الحريري على رأس الحكومة اللبنانية للمرة الثالثة.. فما التوقعات والتحديات؟
الحريري على رأس الحكومة اللبنانية للمرة الثالثة.. فما التوقعات والتحديات؟الحريري على رأس الحكومة اللبنانية للمرة الثالثة.. فما التوقعات والتحديات؟

الحريري على رأس الحكومة اللبنانية للمرة الثالثة.. فما التوقعات والتحديات؟

للمرة الثالثة على التوالي، يتم اختيار سعد الحريري لتشكيل الحكومة اللبنانية، بعد الاستشارات النيابية الملزمة طوال أمس الخميس في قصر بعبدا، واختياره من طرف 111 نائبًا من أصل 128.

وفي هذا الإطار، يتساءل المواطن عمّا ينتظره مع انتخاب مجلس نيابي جديد، وتشكيل حكومة جديدة عاد إلى رأسها رئيس الوزراء عينه.

ترميم اتفاق الطائف

واعتبر أستاذ العلاقات الدولية جمال واكيم، أنه بالنسبة لإعادة تسمية سعد الحريري، "عمليًا، كل ما حصل، من الانتخابات النيابية، إلى معاودة انتخاب نبيه بري على رأس البرلمان، فيه إعادة تأكيد للحصص التي كانت قائمة قبل العام 2009".

وأضاف واكيم في حديث لموقع إرم نيوز، أن "كل ما نراه ما هو إلا ترميم لاتفاق ومعادلة الطائف التي حكمت البلاد من سنة 1989 وحتى الآن، كي تكون هناك محاولة فهم للتوازنات الإقليمية الجديدة التي ستنتج بعد انتهاء الأزمة السورية، وهذا لن يكون ممكنًا قبل عامين من الآن".

تحديات خارجية

واعتبر وسام متّى، المحلّل والمستشار السياسي، أنّ "الأجواء الإقليمية الضاغطة تشكّل من دون أدنى شك التحدي الأول الذي ستدور الحكومة الحريرية في فلكه، خصوصًا أن الحريري نفسه وضع إطارًا لحركته السياسية، خصوصًا بعد أزمة تشرين الثاني 2017 وهو سياسة النأي بالنفس".

ورأى متّى، أنّ الحريري سيكون أمام مهمة صعبة تتمثل في الحفاظ على هذه السياسة "وهو ما يتطلب منه السير في حقل ألغام إقليمي من إيران إلى لبنان".

وأكّد لموقع "إرم نيوز"، أنّ "التحدي في هذا الملف كبير للغاية، خصوصًا في ظل أجواء الحرب التي تخيّم على الشرق الأوسط، على خلفية السياسة الأمريكية الجديدة ضد إيران والتسخين الذي تشهده جبهة الجنوب السوري، والتي بلغت ذروتها في الفترة الأخيرة عبر التصعيد المتبادل على تخوم الجولان".

واعتبر وسام متّى، أن "الضغوط على حكومة الحريري بدأت قبل تشكيلها، وحتى قبل تكليفه ولعل أخطرها القرار المشترك الذي أصدرته الولايات المتحدة وحلفاؤها الخليجيون بشأن إدراج الجناح السياسي لحزب الله على لوائح الإرهاب، بعدما كان الأمرمقتصرًا في المراحل السابقة على الجناح العسكري، ما يثير تساؤلات حول التعامل الدولي المحتمل مع حكومة تضم ممثلين عن حزب الله".

.. وأخرى داخلية

وإلى جانب التحدي الخارجي، أكد متّى لـ "إرم نيوز"، أنّ "الحريري سيواجه ضغوطًا داخلية ثلاثية الأبعاد، فهناك أولًا التداعيات المترتبة على ما أفرزته الانتخابات التشريعية الأخيرة من تبدل في أحجام القوى السياسية، ما يجعل عملية تشكيل الحكومة الجديدة نفسها تواجه عقبات لجهة حجم التمثيل وتوزيع الحقائب، لا سيما في ظل عودة الحديث عن الثلث الضامن والثلث المعطل".

وتابع، "هناك ثانيًا الآمال الاقتصادية التي أعقبت مؤتمر باريس، بما تضمنه من برنامج طويل الأمد قد يفرض على الحكومة الجديدة اتخاذ خطوات غير شعبية والدخول في صدام مع شبكة المصالح في دولة تعتبر من أكثر الدول سوءًا في مؤشرات الفساد، الذي باتت إجراءات مكافحته تحت مجهر المراقبين الدوليين لآليات تنفيذ مؤتمر سيدر".

وأشار متّى، إلى الضغوط الداخلية التي قد تواجهها حكومة الحريري في مقاربتها لمسألة نزع فتيل التوتر مع إسرائيل في ما يخص الحدود الجنوبية، ولا سيما الحدود البحرية حيث مكامن النفط، وهي آلية ما زالت محاطة بالكثير من علامات الاستفهام، في ظل غياب المعطيات المتعلقة بالرد الرسمي اللبناني على مقترحات ديفيد ساترفيلد، والتي تنظر لها جهات لبنانية عدة، أبرزها حزب الله بعين الريبة".

الحريري مظلّة حامية للبنان

أمّا الدكتور علي مراد، المعلّق السياسي وأستاذ القانون العام، فأكد أن معاودة اختيار الحريري كانت متوقعة، ولأسباب عدّة، "أولها أننا لا نزال في مرحلة التسوية الرئاسيّة، التي تقتضي تسمية سعد الحريري رئيسًا للحكومة، ومن المفترض أن يستمر كما كان الاتفاق طيلة فترة العهد".

وتحدث مراد لـ"إرم نيوز"، عن مظلة إقليمية ودولية تحمي لبنان، وضمن هذا السياق، يعدّ وجود سعد الحريري كرئيس للحكومة كإحدى الضمانات لهذه المظلة الإقليمية، وما جرى مع الأزمة السعودية أكّد هذا الأمر"، وفق تعبيره.

ويرى المحلل السياسي، أن النقطة الثالثة، هي أنّ "المؤتمرات التي عُقِدت قبيل الانتخابات النيابيّة (مؤتمر باريس، ومؤتمر بروكسيل، ومؤتمر روما)، كانت دفعًا لمشروعيّة هذه الحكومة ومشروعيّة سعد الحريري، ليكون في موقع تنفيذ سياسات الإصلاحات المالية والاقتصادية المنتَظرة منه".

وعند سؤاله عمّا إذا كانت الأيام المقبلة ستمرّ ببطء أو بسرعة، على صعيد تشكيل الحكومة؟ أكّد أنّ "هناك مصلحة لرئيس الجمهورية، بصفته رئيسًا لهذا العهد، ألا تتأخر عمليّة تشكيل الحكومة. والإشارات التي أعطاها الرئيس بري تؤكّد رغبة الجميع للإسراع في تشكيل الحكومة".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com