محافظة الثروة والمال تعاني التهميش
محافظة الثروة والمال تعاني التهميشمحافظة الثروة والمال تعاني التهميش

محافظة الثروة والمال تعاني التهميش

يثار الكثير من الجدل في حضرموت شرق اليمن بخصوص طبيعة وضعها ومكانتها في شكل الدولة الجديدة القادمة، والجدل ازداد سخونة في محافظة الثروة والمال والأعمال مع اقتراب موعد انتهاء مؤتمر الحوار الوطني، وتعددت الرؤى والتصورات بشأن المحافظة التي لازالت تعاني ويلات النهب وهشاشة الأمن.

فالاختلالات الأمنية التي عكرت صفو الحياة العامة في المحافظة منذ عامين رسخت نزعة الاستقلالية في الإدارة والثروة لدى السكان، فلا يكاد يخلو حديث سياسي من مقولات من قبيل "حضرموت خط أحمر، أو حضرموت لأهلها".

ويتداول السياسيون رؤى متعددة بشأن مستقبل المحافظة، فهناك وثيقة تطالب بوضعها ضمن إقليم شرقي يضم أربع محافظات، بينما تدعو أخرى بتقرير المصير واستعادتها كدولة في حين يطالب آخرون بوضعها كولاية مستقلة بعد انفصال جنوب اليمن عن شماله والعودة لما قبل عام 1990م.

ويقول فؤاد راشد القيادي في الحراك الجنوبي المطالب بانفصال جنوب اليمن لـ "ارم": "الدولة التي نسعى لإقامتها هي دولة جنوبية فيدرالية، وعلى ضوئها ستكون حضرموت ولاية في إطارها ولها حكومة وبرلمان وقوانينها الخاصة لكن بشرط تحت السيادة الجنوبية".

ويشير إلى أن المحافظة لن تنهض بالآخرين في الوقت الذي لن ينهض الآخرون إلا بها، ويستبعد راشد تحقيق أي من الرؤى الأخرى واصفاً إياها بالأحلام الذاتية والشطحات الخيالية.

عضو مؤتمر الحوار الدكتور متعب بازياد يرى بأن وضع المحافظة ضمن إقليم شرقي سيحقق تطلعات أبنائها، ويؤكد بأن هذه الفكرة نابعة من مخاوف حقيقية لأبناء حضرموت من التهميش الذي مورس بحقهم خلال الفترات السابقة، ويطالب باستفتاء السكان على هذا الإقليم.

ومن جهته يقول لطفي بن سعدون المتحدث الإعلامي باسم العصبة الحضرمية: "لدينا مسلمات ثابتة أهمها حق تقرير المصير لشعب حضرموت خلال فترة مزمنة، ولا ضير في أن تكون فيدرالية في إطار اليمن الموحد أو حتى اليمن الجنوبي فيما لو تحقق الإنفصال".

وتؤيد العصبة فكرة الإقليم الشرقي بشرط السيادة على الأرض والثروة والحفاظ على الهوية الحضرمية من الطمس.

محمد بالطيف رئيس سياسية حزب الاصلاح الإسلامي بحضرموت قال: "الإصلاح أعلن منذ وقت مبكر تأييده لوثيقة "حضرموت الرؤية والمسار" التي تنص على أن تكون حضرموت إقليما ضمن اتحاد فيدرالي في أي تسوية جديدة تخرج بها البلد، وحددت الوثيقة نصيب حضرموت من السلطة أو الثروة"، ويرجع بالطيف تأييده لهذه الوثيقة إلى التهميش والإقصاء الذي عانى منه الحضام سابقاً، إضافة إلى ما تتميز به المحافظة من موروث ثقافي واجتماعي حسب قوله.

ويشير بالطيف في حديثه لـ "ارم": "إن شعور الحضارم بنيل حقوقهم والحفاظ على خصوصياتهم ضمن شكل الدولة الفيدرالية سيقضي على الشعور المتنامي لديهم بالرغبة في الانفصال الكامل عن الدولة الحالية".

وترفد حضرموت ميزانية الدولة الحالية بأكثر من 70 %، وبها أكبر الحقول النفطية في البلاد، وتعد كبرى محافظات الجمهورية من حيث المساحة.

وعلى أية حال تبقى حضرموت الرقم الأصعب في أي تسوية سياسية جديدة، ففي الوقت الذي تحاول أطراف سياسية كسب ود سكانها لتحقيق أكبر قدر من المكاسب مستقبلاً، تبدي قوى أخرى في شمال الوطن مخاوفها من نزعة الاستقلالية المتصاعدة في شرق البلاد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com