أربع قوى تتقاسم السيطرة على التراب السوري
أربع قوى تتقاسم السيطرة على التراب السوريأربع قوى تتقاسم السيطرة على التراب السوري

أربع قوى تتقاسم السيطرة على التراب السوري

دمشق- شهدت سوريا - بعد مرور أربع سنوات على اندلاع الحرب - ظهور مناطق نفوذ جديدة، ورغم استمرار معارك الكر والفر، إلا أننا نستطيع القول بأن الجغرافيا السورية باتت مقسمة إلى مناطق تقع تحت سيطرة نظام الأسد، وقوات المعارضة، وتنظيم "داعش"، وميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، الذي يعتبر امتداداً لمنظمة "بي كا كا" ، والمعروف اختصاراً باسم PYD.

حملت المعارضة السورية السلاح، رداً على استخدام النظام السوري الأسلحة الثقيلة، اعتباراً من آذار/ مارس 2011، لقمع الاحتجاجات الشعبية السلمية المناهضة له. حيث قام عدد من الجنود وضباط الجيش السوري بإعلان انشقاقهم عن المؤسسة العسكرية، مصطحبين معهم أسلحتهم، لتتأسس النواة الأولى للجيش السوري الحر. وليبدء المعارضون بالانضواء تحت تجمعات كبيرة وصغيرة، في مختلف المناطق السورية. مع حلول عام 2013، كانت معالم المعارضة السورية المسلحة قد بدأت تتبلور وتتمايز بشكل واضح. فإلى جانب الجيش الحر، الذي يتكون من عناصر محلية، نشأت جبهة النصرة والجبهة الإسلامية، اللتان تتكونان من عناصر محلية وأجنبية توافدت عى البلاد لدعم قوات المعارضة.

تعتبر الجبهة الإسلامية إلى الآن، أقوى تشكيل معارض لنظام الأسد، فهي تفرض سيطرتها على المناطق الشرقية من مدينة حلب ثاني أكبر المدن السورية بعد العاصمة دمشق، والريف الشرقي لمحافظة حلب، إضافة إلى مدن اعزاز، ومعرة النعمان، وجسر الشغور، كذلك على العديد من المناطق الحدودية مع تركيا. فيما يسيطر الجيش الحر وجبهة النصرة على على مناطق واسعة في ريف حمص، وهضبة الجولان، ومدينة القنيطرة، ومناطق واسعة من ريف درعا، كذلك مناطق واسعة في ريف دمشق، والمناطق المحادية للحدود اللبنانية.

بعد ظهور تنظيم "داعش"، وجدت تشكيلات المعارضة السورية نفسها، أمام مطرقة التصدي لهجماته، وسندان مواجهة الهجمات المتزايدة لقوات نظام الأسد، ولهيب الحفاظ على "مكتسبات الثورة" و"المناطق المحررة"، خاصة مع تصاعد قوة داعش، الذي تمكن من الصعود في المنطقة (سوريا والعراق)، بشكل متسارع، وفرض سيطرته على مدينة الرقة في سوريا، والموصل في العراق، وجعلهما معقلاً رئيسياً من معاقله. كذلك تمكن التنظيم من فرض سيطرته على مدن دير الزور والبوكمال وتل أبيض (شمال شرقي وشرقي سوريا)، ليفتح بعد ذلك جبهة عين العرب (كوباني)، المحادية للحدود مع تركيا.

وفي الوقت الذي تشهد فيه المناطق الشمالية معارك ضروس بين قوات المعارضة وحزب الاتحاد الديمقراطي وداعش، يسعى نظام الأسد إلى تعزيز موقعه في مراكز مدن اللاذقية، وطرطوس، وحماة، وحمص، والعاصمة دمشق، وفرض سيطرته على المواقع الاستراتيجية في تلك المناطق، كذلك على بعض (الجزر البرية) في تدمر (ريف حمص) والسفيرة ونبل (ريف حلب)، ووادي الضيف ووادي الضهور (ريف إدلب)، ومطارات الحسكة ودير الزور، المحاصرة من قبل داعش.

إلى جانب ذلك، تخوض عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، معارك ضد داعش في مناطق تل حميس والحسكة، فيما تفرض عناصر الحزب سيطرتها على المناطق الريفية في الحسكة وعفرين القامشلي، وعين العرب (كوباني)، التي تشهد قتالاً عنيفاً بين عناصر الحزب وتنظيم داعش حتى الآن.

أما عن البوابات الحدودية السورية مع دول الجوار، فتسيطر قوات النظام السوري على معبر كسب والقامشلي، مع تركيا، والوليد مع العراق، ونصيب مع الأردن، والمصنع مع لبنان. فيما تسيطر قوات المعارضة على معبر باب الهوى وباب السلامة مع تركيا، ومعبر القنيطرة مع إسرائيل، ومعبر درعا مع الأردن. فيما يسيطر تنظيم داعش الإرهابي على معابر البوكمال مع العراق، ومعبر جرابلس وتل أبيض والراعي مع تركيا، ويسيطر حزب الاتحاد الديمقراطي على معابر الدرباسية مع تركيا، وسمالكا واليعربية مع العراق.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com