بعد نقلها إلى القدس.. كشف "تزوير رسمي" حول السفارة الأمريكية لدى إسرائيل
بعد نقلها إلى القدس.. كشف "تزوير رسمي" حول السفارة الأمريكية لدى إسرائيلبعد نقلها إلى القدس.. كشف "تزوير رسمي" حول السفارة الأمريكية لدى إسرائيل

بعد نقلها إلى القدس.. كشف "تزوير رسمي" حول السفارة الأمريكية لدى إسرائيل

في زحمة المواقف السياسية الحدّية عالية الصوت، التي رافقت افتتاح السفارة الأمريكية في القدس (14 / 5 / 2018)، تنفيذاً لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقلها من تل أبيب، فقد غابت تفاصيل صغيرة ذات دلالات معنوية ثقيلة لا يعرفها الكثيرون، والسبب في ذلك هو ما يُعرف في الأدبيات السياسية باسم "السرديات البديلة" التي تشّوه التاريخ بالمعلومات المضلّلة أو بالمعلومات الناقصة.

ومن ذلك مثلًا أن القنصلية الأمريكية في القدس، قبل أن تتحول إلى سفارة أمريكا لدى إسرائيل، تأسست أصلًا قنصليةً في فلسطين، وهكذا كان اسمها في الوثائق الرسمية الأمريكية، وفي الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية ضمن بند الخلفية التاريخية.

ووفق ما تم طمسه بـ"السرديات البديلة"، فإن القنصلية الأمريكية في القدس، كانت منذ تسعينيات القرن الماضي، هي البعثة الدبلوماسية الأمريكية المناط بها متابعة العلاقات مع السلطة الوطنية الفلسطينية، في المناطق المحددّة لاحقًا باتفاقية أوسلو، والمتمثلة بالضفة وغزة والقدس الشرقية.

ولم يكن وجود القنصلية الأمريكية المنطقة "الحرام" (غير التابعة في خطوط الهدنة وفي القانون الدولي للقدس الشرقية أو الغربية) مسألة بدون خلفية سياسية، فالقدس في تاريخ السياسة الأمريكية مع القضية الفلسطينية، هي منطقة مرهونة بالحل النهائي، سواء جاء بترتيبات الدولتين أو جاء بترتيبات التدويل الذي ظلت واشنطن تعتمده طويلاً وتصرّ عليه.

"بوابة يافا"

تشير الوثيقة الرسمية، كما هو ظاهر في موقع وزارة الخارجية الأمريكية، إلى أن القنصلية الأمريكية في القدس، افتتحت لأول مرة عام 1844 في المدينة القديمة داخل "بوابة يافا"، وهو المبنى الذي يقع فيه الآن مقر المركز السويدي للدراسات المسيحية.

وفي عام 1912 انتقلت القنصلية الأمريكية إلى موقعها الحالي في شارع غيرشون أغرون، وكان اسمها الرسمي القنصلية الأمريكية في القدس - فلسطين، ومازالت وثائقها متداولة بين الفلسطينيين، إذ جرى نشر أحدها خلال اليومين الماضيين على السوشيال ميديا، متضمنًا اسم فلسطين، باعتبارها كيانًا سياسيًا تعترف به الولايات المتحدة، وتتعامل معه دبلوماسيًا سياسيًا، كما حصل في 23 مايو 1948 عندما اغتيل القنصل الأمريكي هناك، توماس واسون.

القدس وهونغ كونغ

وقد ظلت القنصلية الأمريكية في القدس طوال الوقت مستقلة عن السفارة الأمريكية في تل أبيب، تنفيذًا لموقف سياسي يتعامل مع فلسطين كدولة تحت التشكيل.

وبهذه الصفة القانونية كانت هي الثانية في العالم، مع القنصلية الأمريكية في هونغ كونغ، من زاوية الاعتراف الرسمي بأن فلسطين دولة تحت التأسيس، وهو نفسه موقعها في الأمم المتحدة.

وبهذا الفهم السياسي، كان للقنصلية الأمريكية مبنى آخر بشارع نابلس في القدس الشرقية، التي تعتبر في القانون الدولي منطقة محتلة (بعد 1967) وتخضع للترتيبات النهائية المفترضة.

غياب أم تغييب؟

في عرضها لتاريخ قنصليتها في القدس، تشير وزراة الخارجية الأمريكية في موقعها الإلكتروني الرسمي إلى أن هذه القنصلية جرت ترقيتها عام 1928، لتصبح قنصلية عامة (بمعنى أنها قنصلية في دولة).

وتضيف الوثيقة الرسمية (التي كانت منشورة قبل 14/ 5 / 2018) أن هذه القنصلية تمثل الولايات المتحدة في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة، باعتبارها بعثة دبلوماسية مستقلة (مستقلة عن السفارة في تل أبيب) ويتولاها قنصل عام، رئيسًا للبعثة الدبلوماسية في فلسطين.

أما لماذ غابت كل تلك السرديات التاريخية والسياسية، عن المناسبة الأخيرة هذا الأسبوع، ولم تجد في الإعلام الدولي أو حتى العربي، من يستحضرها لتكون رديفًا إعلاميًا في تعميق الغضب، فذلك ما أدرجه نشطاء السوشيال ميديا ضمن غياب أو تغييب الوعي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com