تقرير: أردوغان يفتعل حربًا دبلوماسية مع إسرائيل للتغطية على أزماته الداخلية
تقرير: أردوغان يفتعل حربًا دبلوماسية مع إسرائيل للتغطية على أزماته الداخليةتقرير: أردوغان يفتعل حربًا دبلوماسية مع إسرائيل للتغطية على أزماته الداخلية

تقرير: أردوغان يفتعل حربًا دبلوماسية مع إسرائيل للتغطية على أزماته الداخلية

في ظل التوتر الحالي بين أنقرة وتل أبيب على خلفية التصريحات والخطوات التركية الدبلوماسية ردا على الأحداث الدامية عند حدود قطاع غزة، قالت مصادر إسرائيلية إعلامية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يحاول عبر الاتهامات التي يوجهها لإسرائيل ولرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صرف أنظار الشارع التركي عن أزمة اقتصادية طاحنة تواجهها بلاده.

واستدعت أنقرة سفيرها لدى تل أبيب وواشنطن للتشاور، على خلفية الأحداث التي شهدها قطاع غزة، وشن الرئيس التركي هجومًا حادًا على تل أبيب، فيما علق رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بقوله، أن تركيا هي آخر الدول التي يمكنها أن تملي على إسرائيل دروسًا أخلاقية، وردت إسرائيل أيضًا بطرد القنصل التركي العام.

وربط تقرير موقع "ديبكا" الإسرائيلي الاستخباراتي، بين موقف أردوغان وبين حالة الانهيار الاقتصادي في تركيا، والتي شملت تدهور قيمة الليرة التركية بنسبة تصل إلى 15% خلال الشهور الأخيرة، وذكر أن أردوغان أكد أنه سيتولى بنفسه إدارة الاقتصاد التركي حال أعيد انتخابه في الانتخابات التي ستجري في الـ24 من حزيران/ يونيو المقبل، مشيرًا إلى أن المخرج الوحيد أمام الرئيس التركي حاليًا هو شن هجوم ضد إسرائيل ونتنياهو.

لكن الموقع رأى أن تلك السياسات أثبتت فشلها، حيث أنها سياسات قصيرة المدى، وأن الحرب الإعلامية التي بدأها أردوغان ضد إسرائيل منذ أسبوع ستساعده فقط في صرف أنظار الرأي العام المحلي عن التضخم الحاد في الأسواق التركية لفترة وجيزة فقط، لكن على المدى البعيد ستواصل الليرة التركية فقدان قيمتها.

وأشار الموقع إلى أن التدهور الاقتصادي التركي لم ينبع من السياسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بالطبع، ولكنه ينبع بالأساس من السياسات الاقتصادية الأمريكية التي تعزز وضع الاقتصاد الأمريكي بشكل متصاعد بقيادة الرئيس دونالد ترامب، مفسرًا ذلك بقوله إنه "كلما صعد الاقتصاد الأمريكي كلما واصلت الليرة التركية التراجع"، وذلك على خلاف الوضع السائد بالنسبة للاقتصاد الإسرائيلي، الذي يتحسن مع تحسن الاقتصاد الأمريكي.

ونوه الموقع إلى أن العلاقات بين الرئيسين أردوغان وترامب في تدهور حاد، وأن المصدر الوحيد بالإدارة الأمريكية الذي يحاول الحفاظ على الحد الأدنى من هذه العلاقة هي وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، ووزير الدفاع جيمس ماتيس، في ظل رغبة الأخير في الحفاظ على أواصر التعاون بين واشنطن وأنقرة.

ويتمسك ماتيس بسياسية تقوم على ضرورة الحفاظ على نوع من العلاقات مع أنقرة قدر الإمكان، ولا سيما وأن سلاح الجو الأمريكي يستخدم قواعد جوية تركية لشن هجمات داخل سوريا والعراق ضد تنظيم "داعش"، مع أن التعاون العسكري بين البلدين في تراجع، رغم محاولات الطرفين إخفاء هذه الحقيقة.

وحول أسباب التوتر وتراجع العلاقات، يقول الموقع إن الرئيس التركي يتهم أجهزة الاستخبارات الأمريكية بشكل مباشر وغير مباشر بتأييد الانقلاب العسكري ضده في تموز/ يوليو 2016، والذي كاد أن يسقطه، ومازال يطالب واشنطن بتسليم الداعية التركي فتح الله غولن، الذي يعيش في المنفى بالولايات المتحدة الأمريكية، ويرى أردوغان أنه من يقف وراء الانقلاب، فيما ترفض واشنطن اتهامات الرئيس التركي وترفض أيضًا تسليمه.

وتراجعت العلاقات بين واشنطن وأنقرة أيضًا على خلفية التقارب التركي - الروسي وحقيقة أن تركيا التي تمتلك عضوية حلف "الناتو" بدأت في التوجه نحو شراء السلاح من موسكو.

ويقول الموقع إن الخطوات العسكرية التركية ضد الأكراد في سوريا ولا سيما ميليشيات "وحدات حماية الشعب"، التي تعد حليفة عسكرية للولايات المتحدة الأمريكية في شمال سوريا، من بين أسباب تدهور العلاقات بين الجانبين، مضيفًا أن الجيش التركي الذي نجح بالفعل بالتوغل شمال سوريا واحتل مدينة عفرين من أيدي الأكراد، مازال عاجزًا حتى الآن عن مواصلة التقدم، ولا سيما وأنه سيصطدم بالقوات الأمريكية والفرنسية هناك.

وحدد الموقع سببًا آخر لتدهور العلاقات بين واشنطن وأنقرة، وذكر أن هذا السبب مرتبط بالتقارب التركي الإيراني، مختتمًا بالقول إن التصريحات النارية التي يطلقها أردوغان ضد إسرائيل لن تسهم في تحسين وضعه السياسي ولا الاقتصادي أو العسكري، وأن العكس هو الصحيح، حيث ستسهم في تعميق الأزمة التي يواجهها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com