السيسي يضع النقاط على الحروف في مؤتمر غزة
السيسي يضع النقاط على الحروف في مؤتمر غزةالسيسي يضع النقاط على الحروف في مؤتمر غزة

السيسي يضع النقاط على الحروف في مؤتمر غزة

جاءت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر إعمار غزة، معبرة عن ظروف وطبيعة المرحلة، فقد تحدث عن جملة من النقاط التي تلقي الضوء بشكل مباشر في مسألة الإعمار، إذ أكد وبحسم أن عملية الإعمار لغزة تتطلب أولاً تثبيت عملية التهدئة ، وأن تتولى السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس صلاحياتها في القطاع.



وكانت كلمة الرئيس تعني في هذا الخصوص كافة الأطراف المعنية، وإن حركة حماس معنية بشكل أكبر أولاً لأنها القوى الأكبر في قطاع غزة، ولأن بيديها رابطة الحل والعقد، كما أنها معنية بشكل مباشر بشأن مسألة الأوضاع الأمنية في القطاع وتبعات ذلك على الأمن المصري، خاصة وأنها أي حماس ذات المرجعية الإخوانية تعرف مدى تداعي أبعاد قضية هذا الارتباط.

وأثر ذلك في تعقيدات التداخلات المصرية الفلسطينة، ومدى ما تسببت عمليات تدخُّل أيدي حماس، خاصة في سيناء، وما تسبب ذلك من عمليات راح ضحيتها خير أبناء مصر الشرفاء من العسكريين.


الخلايا المتطرفة

ولا زالت القوات المسلحة تتابع قضايا الخلايا المسلحة المتطرفة النائمة والنشطة على شبه الجزيرة هذه، مما يعني أن قضية تسليم الأجهزة الأمنية بالقطاع لعناصر السلطة الفلسطينية، هي مسألة حيوية من عدة أوجه، إذ إن قضايا الأمن لا ينبغي أن تترك في أيدي تنظيمات مهما بلغ شأنها، بل ينبغي أن تقع برمتها في أيدي سلطة معترف بها، تتمتع باعترافات وصلات دولية وتحترم تعهداتها، وتلنزم بالمواثيق الدولية هذا من ناحية، ومن جانب آخر لا يعقل أن تترك قضية الأمن هكذا دون ضوابط في القطاع، بما له من تداخل حدودي متاخم للأراضي المصرية بتفريعاته الاجتماعية وعمق صلات شعبه بالشعب المصري.


أمن غزة

وكانت قضية أمن غزة وضرورة تسلمه للسلطة الفلسطينية، هي قضية حيوية وهامة للطرفين الفلسطيني والمصري في آن واحد؛ الفلسطيني لأهمية تثبيت وضع التهدئة وإعادة التعمير لما حدث من عمليات تخريب بسبب الحرب، وثانياً لإعادة الأمن والاستقرار لربوع القطاع، وبالتالي عودة الاستقرار لأبناء الشعب هناك، وضمان استتباب الأمن هذا من جانب ضبط الأوضاع على الساحة الفلسطينية.

أما على الصعيد المصري فإن المطلوب هو ضمان عودة الهدوء إلى كافة ربوع سيناء، مما يعني ضرورة لجم الانفلات الأمني، ومن هنا يتضح أن الكلمة التي ألقاها الرئيس السيسي في افتتاح مؤتمر إعادة الإعمار، قد أصابت كبدة الحقيقة بمسها الجرح، ومنعت مزيداً من استمرار النزف في الحرج المصري والفلسطيني.


مطلب شعبي

واشترط تلازم إعمار قطاع غزة باستمرار التهدئة وهو مطلب شعبي في القطاع، كما هو مطلب مصر لضرورات الأمان المادي والنفسي، وبالتالي فإن تلك الضرورات كانت تتطلب أن تكون الكلمة واضحة المعاني لا التباس فيها ولا غموض قاطع في حسمها، بحيث يعي الجميع أن الأمر في ظل الأوضاع والظروف الإقليمية لا يحتمل المواربة وترك الحبل على الغارب، وعرضة للاحتمالات والتأويل في منطقة متاخمة للحدود المصرية.

ولكي تصل رسالة السيسي الموجهة إلى حركة حماس ومضمونها، دعوة واضحة عنوانها، الالتزام بالهدنة المقتسمة من جهة، أي تثبيت وقف النار من دون فك الحصار بمعناه الشامل ببعدي رفع الحظر الكلي عن تنقل البشر والبضائع وشموله المرافق البرية والبحرية والجوية.

ويبدو أن القضايا المطلوب نسيانها للحفاظ على وقف النار وحده، ومن جهة أخرى فوق التخلي عن الإصرار على التنفيذ الكامل لمضمون الهدنة التي راعتها مصر، التخلي عن كلّ التحفظات على تسليم الأمن في غزة للسلطة التي يقودها محمود عباس وأجهزته الأمنية، مع الإعلان عن إقلاع مسار حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وبالتالي التخلي عن الطابع الحمساوي لقطاع غزة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com