مستقبل الشاهد يفتح المشهد التونسي على سيناريوهات عديدة أبرزها انهيار التوافق
مستقبل الشاهد يفتح المشهد التونسي على سيناريوهات عديدة أبرزها انهيار التوافقمستقبل الشاهد يفتح المشهد التونسي على سيناريوهات عديدة أبرزها انهيار التوافق

مستقبل الشاهد يفتح المشهد التونسي على سيناريوهات عديدة أبرزها انهيار التوافق

توتّرت العلاقة بين حركة النهضة الإسلامية وحزب "نداء تونس"، وأضحت الساحة السياسية مفتوحة على سيناريوهات عديدة، أبرزها انهيار "التوافق" بين أقوى حزبين حكما البلاد لما يقارب 3 سنوات.

وقد يؤدي ذلك إلى ضرب استقرار الحكومات القادمة لأن الحزبين يهيمنان على غالبية مقاعد البرلمان، وإذا تغيرت علاقتهما من حلفاء إلى خصوم، فقد يصعب بناء تجربة توافقية جديدة، بحسب مراقبين.

ويكشف هؤلاء أن رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد، أضحى أحد عوامل "غياب الثقة" بين حركة راشد الغنوشي وحزب الرئيس التونسي، الباجي قايد السبسي، خصوصًا أن نجل الأخير حافظ السبسي دخل على خط الخلاف حول مستقبل الشاهد.

وفيما يطالب "نداء تونس" بقيادة مديره التنفيذي حافظ قايد السبسي بإقالة الشاهد وتغيير الحكومة الحالية لاتهامها بالفشل الذريع، تساند "النهضة" رئيس الحكومة الذي لا ينتمي إليها، وتوفر له غطاءً سياسيًّا حال دون عزله.

ويقول وزير الزراعة السابق والقيادي في حركة النهضة محمد بن سالم، إن الخلافات بين رئيس الحكومة وحزبه "نداء تونس" لم تعد سرًّا ولا شأنًا يخصّهما، بل أضحت شأنًا يهم التونسيين.

وشدد في تصريحات لــ"إرم نيوز" أن "حزب النداء يتحمّل مسؤولية عدم الاستقرار في تونس، ونحن مقتنعون أن هذا الحزب هو من أتى برئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد ثم أطاح به واليوم يريد تكرار سيناريو العزل مع الشاهد".

وأشار بن سالم إلى أن حركة النهضة كانت تبحث عن الاستقرار في كل المراحل، وكانت تغمض عينها عن بعض الأمور، لكنها ارتأت اليوم أن تُعبّر عن موقفها من خلال تمسّكها بيوسف الشاهد، بما تقتضيه مصلحة البلاد".

ورفض رئيس كتلة حركة النداء في البرلمان سفيان طوبال، تصريحات قادة حركة النهضة، داعيًا إياهم  إلى "الكف عن الوعظ وخطب الإرشاد وتقديم دروس الوطنية، ونحن أفضل ممن يتاجرون بالدين والوطنية، ولا نحتاج فتاوى من أحد، حين ندرك أن مصلحة البلاد تقتضي رحيل هذه الحكومة الفاشلة".

وقال في تصريحات خاصة لــ"إرم نيوز"، إن حزبه "فضّل التعايش مع الإسلاميين رغم الخلافات الإيديولوجية لغاية وحيدة وهي ضمان الاستقرار لتونس وحمايتها من أفكار التطرف والانحراف، رغم أنّ التوافق مع هؤلاء أثّر على نتائجنا في الانتخابات التشريعية التي جرت في الـ6 من شهر مايو/آيار الماضي".

ورغم أن الخلاف بين الحزبين الكبيرين في البلاد، ليس جديدًا إلا أنه الأشدّ منذ بدء مساعي "نداء تونس" لسحب الثقة من الشاهد وإقالة حكومته، واصطفاف حركة النهضة مع الطرف المناوئ في مشهدٍ يبعث على التوجّس ممّا هو آتٍ.

وفي مطلع العام الجاري، أطلق مسؤول قطاع الشؤون السياسية في الحزب الحاكم برهان بسيس، تحذيرات لاستمرار التحالف مع الإسلاميين، مبرزًا أن العلاقة بين الحزبين انتقلت بشكل جليٍّ من حالة التوافق إلى  وضع الصراع والتنافس.

ويوضح بسيس في تصريحات لــ"إرم نيوز"، أنّ "القراءة الموضوعية للمشهد السياسي في تونس تشير إلى حتمية أن يستقل المشروع العصري والوطني لحركة نداء تونس عن حركة النهضة وما تمثله في خلفيتها الفكرية والإيديولوجية".

ويعتقد القيادي في الحزب الحاكم أن تمسك حركة النهضة القاضي برئيس الحكومة يوسف الشاهد، أشدّ طعنة في ظهر التوافق السياسي والاجتماعي بتونس، على حد تعبيره.

إلى ذلك، يبرز النائب منذر بلحاج أن القانون يمنع الإطاحة برئيس الحكومة يوسف الشاهد نظرًا لأن تونس تعيش حالة طوارئ، موضّحًا أن التوافق السياسي قد انتهى بمجرد تعليق العمل بوثيقة قرطاج، ووقف مسار المشاورات بين مختلف الأطراف.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com