حفتر يخوض معركة بنغازي بمساندة من الجيش
حفتر يخوض معركة بنغازي بمساندة من الجيشحفتر يخوض معركة بنغازي بمساندة من الجيش

حفتر يخوض معركة بنغازي بمساندة من الجيش

بنغازي ـ شن الجيش النظامي الليبي والقوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر الأربعاء هجوما جديدا في محاولة لاستعادة مدينة بنغازي (شرق) التي سقطت بأيدي ميليشيات إسلامية وخصوصا جماعة "أنصار الشريعة".

وأعلنت مصادر طبية ليبية أن 12 شخصا على الأقل قتلوا الأربعاء في مواجهات بين الجيش والقوات الموالية لحفتر قائد قوات "عملية الكرامة العسكرية" ومليشيات إسلامية في بنغازي انتهت بسيطرة الجيش على مقر كتيبة "17 فبراير" الإسلامية.

وقالت مصادر طبية متعددة إن "12 قتيلا على الأقل وأكثر من عشرة جرحى سقطوا منذ الساعات الأولى الأربعاء في مواجهات للجيش مع جماعات إسلامية مسلحة".

وأعلن الجيش والقوات الموالية لحفتر قائد قوات "عملية الكرامة" سيطرة هذه القوات على معسكر كتيبة "17 فبراير" الإسلامية التي تعد من أبرز الأذرع العسكرية لمجلس شورى ثوار بنغازي.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الأركان العامة للجيش العقيد أحمد بوزيد المسماري إن "وحدات من الكتيبة 21 التابعة للقوات الخاصة والصاعقة إضافة إلى الكتيبة 204 دبابات وعدد من المواطنين المتطوعين مع الجيش في مواجهة الإرهاب تمكنوا بعد اشتباكات دامت أكثر من ثماني ساعات من السيطرة على كتيبة 17 فبراير الإسلامية".

لكن قياديا في الكتيبة نفى سيطرة الجيش على مقر الكتيبة التي تعد أولى الكتائب من الثوار السابقين التي تشكلت لمواجهة نظام معمر القذافي الذي سقط إثر ثورة مسلحة في العام 2011، قائلا إن المقر "يتعرض لهجوم عنيف بالدبابات والمدفعية الثقيلة وغارات بالطائرات لكننا صامدون ندافع عنه".

ووفقا للمسماري فإن الجيش النظامي يدعم العمليات العسكرية التي يقوم بها حفتر في بنغازي وغيرها من المدن.

وقال المسماري: "إنه عقب تعيين رئيس الأركان العامة للجيش اللواء عبد الرازق الناظوري من قبل البرلمان الليبي في أيلول/سبتمبر الماضي باتت ما تعرف بعملية الكرامة إحدى عمليات الجيش الليبي النظامي".

وفي الساعات الأولى من صباح الأربعاء سمع دوي عدد من الانفجارات التي هزت أحياء متفرقة من المدينة.

وفيما لم ينتشر الجيش حتى فجر الأربعاء في المدينة إلا أن اشتباكات عنيفة وقعت في مناطق متفرقة من المدينة راح ضحيتها 12 قتيلا على الأقل وعشرة جرحى من المواطنين المساندين للجيش في مواجهة الجماعات الإسلامية.

وقال شهود عيان إن "انتحاريا اقتحم بسيارة مفخخة معسكر الكتيبة 204 دبابات التابعة للجيش منفذا عملية انتحارية تبعتها اشتباكات في محيط المعسكر الواقع في منطقة الرحبة جنوب غرب المدينة.

وأوضح الشهود أن "الاشتباكات تدور بين كتيبة الدبابات وكتيبة 17 فبراير الإسلامية، فيما يشهد معسكر الكتيبة 21 التابعة للقوات الخاصة هجمات من إسلاميين استخدموا فيه أنواعا مختلفة من الأسلحة".

لكن هذه الوحدات العسكرية رتبت صفوفها خلال وقت قصير مع المتظاهرين وعادت لتهاجم مقر كتيبة 17 فبراير الواقع في منطقة قاريونس في المدخل الغربي لمدينة على الطريق الساحلي الرابط بين شرق البلاد وغربها.

وتزدحم تلك المنطقة بالمعسكرات التي تسيطر عليها وحدات مجلس شورى ثوار بنغازي، لكن الرائد محمد الحجازي أكد سيطرة الجيش على الكتيبة وتوجه القوات إلى معسكرات أخرى في المنطقة من بينها قصر ولي العهد للسيطرة عليه.

وقال الحجازي إنهم "أسروا خلال المعارك ما يزيد عن الـ 20 مسلحا بينهم إسلاميين أجانب، وغنموا العديد من الآليات والعتاد".

و فيما أكد المسماري "بدء ساعة الصفر للعملية" لكنه "أشار إلى عدم نزول الجيش حتى اللحظة إلى المدينة من مرتفعات الرجمة الواقعة في الضاحية الجنوبية الشرقية لبنغازي" التي باتت مقرا للجيش بعد انطلاق عملية الكرامة وخسارة الجيش لعدة معسكرات هامة في المدينة.

وأوضح أن "الخطة التي أعدها حفتر تعتمد على ما تبقى من وحدات للجيش داخل المدينة إضافة إلى المتظاهرين المسلحين الموالين للجيش لينزل الجيش ويجد أمكان للتمركز داخل المدينة بعد انتشاره فيها".

