الصدر يتحالف مع العامري.. هل تخفف المفاجأة توتر المشهد السياسي؟
الصدر يتحالف مع العامري.. هل تخفف المفاجأة توتر المشهد السياسي؟الصدر يتحالف مع العامري.. هل تخفف المفاجأة توتر المشهد السياسي؟

الصدر يتحالف مع العامري.. هل تخفف المفاجأة توتر المشهد السياسي؟

شكّل إعلان تحالف زعيم التيار الصدري، في العراق، مقتدى الصدر مع فصائل الحشد الشعبي بزعامة هادي العامري مفاجأة للأوساط السياسية والشعبية، وسط ترجيحات بتراجع حظوظ حيدرالعبادي في نيل منصب رئاسة الوزراء.

وأعلن الصدر، في المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم الثلاثاء في النجف بعد لقائه العامري، أن تحالف "الفتح" انضم إلى تحالفات "سائرون والحكمة والوطنية"، لتكوين الكتلة الأكبر، ضمن الفضاء الوطني.

وجاء تحالف الصدر والفتح بعيدًا عن تحالف "النصر" بزعامة رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي اقترب كثيرًا من تحالف "سائرون" خلال الأيام الماضية، حيث أعلن الصدر في أكثر مناسبة دعمه للعبادي بشروط، وسط تسريبات عن رفض العبادي تلك الشروط.

تحالف على إقصاء الدعوة

قال قيادي سياسي شيعي مطلع على سير المباحثات الجارية لتشكيل الحكومة المقبلة إن إعلان زعيم التيار الصدري والراعي لكتلة سائرون مقتدى الصدر، تحالفه مع زعيم تحالف الفتح هادي العامري، كان بعد أن اشترط إخراج رئاسة الوزراء من حزب الدعوة الإسلامية بجناحيه نوري المالكي وحيدر العبادي.

وأضاف المصدر، الذي طلب عدم كشف هويته لـ"إرم نيوز"، أن "الصدر طلب من العبادي التحالف معه بشرط أن يعلن انسحابه من حزب الدعوة من أجل السماح له للترشح لولاية ثانية، لكن العبادي رفض هذا الطلب، على الرغم من استمرار المفاوضات"، مشيرًا إلى أن "الصدر قدم مقترحًا للعبادي وهو أن يجمد عضويته في حزب الدعوة خلال رئاسة للحكومة المقبلة، لكن الأخير لم يرد على هذا المقترح".

هل يحقق الصدر الرقم الذهبي؟

يمتلك تحالف سائرون 54 مقعدًا في البرلمان، وتحالف الفتح 47، وتيار الحكمة 20، وائتلاف الوطنية 20 مقعدًا، وتصل في مجموعها إلى 140 مقعدًا، قد تشكل رقمًا صعبًا في المعادلة السياسية العراقية.

وقال المحلل السياسي خالد عبدالإله: "إن تحالف الصدر مع العامري قد يحقق رقمًا صعبًا في البرلمان المقبل، لكن مسألة تشكيل الحكومة ترتبط بحسم منصب رئيس الجمهورية، الذي يحتاج إلى موافقة ثلثي نواب البرلمان بواقع 213 نائبًا".

وأضاف عبدالإله، لـ"إرم نيوز"، أن بدء القضاة بالعد والفرز اليدوي وعدم مصادقة المحكمة على نتائج الانتخابات لغاية الآن يجعل التحالفات غير متماسكة وتبقى معرضة للتفكك فيما بعد، مشيرًا إلى أن الكتلة النيابية الأكبر عددًا هي من ترشح رئيس الوزراء فقط، ولا يمكنها حسم بقية المناصب.

بدوره أعلن المتحدث باسم تحالف "الفتح" أحمد الأسدي أن التحالف الجديد لا يستبعد أحدًا وسيكون أساسًا لتشكيل حكومة "خدمة وطنية".

وقال الأسدي، في بيان، عقب إعلان التحالف اليوم: "إن الفتح وسائرون يعلنان تشكيل نواة الكتلة الأكبر، ويدعوان جميع الكتل الفائزة إلى المشاركة في هذا التحالف وفق برنامج حكومي يواجه التحديات والأزمات والمشاكل التي يمر بها العراق".

وأضاف أن "الكتل التي لا تنسجم برامجها مع برنامج الفتح وسائرون يمكنها الذهاب نحو المعارضة وتقويم أعمال الحكومة المقبلة، في إشارة ضمنية إلى تحالف النصر بزعامة العبادي".

لماذا تحالف الصدر مع العامري؟

بحسب المحلل السياسي باسل الكاظمي، فإن "الصدر اقترب من العامري بسبب توتر الأوضاع في البلاد وتزايد أعمال العنف، وهو ما قد يتسبب بما لا يحمد عقباه، فضلًا عن تعالي الأصوات المنادية بضرورة بناء تحالف شامل وقادر على إدارة البلاد في المرحلة المقبلة".

وأضاف الكاظمي، في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "الصدر من واقع القلق على العراق تحالف مع العامري لسد أي محاولات من الدول الأخرى التي تتصيد في الماء العكر، وتسعى إلى  تقويض الأمن العراقي".

ولفت إلى أن هذا التحالف بُنيَ على عدة مرتكزات أبرزها "نزع السلاح من الفصائل المسلحة، واعتماد علاقات عراقية خارجية متزنة، وإعادة البلاد إلى محيطه العربي، ومحاربة الفساد والقضاء على التهديدات المحتملة".

 العبادي وحيدًا

مع إعلان هذا التحالف تتضاءل فرص رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي بالظفر بمنصب رئيس الحكومة المقبلة، خاصة مع تقديم الصدر عدة مرشحين خلال الفترة الماضية.

وتشير مصادر مطلعة لوسائل إعلام محلية عراقية أن الصدر عرض على العبادي الولاية الثانية بشروط أبرزها محاكمة الفاسدين، والمتسببين بسقوط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش عام 2014، والعمل على برنامج إصلاحي واضح ومحدد بتوقيتات زمنية، فضلًا عن الخروج من حزب الدعوة والاستقالة، لكن العبادي رفض ذلك.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com