تحذيرات من تصعيد خطير في غزة بعد تحركات إسرائيلية مريبة

حذّرت أوساط سياسية وشعبية فلسطينية من تحركات إسرائيلية مريبة خلال الساعات المقبلة ضد قطاع غزة، بعد التصعيد الأخير المفاجئ رغم الحديث عن هدنة سابقة.

وتوقع المختص في الشأن الإسرائيلي، ناصر اللحام، أن تكون الساعات القادمة خطيرة جدًا على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن "عددًا كبيرًا من طائرات الاحتلال الإسرائيلي شن هجمات على عشرات الأهداف لحماس بغزة".

وأضاف في تغريدة له على تويتر: "تلفزيون إسرائيل: تم إغلاق شاطئ زيكيم والمطالبة بالبقاء قرب الملاجئ، ونتنياهو اجتمع بقيادة أركان الجيش وأوصى بتجديد الهجمات على غزة".

من جانبه، حذّر المحلل السياسي والمختص في الشأن الإسرائيلي، عدنان أبو عامر، من شبح قادم بحدوث تصعيد إسرائيلي عنيف هذه الليلة على قطاع غزة.

وقال أبو عامر على "فيسبوك": "كرة النار تتدحرج، الاحتلال الإسرائيلي يترجم تهديداته ضد غزة، ويبدي قدرًا أكبر من الجرأة على استباحة الدم الفلسطيني، مع إدراكي أن الخيارات صعبة، سواء ردت المقاومة أم لم ترد، مخطئ من يراهن على عقلانية عدوه، لاسيما إن شعر أنه في الزاوية أمام رأيه العام الداخلي".

وأضاف: "في المواجهة منخفضة الوتيرة الحاصلة على حدود غزة؛ مهم أن يبقي صانع القرار أمامه هوامش للمناورة؛ ولو ضاقت مع مرور الوقت؛ فالمعادلات الصفرية:إما أو؛ مآلاتها معروفة؛ ولا أحد يريدها.. تغيير أدوات المواجهة؛ تخفيض بعضها؛ فتح قنوات للتباحث.. كلها مشروعة في سبيل إبعاد شبح القادم؛ ولو أنها أتت قبل الإنذار والتهديد لكان أفضل".

وكان رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، جمال الخضري، قال في وقت سابق: إن معدلات الإنتاج في مصانع غزة انخفضت بنسبة تقارب ٦٠٪ عن المعدلات السابقة؛ بسبب حظر الاحتلال دخول المواد الخام للمصانع (التي بقيت تعمل بعد قرار الاحتلال إغلاق معبر كرم أبو سالم مؤخرًا).

وأشار الخضري إلى أن "قرار إغلاق معبر كرم أبو سالم، ومنع ١٠٠٪ من المواد الخام اللازمة للصناعة من الدخول للمصانع ضمن خطة خنق غزة اقتصاديًا، سيصيب كل القطاعات الأخرى بالشلل التام نتيجة انهيار اقتصاد القطاع".

وأضاف الخضري أنّ "نسبة ضئيلة من المصانع والورش الصناعية تقدر بـ 30% تقريبًا، استطاعت أن تواصل إنتاجها رغم الحصار الممتد لأكثر من أحد عشر عامًا، والذي أغلقت خلاله المئات من المصانع والورش الصناعية.

وتابع أنه "خلال الأيام العشرة الأخيرة وفِي أعقاب إغلاق معبر كرم أبو سالم بشكل شبه كامل، ومنع التصدير، وتشديد الطوق البحري، ومنع دخول المحروقات، بدأت هذه المصانع تتأثر بشكل سلبي متصاعد؛ بسبب نقص المواد الخام التدريجي، الذي لا يمكن الاستعاضة عنها".

وأشار إلى أن "منع دخول المواد الخام هو جزء من ألف سلعة لازمة لاستمرار الحياة يحظر الاحتلال دخولها، ولا يزال يعيق مرور ألفي شاحنة محملة بالبضائع للقطاعين التجاري والصناعي".

وشدد على أن "هذه الإجراءات ستكبد التجار خسائر فادحة، وتقلص عجلة الإنتاج، وتزيد من أعداد العمال العاطلين عن العمل، بسبب عدم توفر فرص عمل"، مبينًا أنها "غير قانونية، وتمثل خرقًا فاضحًا للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وترتقي للعقوبة الجماعية".

بدوره، توقع مراسل القناة 12 العبرية، نير دفوري، "وقوع أحداث ساخنة هذه الليلة في غلاف قطاع غزة".

وكان مبعوث الأمم المتحدة في الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، قال في تغريدة له على تويتر: "يجب أن نأخذ كل خطوة للوراء، علينا أن نفشل أولئك الذين يريدون إشعال الحرب بين إسرائيل والفلسطينيين"، مطالبًا بإنهاء التصعيد في غزة.

بينما قال الناطق بلسان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إفخاي أدرعي، على "تويتر" أيضًا: إنّ "سلاح الجو الإسرائيلي يقوم في الوقت الحالي بهجوم واسع النطاق على أهداف تابعة لمنظمة حماس في جميع أنحاء قطاع غزة".

وأضاف أن "الحادث خطير للغاية، وسوف تتحمل حماس عواقب تصرفاتها، نحن في مستوى عالٍ جدًا من الاستعداد وسنواصل العمل كما هو مطلوب".

من جهتها، حذّرت الرئاسة الفلسطينية من سياسة التصعيد الإسرائيلية على حدود قطاع غزة، مطالبةً المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لمنع تدهور الأوضاع بشكل خطير.

ووفقًا لوكالة الأنباء الرسمية "وفا"، فقد قام الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مساء الجمعة، بإجراء اتصالاته مع أطراف إقليمية ودولية لاحتواء التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة.

وقصفت طائرات ومدفعية الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة، عدة نقاط رصد تابعة للمقاومة الفلسطينية، وأراضٍ تعود للمواطنين في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، واستهدفت مدفعية الاحتلال نقطة رصد تابعة للمقاومة شرق مخيم المغازي وسط قطاع غزة.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 4 فلسطينيين وإصابة 120 آخرين في الجمعة الـ 17 لمسيرة العودة الكبرى شرق قطاع غزة.