واستهدفت مقاتلات الجيش مساء الأربعاء بغارات جوية كتيبة "الشهيد راف الله السحاتي" الإسلامية التي تتخذ من مزرعة القذافي السابقة في منطقة الهواري جنوبي بنغازي مقرا لها، كما شنت غارات على مواقع أخرى للإسلاميين.

وأصاب المدينة شلل تام وخلت شوارعها من المارة، فيما نصبت عدة حواجز أمنية في أماكن متفرقة من المدينة.

ويأتي الإعلان عن الهجوم الجديد بعد خمسة أشهر من بدء حفتر عملية عسكرية ضد المجموعات الإسلامية المسلحة التي وصفها بـ "الإرهابية".

وتشهد مدينه بنغازي منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011 انفلاتا أمنيا واسع النطاق وعنفا مستمرا يتجلى في عمليات خطف وتفجير واغتيال تطاول عناصر الجيش والشرطة وإعلاميين وسياسيين ورجال دين وناشطين.

وقال حفتر في بيان بثته قنوات ليبية موالية له إن "تحرير بنغازي واستقرارها هي المرحلة الإستراتيجية الأهم في معركة الجيش ضد الإرهاب لأنها ستفتح الباب أمام تحرير كافة ربوع الوطن من الإرهابيين العابثين باستقراره وأمنه ووحدته".

وأكد شهود عيان أن دبابات هاجمت مقر "كتيبة 17 فبراير" الميليشيا الإسلامية، في حين شنت مقاتلات تابعة لحفتر غارات على مقر الكتيبة الواقع في غرب المدينة.

والعملية التي بدأها اللواء المتقاعد المثير للجدل الذي شارك في الانتفاضة ضد النظام السابق لم تحقق كثيرا من النجاح، بل على العكس من ذلك، فقد طردت قواته من بنغازي ميليشيات إسلامية ضمنها أنصار الشريعة التي تصنفها طرابلس وواشنطن منظمة "إرهابية".

وشكلت المجموعات الإسلامية "مجلس شورى ثوار بنغازي" الذي يجمع بين المتطرفين وآخرين أقل تطرفا، ومنذ ذلك الحين، تدور معارك دامية بشكل شبه يومي بين الطرفين أوقعت حوالي 50 قتيلا الأسبوع الماضي.

وتدافع قوات حفتر منذ أسابيع عدة عن مطار بنغازي، آخر معاقلها منذ فقدت سيطرتها على قواعد عسكرية مهمة.

وقد أكد حفتر أن "الساعات والأيام القادمة ستكون صعبة على الليبيين، لكنه لا بد من ذلك لكي نعيد الأمن والأمان".

كما دعا احد المتحدثين باسمه الشبان في بنغازي إلى ضمان أمن أحيائهم وعدم السماح للإسلاميين بدخولها.

ويستند اللواء حفتر الذي يتهمه خصومه باغتنام الفوضى التي تغرق فيها ليبيا للقيام بانقلاب، إلى عدد من الضباط السابقين في الجيش وكتائب أخرى في شرق البلاد بينها القوات الخاصة والقوات الجوية.

وللمرة الأولى، أكد حفتر أنه "سيعلن انتهاء خدمته العسكرية عقب خوضه معركة تحرير بنغازي" بعد أن كان يعتمد الغموض حول نواياه الحقيقة.

إلا أنه لم يوضح ما إذا كان يسعى إلى دخول المعترك السياسي.

يذكر أن السلطات الانتقالية كانت أدانت عملية حفتر في أول الأمر لكنها باتت متهمة من قبل معارضيها بأنها متواطئة معه خصوصا بعد خسارتها طرابلس.

وتفرض مجموعة من الميليشيات وخصوصا الإسلامية منها وميليشيا مصراتة (شرق العاصمة) سيطرتها على العاصمة منذ آب/أغسطس الماضي في ختام أسابيع من المعارك مع ميليشيات أخرى مؤيدة للحكومة وخصوصا ميليشيا الزتنان (غرب طرابلس).

وشكلت الميليشيات المنضوية تحت لواء "فجر ليبيا" حكومة ظل في العاصمة.

وقد اضطرت حكومة عبد الله الثني والبرلمان اللذين تعترف بهما الأسرة الدولية إلى الانتقال إلى أقصى الشرق الليبي الخاضع لسيطرة قوات حفتر هربا من الميلشيات.

والثلاثاء دعت حكومة الثني القائمين على حراك "15 أكتوبر" الموجه ضد الإرهاب إلى ضرورة التحلي بروح المسؤولية، وأن يكون الحراك سلميا لا يمس الممتلكات والأموال الخاصة والعامة بأي ضرر.

وقالت في بيان إنها "تنظر بتقدير واحترام لكل فكر أو عمل فردي أو جماعي يعبر عن نبذه للإرهاب والتطرف ويتصدى له شريطة أن يكون في إطار شرعية الدولة وفي حدود القانون".

ووعد حفتر بإعادة السلام والأمن إلى بنغازي التي هجرها الدبلوماسيون الذين تعرضوا لهجمات دامية منذ العام 2011، وأخطرها الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأمريكية في أيلول/سبتمبر 2012 وأدى إلى مقتل السفير وثلاثة أمريكيين آخرين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com