رغم دعوات الغنوشي.. توسع الجبهة الرافضة للتحالف مع "النهضة" في تونس
رغم دعوات الغنوشي.. توسع الجبهة الرافضة للتحالف مع "النهضة" في تونسرغم دعوات الغنوشي.. توسع الجبهة الرافضة للتحالف مع "النهضة" في تونس

رغم دعوات الغنوشي.. توسع الجبهة الرافضة للتحالف مع "النهضة" في تونس

انتعشت جبهة الأحزاب السياسية التونسية الرافضة للتحالف مع حركة النهضة الإسلامية في المجالس البلدية المنتخبة واتسع نطاقها، رغم عرض زعيم النهضة راشد الغنوشي على الأحزاب الفائزة في الانتخابات البلدية، تقاسم السلطة في البلاد.

واعتبر مراقبون أن النهضة يمكن أن تجد نفسها في عزلة سياسية، كما تجدّد الجدل حول مصير التوافق بين حركتي النهضة و "نداء تونس"، اللتين تفاجأتا بحلولهما في المرتبتين، الثانية و الثالثة، بعد أن أطاحت بهما القوائم المستقلة، و نجحت في كسر هيمنتهما على المشهد الانتخابي في البلاد.

ووفقًا للنتائج الأولية التي أعلنت عنها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، فإن حركة النهضة حصلت على 516.419 صوت، ما يعني خسارتها لنحو 400 ألف صوت بالمقارنة مع نتائج انتخابات 2014، بينما حصلت حركة "نداء تونس"، في المقابل، على 375.964 صوت، ما يعني أنها خسرت نحو مليون صوت بالمقارنة مع حصيلتها في انتخابات 2014.

و ألقت هذه النتائج المخيبة للآمال، بظلال من الشك على مستقبل التحالف بين الحزبين، فيما يتعلّق بإدارة الشأن المحلي بالبلاد، لا سيما في ظل الانتقادات و الدعوات المتصاعدة التي تواجهها حركة "نداء تونس"، لمراجعة علاقتها بشريكتها الأساسية بالائتلاف الحاكم.

و في محاولة لامتصاص هذا الغضب، أعلنت حركة "نداء تونس"، أنها لن تتحالف مع حركة "النهضة" على المستوى الوطني، وأنها تتجه إلى التوافق مع القائوائم المستقلة والأطراف المتقاربة معها، معبّرة بذلك عن رفضها لإعلان راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة، فتح باب التحالفات أمام كل الفائزين مهما كان حجمهم.

وشدّد المدير التنفيذي للحزب الحاكم في البلاد، حافظ قائد السبسي، على أن "نداء تونس" لن يتحالف مع حركة "النهضة" الإسلامية في المجالس البلدية.

وأضاف في تصريحات صحفية، أن "نداء تونس"، "سيتحالف فقط مع ما وصفها بـ"القوى الديمقراطية" ممثّلة أساسًا في القوائم المستقلة القريبة، من ناحية توجهاتها، من "نداء تونس"، وأيضًا من عدد من الأحزاب السياسية التي تشترك مع "نداء تونس"، في جملة من الثوابت والأفكار."

وشدد حافظ قائد السبسي، على أن هذا التوجه في رسم تحالفات "نداء تونس"، سيكون أيضًا مرتبطًا بـ"واقع الميدان"، وما يفرضه من تعاط مع عدد من القوائم "حالة بحالة".

و استبعد، القيادي بالحزب الحاكم، برهان بسيس، في تصريح لـ "إرم نيوز" إمكانية  التحالف مع حركة النهضة في المجالس البلدية المنتخبة، على المستوى الوطني.

وأكّد أن حركة "نداء تونس" لن تواصل على الأرجح سياسة التوافق مع حركة النهضة، معتبرًا أن هذا التوجّه أضرّ بحزبه، و مشيرًا في الوقت نفسه إلى تزايد الدعوات داخل قيادة "نداء تونس" لفك الارتباط مع حركة "النهضة".

و أضاف أنّ هناك إمكانية لتشكيل الأغلبية في المجالس البلدية عبر التحالفات الموجودة، على غرار "الاتحاد المدني" و القوائم المستقلة و"الجبهة الشعبية".

من جهتها، رفضت "الجبهة الشعبية"، و هي أكبر تيار سياسي معارض في تونس، فكرة التحالف مع النهضة، مشيرة إلى أن هذا الأمر "غير مطروح إطلاقًا".

و أكد القيادي والنائب عن الجبهة الشعبية في البرلمان التونسي، الجيلاني الهمامي، أنّ "الأولوية في التحالف ستكون مع المستقلّين و القوى الديمقراطية، لكنه شدّد على أنّ الجبهة الشعبية "ستترك الحرية لقياداتها، كي تتصرّف، حسب خصوصيات كل محافظة".

من جانبه، أعلن مؤسس "التيار الديمقراطي" التونسي المعارض، محمد عبو، أن حزبه لن يتحالف مع حركتي النهضة ونداء تونس.

و أكّد الأمين العام لـ"التيار الديمقراطي"، غازي الشواشي، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن توزيع المسؤوليات في المجالس البلدية، "يتم عبر التوافقات وليس عبر التحالفات"، مشدّدًا على أن التيّار سيُغادر جلسات التوافقات، إذا لاحظ وجود محاصصة حزبية وتوزيع مناصب و سيكتفي بعضوية المجلس البلدي .

من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة "آفاق تونس"، كريم الهلالي لـ "إرم نيوز"، إن حركته ستبني تحالفاتها في المجالس البلدية استنادًا إلى المصلحة الوطنية، لكنّه شدّد على أن مسألة التحالف مع حركة النهضة محسومة و لن يحدث ذلك، لافتًا إلى أن الاتحاد المدني الذي يعتبر حزب "آفاق تونس" أحد مكوناته الرئيسية، كان قد حسم هذا الأمر، و أكد أنه لن يتحالف مع النهضة.

و في السياق، أكّد الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي لموقع "إرم نيوز"، أن حركته لا تفكّر في التحالف مع حركة النهضة"، مشيرًا إلى أن التحالف سيتم فقط مع "القوى الحيّة في المعارضة والقوائم المستقلة والقريبة من توجهات الحزب".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com