إرهاب ببصمة داعشية في سيناء
إرهاب ببصمة داعشية في سيناءإرهاب ببصمة داعشية في سيناء

إرهاب ببصمة داعشية في سيناء

تصاعدت حدة الهجمات التي تستهدف قوات الأمن المصرية، الجمعة، في سيناء عبر هجومين منفصلين، اعتبرا الأعنف منذ أكثر من عام، وحملا بصمة تنظيم داعش المتشدد، إذ نفذ أحدهما بسيارة مفخخة يقودها انتحاري.

وأفادت مصادر أمنية أن 29 جنديا مصريا على الأقل قتلوا في هجومين في شمال سيناء بينهم 26 قضوا في هجوم انتحاري استهدف حاجزا للجيش قرب مدينة العريش، في اعتداء هو الأكثر دموية ضد قوات الأمن.

وقتل ثلاثة جنود آخرين بالرصاص في هجوم منفصل على حاجز أمني جنوب العريش، أعقب الهجوم الأول.

والهجوم الانتحاري هو الأسوا ضد قوات الأمن منذ مقتل 25 شرطيا في سيناء في آب/اغسطس 2013 بعد نحو شهر على إطاحة الجيش الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي في تموز/يوليو 2013.

كما قتل 22 جنديا مصريا في هجوم ضد نقطة لحرس الحدود قرب الفرافرة في صحراء مصر الغربية، جنوب غرب القاهرة في 19 تموز/يوليو الماضي.

وأوضح مصدر أمني أن "انتحاريا يقود سيارة مفخخة هاجم حاجزا للجيش في كرم القواديس في منطقة الخروبة قرب مدينة العريش في شمال شبه جزيرة سيناء ما أدى إلى مقتل 26 جنديا وإصابة 28 بجروح".

وأضاف المصدر أن انفجار السيارة المحملة بكميات ضخمة من مواد شديدة الانفجار في الحاجز أعقبه "انفجار ضخم أدى إلى نسف الحاجز بشكل كامل".

وتقع منطقة الخروبة في الشيخ زويد في شمال شرق العريش في الطريق بين هذه المدينة ورفح على الحدود مع قطاع غزة، ويقع الحاجز الذي استهدف في منطقة مزارع خارج العريش غير مكتظة بالسكان.

وقال شهود عيان إن "المساجد في العريش دعت المواطنين إلى التبرع بالدم للمصابين".

ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط الرسمية عن مصادر أمنية وطبية قولها إن طائرات عسكرية نقلت مصابين إلى مستشفيات في القاهرة لاستكمال علاجهم، وأن أطباء في المستشفيات المدنية في العريش التحقوا بالمستشفى العسكري للمساعدة في معالجة الجرحى.

وقالت مصادر أمنية إن الجيش المصري يقوم بتمشيط مناطق واسعة في شمال سيناء باستخدام طائرات الاباتشي.

وسبق واستخدمت سيارات مفخخة يقودها انتحاريون في هجمات ضد الأمن في مصر، أبرزها الهجوم الدامي ضد مديرية أمن المنصورة في ديسمبر/كانون الاول الماضي الذي أسفر عن سقوط 14 شرطيا.

كما استهدف هجوم مماثل مديرية أمن القاهرة بعدها بشهر واحد ما أوقع نحو ستة قتلى، فضلا عن محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد ابراهيم في أيلول/سبتمبر 2013.

وازدادت هجمات المتشديين ضد قوات الأمن في سيناء مؤخرا بشكل ملحوظ، وهجوم الجمعة هو الثالث في هذه المنطقة المضطربة خلال أسبوع.

وفي هجوم منفصل ثالث، قتل شرطي برصاص مسلحين يستقلون دراجة نارية في محافظة الشرقية شمال القاهرة في دلتا النيل، وتستخدم الدراجات النارية بشكل متكرر في الهجوم على قوات الامن في مصر.

