"نداء تونس" يبدأ مشاورات واسعة لتشكيل "جبهة" ضدّ حركة النهضة
"نداء تونس" يبدأ مشاورات واسعة لتشكيل "جبهة" ضدّ حركة النهضة"نداء تونس" يبدأ مشاورات واسعة لتشكيل "جبهة" ضدّ حركة النهضة

"نداء تونس" يبدأ مشاورات واسعة لتشكيل "جبهة" ضدّ حركة النهضة

بدأ حزب "نداء تونس" مشاورات واسعة لتشكيل ما وصفها بـ"جبهة عريضة" ضد حركة النهضة التونسية، في خطوة لافتة تؤشّر على توجّه الحزب الحاكم، الذي أسّسه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، نحو فك الارتباط مع "إخوان تونس".

وأعلن الناطق الرسمي لحركة "نداء تونس" المنجي الحرباوي، اليوم الإثنين، بدء مشاورات الحزب مع عدد من الأحزاب والشخصيات الوطنية التونسية؛ من أجل تشكيل ائتلاف وطني واسع لإنقاذ البلاد.

وقال في تدوينة نشرها على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": إنّ "الوضع في البلاد لم يعد يحتمل، والحكومة التي يترأسها يوسف الشاهد أصبحت رسميًا حكومة النهضة، والوضع الاقتصادي والاجتماعي يسير نحو الانهيار، ولا هاجس لهؤلاء إلاّ الكراسي ومواقع القرار والحكم ".

وأضاف الحرباوي أن "التعيينات متواصلة بالمواقع الحساسة للدولة، وفي الإدارة، تجريها الحكومة لفائدة حزب النهضة مقابل صفقة الدعم والمساندة، وبالتالي فإن تشكيل جبهة واسعة للإنقاذ أصبح أكثر من واجب وطني وأكثر من ضرورة".

ملامح الجبهة

بدوره، قال القيادي البارز في حركة "نداء تونس" خالد شوكات: إن الحزب "سيشهد خلال المرحلة المقبلة تغييرات وخطوات مهمة، من خلال انضمام شخصيات سياسية بارزة، تحت عنوان تشكيل جبهة سياسية عريضة لإنقاذ المشروع الوطني التونسي".

وأكّد في تصريح لـ"إرم نيوز" وجود نقاشات مهمة مع أكثر من حزب سياسي وشخصيات ونواب، كانوا غادروا الحزب (بني وطني، تونس أولًا، الكتلة الوطنية، المستقبل).

وأشار شوكات إلى أنّ هناك نقاشات موسّعة تدور داخل حركة "نداء تونس" هذه الأيام، على كل مستوياتها لبلورة موقف من هذا التطور الجديد.

وأوضح أن هناك أيضًا جملة من السيناريوهات التي يجري تقييمها وبحثها لتحديد موقف واضح، مشيرًا إلى أن هذا القرار الندائيّ الانتخابي يمهّد لفك الارتباط مع حركة "النهضة"، التي كان جزء منها يعارض التحالف مع "النداء".

تدافع المسؤولية

وتصاعدت نذر التوتر بين حركة النهضة وحزب "نداء تونس" شريكها في الائتلاف الحاكم، حيثُ شرعت في تصويب سهام النقد اللاذع لطريقة تعامله مع تسيير شؤون الدولة والحكم.

من جهته، فاجأ رئيس مجلس الشورى في حركة النهضة، عبدالكريم الهاروني، الرأي العام بتصريحات قال فيها: إن "النداء هو الحزب الأوّل في الانتخابات، ويبقى الحزب المسؤول عمّا يحدث في البلاد، وعليه أن يتحمل مسؤوليته، وأن يدافع عن الدولة والحكومة ومطالب الشعب المشروعة".

وزعم الهاروني أن ما جمع حزبه الإسلامي بحزب الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ذي التوجه العلماني، ليس تحالفًا، وأن الالتقاء بينهما ليس أبديًّا، وفق تعبيره.

واستحضر القيادي البارز في "النهضة" نتائج الانتخابات التشريعية في العام 2014، والتي منحت 86 مقعدًا لحركة نداء تونس، والمرتبة الأولى من مجموع 217 نائبًا في البرلمان.

وسبق لقادة بارزين في الحزب، الذي أسسه الرئيس الحالي الباجي قايد السبسي، أن انتقدوا "التركيبة غير المنسجمة لحكومة الوحدة الوطنية؛ لتعدد الأطراف المشكلة لها بتناقض مرجعياتها وتصادمها في فترات كثيرة، ما أثّر على تنسيق العمل الرسمي مقابل إهدار الفرص".

ومنذ فترة ليست قصيرة، ترصد الدوائر السياسية في تونس العديد من المؤشرات التي تقول إنها تنبئ باقتراب فك الارتباط بين شريكي الحكم، نداء تونس وحركة النهضة الإسلامية، بعد سنوات من التحالف الحاكم فيما بينهما.

وقال مراقبون تونسيون في تصريحات لـ"إرم نيوز": إن الحزبين ربما يكونان غير قادرين على مواصلة التعتيم على الخلافات القائمة بينهما، رغم استمرار ذلك لمدة عامين ونصف العام من التحالف.

وكان المكلف بالشؤون السياسية في نداء تونس برهان بسيس، قد أعلن في الآونة الأخيرة نهاية "التوافق" مع حركة النهضة، وتحوّلها من حليف إلى "خصم"، وهو ما أثار لغطًا كبيرًا في الساحة السياسية التونسية حول خلفيات ذلك الإعلان والتوقيت الذي جاء فيه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com