قاعدة عسكرية فرنسة على مرمى حجر من ليبيا
قاعدة عسكرية فرنسة على مرمى حجر من ليبياقاعدة عسكرية فرنسة على مرمى حجر من ليبيا

قاعدة عسكرية فرنسة على مرمى حجر من ليبيا

تونس ـ تحدثت مصادر مقربة من وزارة الدفاع الفرنسية، عن إنشاء قاعدة عسكرية مؤقتة شمالي النيجر، الأمر الذي من شأنه أن يوفر موطأ قدم لفرنسا على بعد 200 كيلومتر من حدود ليبيا الجنوبية التي صارت مصدرا لزعزعة الاستقرار في المنطقة.



ونقلت الأناضول عن الخبير السياسي السنغالي "جوستين نداي" أن هذا القرار يأتي في سياق الحرب على"حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا" (موجاو، المندرجة تحت لواء تنظيم القاعدة)، التي شنت يوم 3 أكتوبر/تشرين أول الماضي هجوما ضد القوات الأممية في مالي، مينوسما، في منطقة "غاو" وهو الهجوم الذي خلف 9 قتلى في صفوف الفيلق النيجيري، متهمة النيجر بـ "فتح أرض الإسلام أمام العدو".

"ألكسيس كالامبري"، الخبير السياسي المالي ومدير صحيفة "ليذيكو" اليومية المستقلة، فسر من جهته اختيار فرنسا لشمال النيجر لإيواء قاعدتها العسكرية الجديدة، "ماداما" بـ"إحكام القوات الفرنسية السيطرة على هذه المنطقة بطريقة أكبر مما عليه الحال في مالي".

"نداي"، تابع في السياق ذاته قائلا: "تأوي النيجر أصلا طائرات فرنسية بدون طيار، التجهيزات العسكرية متوفرة وسيتم تدعيمها. هذه المراكز المتقدمة التي يمكن للفرنسيين بلوغها حاليا، ستمكن من اعتراض الرسائل اللاسلكية ومن نشر قواتها الأرضية بالقرب من الحدود الليبية".

المحلل السياسي أكد على أن "تبني الموجاو للهجوم على الفيلق النيجيري يؤكد على الرابط الوثيق والجلي بين أولى مصادر زعزعة الاستقرار في الشمال المالي والجهاديين الذين يتزودون بالسلاح من جنوب ليبيا. قاعدة ماداما في أقصى الشمال الشرقي للبلاد ستتيح إمكانية مراقبة تحركات الإرهابيين انطلاقا من الجنوب الليبي"، على حد رأيه.

ويفسر "نداي" كيف أنه على الرغم من تواجد الفرنسيين بالنيجر في إطار عملية "سرفال" (التي انتهت في يوليو/تموز 2014 لتفسح المجال أمام عملية برخان)، إلا أنهم أدركوا أن مراقبة الجنوب الليبي بشكل أفضل تمر عبر الذهاب بشكل أعمق شمالي النيجر، وهذا ما يفسر الخطوة الفرنسية الأخيرة".

وتتمثل وسائل المراقبة التي ستقوم فرنسا بتطبيقها على الأرض بحسب "كالامبري"، في قطع الممرات الصحراوية الممتدة على طول شريط الساحل الصحراوي وسد المنافذ أمام تجارة السلاح التي تنطلق من "براك"، القريبة من سبها الليبية في الجنوب، لتقع فيما بعد بين أيدي عديد المجموعات الجهادية الصغيرة شمالي مالي. هذا هو الهدف المعلن من التواجد في الشمال النيجيري، أما بخصوص القيام بتدخل مباشر في ليبيا فهذه خطوة ليس من المتاح المغامرة بها في الوقت الراهن".

وكان وزير الدفاع الفرنسي "جون إيف لو دريان" قد أطلق جرس الإنذار مؤخرا بشأن "التهديد الإرهابي" في الجنوب الليبي عبر ذكر "الروابط" المحتملة بين جبهة الساحل وتلك المتواجدة في الشرق الأوسط.

"لوران فابيوس" أشار سابقا إلى احتمال قيام فرنسا بتدخل عسكري في ليبيا، وهذا أمر يمكن تفهمه. طالما أن ليبيا ليست مستقرة، الأمر الذي يعزز المخاوف بشأن الهدف من إنشاء هذه القاعدة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com