ومنذ عزل مرسي في تموز/يوليو 2013، تشهد شبه جزيرة سيناء باستمرار هجمات دامية ضد قوات الأمن من جيش وشرطة، ما أدى إلى سقوط مئات القتلى .

وقد تبنى تنظيم "أنصار بيت المقدس" أبرز الجماعات الإسلامية المتشددة معظم هذه الهجمات.

وتبنى الأربعاء الماضي تنظيم متشدد آخر يحمل اسم "أجناد مصر" مسؤوليته عن هجوم بقنبلة أمام جامعة القاهرة جرح عشرة اشخاص هم ستة من رجال الشرطة وأربعة مدنيين.

وتقول هذه الجماعات إن الهجمات تشكل انتقاما للقمع الدامي الذي تقوم به السلطات المصرية ضد أنصار مرسي.

يذكر أن "انصار بيت المقدس" اعلنت مسؤوليتها عن أكثر الاعتداءات دموية ضد الجيش والشرطة وخصوصا تفجيري مديرية أمن المنصورة، ومديرية أمن القاهرة في كانون الاول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير الماضيين.

كما تبنت هذه الجماعة مؤخرا قطع رؤوس عدة أشخاص في سيناء اتهمتهم بالتجسس لصالح اسرائيل والجيش المصري.

كما اقدمت هذه الجماعات مرارا على تفجير انابيب الغاز التي تعبر سيناء.

وذكرت مصادر سيادية لـ شبكة إرم إن شراسة الهجوم تفسر رغبة "أنصار بيت المقدس" في الثأر لمقتل اثنين من قياداته وهما أبو أسامه المصري الذي قضى في ضربة وصفت بـ "القاتلة" قبل أيام بمناطق جنوب الشيخ زويد ورفح، كماقتل قيادي آخر في التنظيم هو محمد أبو شيتة.

وتصف المصادر تنظيم بيت المقدس بأنه بات أشبه بـ "نمر جريح" يضرب بعنف في كل اتجاه وعلى نحو عشوائي بحثا عن الانتقام والثأر.

يشار إلى أن اية جهة لم تتبن حتى اللحظة مسؤوليتها عن تفجيري سيناء.

في غضون ذلك، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الى جلسة لمجلس الدفاع الوطني مساء الجمعة "لمتابعة التطورات في سيناء عقب الحادث الإرهابي الذي وقع اليوم بمنطقة الشيخ زويد"، بحسب بيان للمتحدث الرسمي باسم الرئاسة.

ويضم مجلس الدفاع الوطني، وهو أعلى هيئة أمنية في مصر، رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية والمالية وأبرز قادة القوات المسلحة وأجهزة المخابرات، وهو يختص بالنظر في "الشؤون الخاصة بوسائل ضمان أمن البلاد".

ويعلن الجيش المصري باستمرار مقتل عدد من "الارهابيين" خلال عمليات دهم تجمعات مسلحين اسلاميين. لكن ذلك لم يوقف هجمات المتشددين ضد الأمن في مختلف مناطق البلاد، ولا سيما في شبه جزيرة سيناء.

وتتهم الحكومة المصرية جماعة الاخوان المسلمين التي اعلنتها "تنظيما ارهابيا" في نهاية العام 2013 بالوقوف خلف معظم الهجمات التي تستهدف الامن،لكن الجماعة تقول إنها تنبذ العنف وأن انشطتها سلمية.

وأدان التحالف الداعم لمرسي هجومي سيناء، ووصفهما بـ "الحادث الإرهابي".

إلى ذلك،قالت جنيفير بساكي المتحدثة باسم الخارجية الأميركية إن واشنطن "تدين بشدة الاعتداء الارهابي الذي استهدف نقطة مراقبة للجيش في سيناء".

وأضافت "أن قيام مصر مزدهرة ومفعمة بالحيوية، يحتاج مناخا من الأمن والاستقرار".

وتابعت "أن الولايات المتحدة مستمرة في دعمها لجهود الحكومة المصرية للتصدي للتهديد الارهابي في البلاد في اطار التزامنا بشراكة استراتيجية بين بلدينا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com