التوترات المحلية تلقي بظلالها على انتخابات لبنان
التوترات المحلية تلقي بظلالها على انتخابات لبنانالتوترات المحلية تلقي بظلالها على انتخابات لبنان

التوترات المحلية تلقي بظلالها على انتخابات لبنان

تلقي أعمال عنف سياسي، شملت الاعتداء على أحد المرشحين ومهاجمة مكتب مرشح آخر، بظلالها على أول انتخابات عامة لبنانية منذ تسع سنوات.

وستجرى الانتخابات المقرة يوم السادس من أيار/ مايو، وفقًا لقانون انتخابي جديد معقد، حيث يتوقع المحللون أن يشكل رئيس الوزراء سعد الحريري الحكومة الجديدة.

لكن القانون الجديد جعل من الصعب التكهن بنتيجة الانتخابات في بعض المناطق، وزاد ذلك من حدة التناحر المحلي وشجع الأحزاب على تكثيف حملاتها.

وقال عمر كبول، الرئيس التنفيذي للجمعية اللبنانية من أجل ديمقراطية الانتخابات، التي تضم مجموعة من مراقبي الانتخابات المستقلين: إنّ "التهديدات ضد المرشحين والمرشحات تتزايد اليوم، ونتوقع حتى الموعد الانتخابي أنّ تزيد ويزيد العنف على الأرض".

وأضاف أنّ "نتيجة الانتخابات اليوم غير محسومة، كلما كانت النتيجة غير محسومة كان الخوف أكثر والتجييش في الخطاب أكثر، وكانت هناك مخالفات تُترجم على الأرض بين أنصار المرشحين المتنافسين".

وبعد نحو 28 عامًا على الحرب الأهلية اللبنانية لا يتوقع أحد صراعًا كبيرًا، لكن البلد يعاني من نوبات متكررة من الاضطرابات السياسية التي أثّرت على الاقتصاد.

ويقسم نظام الحكم في لبنان السلطات وفقًا لحصص طائفية، فتتوزع مقاعد البرلمان البالغ عددها 128 مقعدًا بالتساوي بين جماعات مسيحية ومسلمة.

والاضطرابات التي وقعت حتى الآن كانت بين متنافسين من داخل الطائفة الواحدة.

وقال مصدر أمني: إنّ "الجيش تدخل مساء يوم الأحد لإنهاء مواجهة بين مؤيدين لأحزاب درزية متنافسة جنوبي بيروت، شملت إطلاق النار في الهواء. ونتجت المواجهة عن خلاف على ملصقات انتخابية".

وأكد مرشح شيعي مستقل، يوم الأحد، أيضًا أنّ "أنصارًا لجماعة حزب الله ضربوه في معقلهم في جنوب لبنان، حيث ينافس مرشحين من الحزبين الشيعيين الرئيسيين حزب الله وحركة أمل".

وقال المرشح الشيعي علي الأمين: إنّ "أكثر من 30 من أنصار حزب الله ضايقوه أثناء تعليقه ملصقًا انتخابيًا في قريته شقرا  بقضاء بنت جبيل".

وأضاف: "وأنا اتهم في العمق والجوهر جهة سياسية هي حزب الله بتدبير هذا الموضوع، وأحمّل المسؤولية الكبرى له. في بلدة فيها العديد من الصور لم يتحملوا وجود صورة لمرشح مخالف لهم".

من جهته، صرح علي صالح، رئيس المجلس المحلي الموالي لحزب الله، أنه "حادث فردي" وأصبح الآن بين يدي القضاء وقوات الأمن، مشيرًا إلى أنّ "علي الأمين مرشح وكل مرشح له الحق في ممارسة حملته الإعلامية وحملته الانتخابية".

مواجهة

وتشارك جماعة حزب الله المسلحة المدعومة من إيران في الانتخابات اللبنانية منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي، متمتعًا باحتكار ثنائي فعلي لأصوات الشيعة مع حركة أمل.

واكتسب حزب الله شرعية بين العديد من الشيعة لقتاله القوات الإسرائيلية التي احتلت جنوب لبنان حتى عام 2000.

وتأجلت الانتخابات البرلمانية ثلاث مرات، فيما يرجع أساسًا إلى فشل الساسة اللبنانيين في الاتفاق على قانون انتخابي جديد طالبت به الأحزاب المسيحية.

وأعاد القانون الجديد ترسيم حدود الدوائر الانتخابية وطرح نظامًا جديدًا للتمثيل النسبي، يقول الخبراء إنه صمم ليناسب اللاعبين الرئيسيين على الساحة السياسية، لكنه يترك مع ذلك قدرًا كبيرًا من عدم التيقن على المستوى المحلي.

وقال المرشح علي بدر: إنّ "مؤيدين لتيار المستقبل الذي يتزعمه الحريري هاجموا مكتبه في العاصمة وحطموا نوافذه في الأسبوع الماضي".

وأضاف بدر أنهم "في بادئ الأمر مزقوا ملصقاته ثم هاجموا أنصاره بعد تجمع انتخابي وهاجموا مكتب حملته، مما دفع بعض المتطوعين للانسحاب".

وأقر وزير الداخلية نهاد المشنوق، العضو في تيار المستقبل، في حديث تلفزيوني، بأن بعضًا من أنصار المستقبل نفذوا الهجوم.

وقال: إنّ "حراس بدر الشخصيين استفزوهم وإنّ الحراس أنفسهم كانوا قد هاجموا شخصية محلية".

وأشار بدر إلى أنّ "الأحزاب تعيش حالة من التوتر؛ لأنها لا تعرف إلى ماذا سيؤدي هذا القانون، وأنّ المعركة الانتخابية ستكون قوية في بيروت".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com