بعد كشف الرباط لدور خفي إيراني.. هل تستعر شرارة الحرب مع بوليساريو؟
بعد كشف الرباط لدور خفي إيراني.. هل تستعر شرارة الحرب مع بوليساريو؟بعد كشف الرباط لدور خفي إيراني.. هل تستعر شرارة الحرب مع بوليساريو؟

بعد كشف الرباط لدور خفي إيراني.. هل تستعر شرارة الحرب مع بوليساريو؟

بعد إسدال الستار على شهر أبريل الساخن، وعلى وقع تحركات عسكرية لوحدات تابعة لجبهة بوليساريو بمناطق التماس وعلى الحدود مع موريتانيا، استقبل المغاربة شهر مايو بإعلان الحكومة المغربية كشف دور خفي لعناصر حزب الله ومن ورائهم إيران في دعم عناصر الجبهة الذين يطالبون بالاستقلال، فيما تستضيف الجزائر أغلب قادة بوليساريو والكثير من اللاجئين في مخيمات تندوف.

وفور صدور الإعلان المغربي، نفت البوليساريو، اليوم الأربعاء، الاتهامات المغربية بوجود تعاون بين الجبهة وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران، مطالبةً الرباط بـ”تقديم أدلة”.

ووسط النفي وأصابع الاتهام الممتدة، مازال الحال على الأرض يشهد احتقانًا وترقبًا يختلف المراقبون في التنبؤ بقراءة تداعياته، وما قد تؤول إليه الأمور خلال الأيام القليلة المقبلة من تطورات قد تغيّر خريطة الصحراء الغربية.

استطلاع

ووفق استطلاع أجرته صحيفة هيسبريس المحلية حول توقع المغاربة لنشوب حرب مع بوليساريو من عدمها، فإن الغالبية الساحقة من المصوتين، ذهبت إلى أن المغرب لن يستخدم عتاده العسكري ضد البوليساريو، حيث كشفت نتائج الاستطلاع، الذي شارك فيه 21 ألفًا و68 شخصًا، استبعاد معظم المستجوبين للخيار العسكري في مواجهة "استفزازات" جبهة البوليساريو، فيما رأى 34 في المائة من المستجوبين أن الرباط ستذهب في ترجيح الخيار العسكري ضد الجبهة الانفصالية.

ورأى الخبير في الدراسات العسكرية والاستراتيجية،عبدالرحمن مكاوي، أن المغرب، رغم تحركاته الدبلوماسية المكثفة قبل قرار مجلس الأمن، كان يعتبر الحرب خيارًا ممكنًا، إذا لم تَقُمْ قوى الأمم المتحدة باللازم في علاقتها بعناصر جبهة البوليساريو، ودفعها إلى الانسحاب من المناطق المحايدة، وإرجاعها إلى روح اتفاقية 1991.

وأوضح مكاوي أن "هناك قاعدة عامة تؤكد عليها مختلف الدراسات الحربية، هي أنه من أجل تجنب الحرب على الدولة الاستعداد الجيد لها، وفي هذا الإطار تأتي التحركات الدبلوماسية المغربية التي مكنتها من النصر، بتحقيقها جزءًا كبيرًا من مطالب المغرب داخل أروقة مجلس الأمن، وهو الأمر الذي جنب المنطقة كوارث كانت منتظرة وواردة بشدة".

وختم الخبير في الدراسات العسكرية والاستراتيجية تحليله للوضع الراهن مؤكدًا بأنه "لا أحد مستعد في الوقت الراهن للحرب في المنطقة، لا الجزائر، ولا البوليساريو، رغم شطحاتها المتكررة، ولا المملكة المغربية، لكنها تبقى ورقة وعنصرًا لا يمكن إخراجه من المعادلة والاستراتيجية العامة".

استنفار سياسي

وبعيدًا عن التأهب العسكري على الأرض، فقد استنفرت المناوشات والاستعراضات التي قامت بها البوليساريو قبيل صدور تقرير أبريل السنوي، الذي يصدره مجلس الأمن بخصوص وضعية الصحراء، السياسيين المغاربة، حيث انتقل الأمناء العامون للأحزاب نحو العيون لإصدار نداء تضمن 15 موقفًا، تستنكر تحركات البوليساريو في المنطقة.

وجعلت التحركات السياسية والعسكرية المغربية مواطني المملكة يحذون حذو سكان الصحراء، الذين عبّروا من خلال بيان للمجلس الإقليمي لآسا الزاك، عن استعدادهم الكامل لخوض كل أشكال الحرب ضد البوليساريو ذودًا عن الصحراء، فيما تتناقل منصات إعلامية مقربة من البوليساريو خطابات على نفس الوتر بأن مقاتلي الجبهة جاهزون لكل الخيارات ومن بينها الحرب.

قوس

يذكر أن لغة الوعد والوعيد بين المغرب وعناصر الجبهة وشأنها في ذلك شأن الخلاف بين البلدين، ليست جديدة لكنها في الوقت الراهن تمر بمنعرج فارق وفق مراقبين، بعد كشف تدخل خارجي جديد ينضاف إلى خريطة التدخلات الخارجية في القضية المعقدة أصلًا والعالقة دون حل منذ عقود، حيث لم تخفِ الجزائر خلال السنوات الماضية دعمها واحتواءها للجبهة ومن ساندها من ساكني إقليم الصحراء، واليوم وبعد قطع المغرب لعلاقاته مع إيران؛ احتجاجًا على دعم الجبهة، يتزايد الفضول حول إمكانية وجود أطراف أخرى خفية تقف وراء النشاط العسكري المتزايد للجبهة العنيدة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com