجار العراق.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com