هل يلعب ماكغورك دورًا في ترتيبات التشكيل الحكومي والبرلماني بالعراق؟
هل يلعب ماكغورك دورًا في ترتيبات التشكيل الحكومي والبرلماني بالعراق؟هل يلعب ماكغورك دورًا في ترتيبات التشكيل الحكومي والبرلماني بالعراق؟

هل يلعب ماكغورك دورًا في ترتيبات التشكيل الحكومي والبرلماني بالعراق؟

يزور المبعوث الأمريكي المتخصص بالشأن العراقي بريت ماكغورك، مدينة السليمانية شمالي العراق خلال الساعات القليلة المقبلة؛ في محاولة لإنهاء المقاطعة الكردية للمشاركة في تشكيلات البرلمان والحكومة.

وكانت خمسة أحزاب كردية أعلنت أنها لن تشارك في أي مشاورات لتشكيل الحكومة المقبلة، "إلا إذا جرى إعادة فرز الأصوات في عدد من صناديق الانتخابات البرلمانية.

وكانت أحزاب المعارضة الكردية في محافظتي كركوك والسليمانية، شكت من "حدوث تلاعب في الأصوات هناك".

مشاركة المبعوث الأمريكي ماكغورك في جهود إنهاء المقاطعة الكردية، ليست جديدة ولا تشكل سببًا للاعتراض من معظم الأطراف العراقية، لكنها تبدو الآن في المشهد العراقي المستنفر وكأنها علامة سؤال كبيرة مسكوت عنها، حول ماكغورك نفسه.

وتساءلت صحيفة "بغداد أوبزرفر" العراقية باللغة الإنجليزية، عن "ماذا يمثل ماكغورك في الإدارة الأمريكية؟ ولمصلحة من يعمل؟ لبرنامج ترامب في مواجهة إيران أم لسياسات سلفه باراك أوباما التي عززت الدور الإيراني؟".

ماكغورك مقابل سليماني

خلو السفارة الأمريكية في بغداد من سفير رسمي، أعطى ماكغورك فرصة أن يكون هو الناشط الأمريكي الأساسي في المشهد العراقي المنشغل بترتيبات تشكيل الحكومة، وذلك في مقابل أو موازاة المبعوث الإيراني قائد فيلق القدس، قاسم سليماني الذي يشارك بقوة وعلنية رسمية في إدارة جزء من المشهد العراقي الصاخب.

من هو ماكغورك؟

الوصف الوجيز الأسرع لماكغورك، حسب مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية هو أنه "المندوب الأمريكي الغامض، العابر للإدارات المتعاقبة، في تشكيلات المشهد العراقي ثم في إدارة التآلف الدولي لمحاربة داعش، وفي تنفيذ السياسات الأمريكية الحقيقية على أرض الواقع في كل من العراق وسوريا، بانتظار ما يستجد من الخطط الأمريكية".

الرجل الذي لا يستغنى عنه

ماكغورك كان موجودًا في العراق منذ الاحتلال الأمريكي 2003، ولعب منذ ذاك الوقت أدوارًا في الظل بكل ترتيبات الدور الأمريكي في العراق والشرق الأوسط، بما في ذلك إجراءات المحاصصة السياسية في العراق ثم سحب القوات الأمريكية عام 2011 ثم إعادة بعضها، وصولاً إلى وقف مخصصات المخابرات المركزية لفصائل المعارضة في سوريا"، حسب "فورين بوليسي".

وتضيف المجلة أنه "لذلك يصفون ماكغورك في الكونغرس بأنه الرجل الذي لا يستغنى عنه في مناطق محاربة الإرهاب بالشرق الأوسط، وحلقة الصلة الرئيسية مع الأكراد في العراق وسوريا".

لكن الملفت والمثير للتساؤلات الغامضة، حتى داخل الكونغرس الأمريكي، هو أن ماكغورك كان الوحيد الذي احتفظ بمنصبه في الخارجية الأمريكية في عهد ترامب بعد "تنظيفها" من كل المحسوبين على عهد باراك أوباما.

وفي عام 2015، عُين ماكغورك قائدًا للتحالف الدولي لمحاربة داعش، خلفًا للجنرال المتقاعد جون ألين، وعندما حاول وزير الخارجية السابق ريكس تيليرسون إقالة كبار موظفي الخارجية المتسلسلين من عهد أوباما، لم يستطع أن يطيح بماكغورك. فظل محسوبًا على قيادة التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، لكنه موظف في الخارجية بمهمات "المندوب السامي" المتفرد في الساحتين العراقية والسورية وبشبكة علاقات سياسية وأمنية غامضة على امتداد المنطقة.

نظريات المؤامرة

وعقب السنوات الـ14 التي أمضاها ماكغورك في العراق، عابرًا للإدارت الجمهورية والديمقراطية، يستحضر السياسيون العراقيون الذين يؤمنون بنظرية المؤامرة مواقف غامضة لماكغورك، أكثرها وضوحًا قوله لبعض قيادات السنة في العراق أثناء صياغة الدستور الجديد: "حكمتم العراق 1400 سنة وجاء الوقت لأن تتخلوا عن ذلك وتمنحوه للشيعة".

ثقته مطلقة بالمالكي

أشد علامات الاستفهام ثقلاً في المشهد العراقي الراهن، هي الشكوك التي تهمس بها قيادات السنة وعدد من القيادات الشيعية المحسوبة على التيار العربي، والتي تتهم ماكغورك بأنه مندوب اللوبي الإيراني في واشنطن منذ أن نجحت طهران في تحصيل موافقات إدارة أوباما على اتفاقية "النووي" والمتضمنة قبولاً أمريكيًا بدور إيراني مسيطر في العراق وسوريا.

ولذلك ينُسب إلى زعيم تيار الصدر مقتدى الصدر وصفه لماكغورك بأنه "مندوب الشر الأمريكي"، وهي انطباعات يجري ترجمتها الآن بشكوك ضبابية ثقيلة تتساءل عن الدور الحقيقي الذي يلعبه الرجل في بناء التحالفات الحزبية لتشكيل الحكومة المقبلة، حيث كان له يوم الخميس الماضي، اجتماع طويل مع نوري المالكي وميليشيات محسوبة على إيران.

أثقل مفاصل تاريخ ماكغورك والتي لم ينسها معارضو النفوذ الإيراني في العراق هي أنه الرجل الذي زكى نوري المالكي عند واشنطن، ووصفه بأنه "موثوق كما أثق بنفسي".

كما أن ماكغورك كان موجودًا في الموصل قبل أيام من احتلال داعش لها أيام حكومة المالكي، وهو الأمر الذي أثار في حينه شكوكًا واسعة في الوسط السياسي العراقي بأن لماكغورد "دور خفي راجح في صعود داعش بالموصل بمثل ما له دور الآن في إدارة مرحلة حرب العصابات الراهنة مع داعش في العراق وسوريا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com