تصريح صحفي يجعل حلب "ولاية تركية".. زوبعة إعلامية أم أحلام سلطانية؟
تصريح صحفي يجعل حلب "ولاية تركية".. زوبعة إعلامية أم أحلام سلطانية؟تصريح صحفي يجعل حلب "ولاية تركية".. زوبعة إعلامية أم أحلام سلطانية؟

تصريح صحفي يجعل حلب "ولاية تركية".. زوبعة إعلامية أم أحلام سلطانية؟

حظي تقرير نشرته صحيفة "يني شفق" التركية، حول "نية تركيا السيطرة على مدينة حلب"، باهتمام بالغ من قبل المنابر الإعلامية السورية المعارضة وحسابات الناشطين السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي بدت "مبتهجة" بهذا "الوهم الإعلامي" الجديد.

وزعمت الصحيفة التركية، المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، أن تركيا وروسيا تتفاوضان بشأن صيغة ينسحب بموجبها الجيش السوري من حلب، لتنتقل السيطرة على المدينة إلى الجانب التركي.

وأوضحت أن هذا التفاهم المنتظر سيؤدي إلى إعادة إعمار حلب، العاصمة الاقتصادية للبلاد، وسيتمكن أكثر من 3 ملايين لاجئ يعيشون في تركيا وأوروبا من العودة إلى وطنهم.

واللافت أن هذا "السيناريو المتخيل"، الذي يعكس طموحات وأحلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بُني اعتمادًا على تصريحات للسياسي الكردي فؤاد عليكو، عضو الائتلاف السوري المعارض، والمقيم في إسطنبول.

ويوضح عليكو أن ملامح خريطة "الممر السُنّي" قد اتضحت، وهي مكونة من حماة وحلب وإدلب بعد إخلاء بلدتي الفوعة وكفريا من سكانها الشيعة.

ويرى عليكو أن النظام، مع حلفائه الروس والإيرانيين، سيبسطون سيطرتهم على اللاذقية وطرطوس وحمص ودمشق ودير الزور، فيما سيكون شرق الفرات منطقة نفوذ لأمريكا ووحدات حماية الشعب الكردية، وأما تركيا فستكون مسؤولة عن مدن حماة وإدلب وحلب في الوسط والشمال، والتي تسكنها أغلبية من السُنة".

ولاقى السيناريو، الذي روجت له صحيفة "يني شفق"، ترحيبًا واسعًا من تيارات المعارضة السورية التي رأت في هذا الزعم خلاصًا من "سطوة الأسد".

ولم يصدر أي موقف رسمي سوري حيال هذا التقرير، ومن المستبعد أن تعلّق السلطات السورية، في وقت لاحق، على مجرد تصريح صحفي.

وتخضع مدينة حلب، حاليًا، لسيطرة النظام السوري بشكل كامل، بعدما استعاد سيطرته على الأحياء الشرقية، أواخر عام 2016 عقب معارك شرسة خاضها مع المعارضة المسلحة.

وكانت المعارضة المسلحة اعتبرت استعادة الجيش السوري السيطرة على كامل مدينة حلب، الخسارة الكبرى التي تعرضت لها خلال سنوات الأزمة السورية.

ونشرت وكالة رويترز، آنذاك، تحليلًا تحت عنوان "استعادة حلب توجه ضربة لطموحات تركيا في سوريا"، في مؤشر على الأهمية الاستراتيجية لمدينة حلب في الذهنية السياسية التركية.

وتتزامن هذه التصريحات مع "الانتصارات" التي يحققها الجيش السوري في جنوب البلاد، وفي أعقاب السيطرة على الغوطة ومناطق القلمون، ووسط الحديث عن الاستعداد للقيام بحملة عسكرية في إدلب، آخر معاقل المعارضة المسلحة، وهو ما يجعل من مسألة التخلي عن حلب مجرد "زوبعة إعلامية".

وتمكنت تركيا، في السابق، من السيطرة على عفرين وجرابلس ومناطق أخرى في شمال سوريا عبر عمليات عسكرية جرت بتفاهمات مع الروس، وبمباركة من المعارضين السوريين، غير أن مراقبين يستبعدون احتمال تكرار ذلك في حلب، ثاني أكبر مدن البلاد.

وعلّق المحلل السياسي السوري خورشيد دلي، في صفحته على "فيسبوك" بالقول: "بؤس هكذا صحيفة وإعلام.. وبؤس أبو رغال (في إشارة إلى عليكو) يريد مجده الشخصي على حساب شعبه وقضيته ويروج لأحلام سلطان يعيش الأوهام".

من جانبه، رأى الباحث السياسي السوري رستم محمود: "تُركيا لا ضد الأسد ولا مع الأسد، لا مع حلب ولا ضدها، لا مع روسيا والأوروبيين والأمريكيين ولا ضدهم، تُركيا بس بدها الأكراد ما ياخدوا أي شيء.. الباقي كُلو تفاصيل ومُمكن يُباع وينشرى".

ومن الملاحظ أن الخطاب السياسي التركي عدل عن الدعوة إلى إسقاط الأسد ورحيله، ليركز، بدلًا من ذلك، على منع أي نفوذ للأكراد في شمال سوريا، المتاخم لحدودها الجنوبية.

يشار إلى أن عليكو، البالغ من العمر 68 عامًا، عمل في التنظيمات السياسية الكردية السورية منذ شبابه، وتدرج في الهرم التنظيمي لحزب يكيتي (الوحدة) الكردي السوري حتى أصبح سكرتيرًا عامًا للحزب بين عامي 2007 ـ 2010، وانتخب نائبًا في البرلمان السوري في الدورة التشريعية 1990 ـ 1994 .

وينشط عليكو، حاليًا، ضمن صفوف المعارضة السورية، وهو يشارك في عداد وفد المعارضة في مؤتمرات جنيف بخصوص الملف السوري.

ويقيم القيادي الكردي في تركيا ويؤيد وجهة نظرها حيال الملف السوري، كما أنه على خلاف مع سياسات وحدات حماية الشعب الكردية، المدعومة أمريكيًا، والتي تتهمها أنقرة بـ"الإرهاب".

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com