لماذا تغيب مسيرات العودة عن الضفة الغربية؟

في الوقت الذي شهد فيه قطاع غزة، سلسلة من مسيرات العودة على مدار الأسابيع الماضية، يتساءل كثيرون عن سبب غياب الضفة الغربية عن تلك المظاهرات، خاصة مع تأزم الموقف الفلسطيني أكثر قُبيل ساعات من موعد الاحتفال بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

ويرى مراقبون ومحللون أن "غياب الضفة الغربية عن المشهد السياسي الفلسطيني، يعود إلى حالة التضييق الكبيرة التي يفرضها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مدن الضفة، فضلًا عن الاعتقالات التي يمارسها الاحتلال بحق كل من يحاول الخروج في احتجاجات ضد ممارساته".

وأكد المراقبون أن "الجهة الأخرى التي تُضيّق الخناق على الضفة هي السلطة الفلسطينية، التي تحاول منع أي اشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي".

وقال عضو المجلس التشريعي النائب فتحي القرعاوي، خلال تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن "الفلسطينيين في الضفة الغربية يعانون من حالة كبت شديدة، خاصة في ظل استمرار الاعتقالات السياسية بحق بعض التنظيمات المدنية".

لكن رغم ذلك، توقّع القرعاوي "حدوث مشهدين في الضفة، يكمن الأول في خروج الفلسطينيين للتظاهر، ما قد يتسبب بصدام داخلي فلسطيني، وحالات قمع، وإطلاق الغاز المسيل للدموع، وأما المشهد الثاني فيتمثل برضا الناس بالأمر الواقع، وعدم خروجهم بشكل نهائي، وهذا ما يحدث".

بدوره، قال الناشط السياسي سري سمور:"كل منطقة فلسطينية لها وضعها الخاص، فالضفة الغربية على سبيل المثال مليئة بالمستوطنات التي ضاعفت قوات الاحتلال الإسرائيلي من أعدادها منذ العام 2005 وحتى اليوم".

وأوضح خلال تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن "شكل الضفة الغربية يختلف تمامًا عن قطاع غزة، فالشباب في الضفة يتعرضون للقمع المستمر من قِبل الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى تبعات الانقسام".

وأشار إلى أن "الفعاليات، وعمليات المقاومة في الضفة، لا يمكن أن تأخذ نفس الشكل الموجود في غزة، فما يحدث من عمليات مقاومة في الضفة جميعها فردية، ولا تتبع لتنظيم معين".

وتابع سمور أن "الضفة الغربية تتعرض إلى عملية اجتثاث متواصلة لأي ظاهرة مقاومة منذُ العام 2005 وحتى الآن، وهذا سبب عدم وجود نشاط سياسي بالشكل المطلوب".

يشار إلى أن أعضاء عربًا في الكنيست الإسرائيلي، طالبوا مؤخرًا الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة بالانضمام لأهالي قطاع غزة، والمشاركة في مسيرات العودة.