"المُجرَّب لا يُجرب".. فتوى للسيستاني حول الانتخابات تثير جدلًا في العراق
يحتدم الجدل في العراق بشأن فتوى للمرجع الشيعي علي السيستاني، تحض الناخبين على اختيار مرشحين لم يسبق لهم تولي مناصب حكومية أو كانوا نوابًا في البرلمان، حيث يجتهد كل تيار في تأويلها لصالحه.
ودعا المرجع السيستاني الناخبين إلى "عدم الانخداع بالخطب الرنانة، والوعود الزائفة، وعدم تجريب المجرب"، وشدد على ضرورة "البحث في ماضي المرشح، والتحقيق في نزاهته قبل التصويت له".
وتعليقًا على الموضوع قال رجل الدين رشيد الحسيني، إن عبارة "المجرب لا يجرب" تعني أن "السياسيين الذين جربناهم وكانوا فاشلين، وسرقوا البلد، يجب أن لا ندلي بأصواتنا لهم مرة ثانية".
ويخرج الحسيني في حديث له عن أدبيات الخطاب الديني الداعي للتصويت على أساس مذهبي، إلى خطاب جديد، يفضل التصويت لـ"المسيحي المؤتمن"، على "الشيعي الفاسد".
انتقادات للمرجعية الدينية
وقال المحلل السياسي مؤيد الجحيشي لـ"إرم نيوز" أن توجيهات المرجعية الدينية فيما يخص الانتخابات "لا تلبي رغبات الأحزاب السياسية، لذلك شنوا حملة شرسة ضدها، على خلاف فتوى الحشد الشعبي التي قوبلت بترحيب كبير".
ولفت إلى قيام بعض السياسيين بالتهكم على توصية المرجع السيستاني، حيث وجهت رئيسة كلتة إرداة النائبة حنان الفتلاوي، انتقادات لاذعة للمرجعية وقالت: إن "هذه التوصية تعبر عن جهل ومفاهيم خاطئة".
ونأى بعض رجال الدين عن الخوض في الموضوع، إذ أجاب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على سؤال حول توصية المرجعية الدينية "المجرب لا يجرب"، قائلًا إن "كلام المرجعية يجب أن يعلو فوق صوت الفساد"، وتابع "أما المقصود من هذه العبارة، فيمكن الاستعلام من المرجعية".
وبالتزامن مع ذلك برز سياسيون يدعون دعم المرجعية لهم، خصوصًا بعد كثرة التأويل حول توصية التصويت في الانتخابات، بحجة أنهم "غير مشمولين بتوصيتها؛ نظرا لعدم وجود مؤشرات فساد عليهم".
وحذر السياسي غالب الشابندر، الناخبين من "مسؤولين وكيانات سياسية تدعي دعم المرجعية لها في الانتخابات البرلمانية المقبلة" قائلا إن "بعض السياسيين عملوا على استمالة عقول وإرادة الناخبين عبر الإفتراء".
