إعلان زين.. خلطة سياسية "مبهمة" تشعل الجدل
إعلان زين.. خلطة سياسية "مبهمة" تشعل الجدلإعلان زين.. خلطة سياسية "مبهمة" تشعل الجدل

إعلان زين.. خلطة سياسية "مبهمة" تشعل الجدل

يخلط الإعلان الذي طرحته شركة زين الكويتية بمناسبة شهر رمضان بين السياسة المؤدلجة والعاطفة الجياشة عبر مقطع فيديو يبدو هدفه مبهمًا، إذ ازدحم برسائل سياسية متناقضة في نحو 3 دقائق فقط.

ويسلط الإعلان، بحسب الأغنية التي يؤديها طفل، الضوء على أزمة لاجئي سوريا، وتشريد مسلمي الروهينغا، من دون أن يغفل قضية القدس، وما أثاره نقل السفارة الأمريكية، مؤخرًا، إلى هذه المدينة المقدسة التي تضم أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

ورأى متابعون أن الشريط، المنفذ بطريقة بصرية جذابة، استثمر، بأسلوب وعظي مباشر، عدة قضايا سياسية ملحة من دون أن يفلح في الخروج برسالة واضحة تتناسب مع معاني الشهر الفضيل.

ولاحظ المتابعون أن المقطع أقحم صورًا ومشاهد شتى، من الشرق والغرب، حتى اختلط الأمر على المتلقي، لافتين إلى أن الهدف التجاري للإعلان لا يستقيم مع القضايا العادلة التي تسعى الشركة إلى الترويج لها، بهدف الربح.

وينتقل الطفل، خلال الشريط الذي يحمل عنوان "سيدي الرئيس"، بين أروقة البيت الأبيض ليخاطب الرئيس الأمريكي ترامب داعيًا إياه إلى الإفطار، متسائلًا: ماذا "لو وجدت بيتي في الدمار وعادت أمي من الطابور بخبز وقلب مكسور"، ثم يضع الطفل يده في يد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهما ينظران من نافذة تطل على مسجد وكنيسة، في إشارة، على ما يبدو، إلى أن بوتين هو المنقذ، وفق تفسير بعض المعلقين.

ويكتمل المشهد، بظهور جموع اللاجئين وهم يخوضون مياه البحر أملًا في الوصول إلى أرض الأحلام الأوروبية، لتظهر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بملامح حزينة، ثم تطرأ على المشهد صورة الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، الذي يستمع بدوره لشكوى الطفل الخائف والحزين.

ولا يغفل المقطع الإعلاني عن تذكير ترامب بأن القدس هي عاصمة فلسطين الأبدية، لينتهي بمشهد رمزي يعبر عن الخلاف الخليجي، إذ تظهر ست شخصيات بملابس خليجية، وهم متحدون ويسيرون نحو القدس.

وتفاعل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير مع الإعلان، وجاءت ردود الأفعال متباينة بين معجب ومشجع ومستنكر.

ونشرت الملكة رانيا العبدالله، ملكة المملكة الأردنية الهاشمية على حسابها بـ "تويتر" رابط الفيديو في إشادة منها بفكرة الإعلان، حيث علّقت : "سيكون جيدًا لو استمعنا لأصوات الأطفال."

أما الداعية الكويتي المحسوب على "الإخوان" طارق السويدان فقال في تغريدة " إعلان رائع ..  أخبروا الأطفال .. الحق باق والظلم إلى زوال .. رسالة شركة زين إلى العالم".

وقال الصحفي الأردني المتخصص بقضايا حقوق الإنسان نضال منصور "إعلان شركة زين ليس ذلًا وخنوعًا، كما يريد البعض تصويره وتقديمه. كنت مع منظمة العفو الدولية لسنوات، وكانت تعلمنا كيف نخاطب بلغة لبقة ومحترمة حتى الطغاة في رسائل المناشدة. علينا أن نشجع زين وكل الشركات على الالتفات لمسؤولياتهم الوطنية والإنسانية، لا أن نسعى لتصيدهم والنيل منهم."

وعلى الجانب الآخر، رأى الكاتب السعودي البارز  عبد الرحمن الراشد أن "إعلان زين الكويت Zain يعزز الشكوك في هيمنة الفكر الإخواني الإيراني. استخدام أموال الشركات في بروبغندا سياسية موجهة #اعلان_زين ، شركات زين الأخرى رفضته".

وأضاف في تغريدة أخرى: "في السياسي المنقذ هو الرئيس بوتين يقود الجميع لتحرير القدس، ناقص الإعلان بطل المرشد خامئني."

وكتبت الناشطة السعودية سعاد الشمري: " تفاهم بين إخونجية الكويت وإيران وحلفائها لاستغلال الأطفال وتسيسهم وهذه جريمة .. والتحزب لأجندات إرهابية تقتل الأبرياء كل يوم عليهم اللعنات تترى واجعلوهم يشعرون بحرقة الخسارة هم يروّجون لذلك بأموالكم يا سعوديون" 

ووصفت ناشطة تدعى رانيا الإعلان بـ "الفاشل" وقالت في تغريدة على حسابها  "الإعلان فاشل وفيه ذل واستجداء والحقوق لا تستجدى، عدا إنه الفكرة مشتتة في البداية جابوا صور لاجئين بغرقوا في البحر ( إشارة للسوريين) وبالاخر الولد ما طلب غير يفطر في القدس و تجاهل القضية السورية، وزعيم كوريا الشمالية مش لاقية سبب لوجوده  #إعلان_زين".

ورأى حساب آخر أن الإعلان " استذلال بالدموع لسفاحين العالم يلي هم أساساً سبب معاناة ويلي لو حرقونا كلنا مو سائلين.."

وتساءل الناشط أمجد المنيف: "السؤال: هل يحق لشركة تجارية "مساهمة" الدخول في معترك الخط السياسي؟ وهل الموقف يمثل الشركة أو مجلس إدارتها أو الدولة.. وأي دولة؟!."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com