بعد أن كانت مدينتهم مصدر الغذاء لدمشق.. سكان دوما يتزاحمون على الخبز
بعد أن كانت مدينتهم مصدر الغذاء لدمشق.. سكان دوما يتزاحمون على الخبزبعد أن كانت مدينتهم مصدر الغذاء لدمشق.. سكان دوما يتزاحمون على الخبز

بعد أن كانت مدينتهم مصدر الغذاء لدمشق.. سكان دوما يتزاحمون على الخبز

بعد أن كانت دوما مصدرًا للأغذية الطازجة للعاصمة السورية، بات سكانها الجوعى حاليًا يصطفون في طوابير للحصول على أرغفة خبز توزعها شاحنة مساعدات.

ومنذ أكثر من أسبوع الآن، صارت أعلام الحكومة السورية ترفرف فوق دوما، أكبر مدن منطقة الغوطة الشرقية الزراعية قرب دمشق، بعد أن استسلم مقاتلو المعارضة بعد خمس سنوات من الحصار.

وقالوا إن هجومًا بالأسلحة الكيماوية شنه الرئيس بشار الأسد واستتبع ضربات جوية غربية يوم السبت حملهم على الاستسلام، غير أن الأسد يقول إن هجومًا من هذا القبيل لم يقع في الأساس.

ولم يتمكن مفتشو الأسلحة الكيماوية الدوليون من زيارة دوما اليوم الاثنين، إذ قالت بريطانيا إن سوريا وروسيا لم تتمكنا من ضمان أمنهم، بينما أنحت روسيا باللائمة في التأجيل على الضربات الغربية يوم السبت.

ومع ذلك أظهرت جولة في دوما نظمتها الحكومة لوسائل الإعلام انتشار قوات الأمن في شارع قرب رسم على جدار خلفه مقاتلو المعارضة، وأفرادا من الشرطة العسكرية الروسية تجوب الشوارع.

وتزاحم السكان في طابور طويل للحصول على الخبز والأرز والمعكرونة التي توزعها شاحنات مساعدات حكومية.

وقال معاون قائد الشرطة في ريف دمشق العميد أمين دركوش وهو ينظر إلى العشرات من الرجال والأطفال والنساء وهم يركضون خلف شاحنة ترمي عليهم الخبز "انظروا إلى هذا المشهد المذل، الناس هنا كانوا يأكلون خبز الشعير".

مخازن الغذاء

وقالت الأمم المتحدة إنه كان هناك نقص حاد في الغذاء في الغوطة الشرقية خلال الحصار الحكومي، بيد أن جماعة المعارضة الرئيسية هناك قالت إن مخازنها كان بها ما يكفي عامًا آخر.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الحرب من مقره في بريطانيا أن السكان الجوعى اكتشفوا موقع احتياطيات الغذاء الكبيرة بعدما غادر المسلحون، وخلال الحصار، كانت السلع الأساسية متوفرة في الغوطة الشرقية ولكن بأسعار باهظة.

وكان كل ما حول دركوش يشير إلى أسابيع من القصف الذي أنهى الحصار وكان من بين أعنف الحملات في الحرب.

ويعيش معظم من بقي من السكان في مبان مدمرة وشوارع تملؤها الأنقاض وبقايا أثاث المنازل.

وفي شارع عمر بن الخطاب، وقفت مجموعة من الشبان المصابين يستندون إلى عكاكيز.

ولم يعد يتبقى من قوات المعارضة سوى شعارات مكتوبة بالطلاء على الجدران وواجهات المحال منها "أرض الأبطال ومصنع الرجال، الغوطة الشرقية" و "دوما مقبرة الشبيحة".

وخارج أطلال صيدلية فيها القليل من الأدوية، وقفت مجموعة من النساء المنتقبات يأملن في الحصول على دواء.

وقالت إحداهن: " ابني أصيب جراء سقوط قذيفة على منزلنا، لا يوجد لا دواء لعلاجه ولا ضمادات لعلاجه، رجله مهددة بالبتر، أرشدونا ماذا نفعل".

ولم تشمل الجولة الحكومية اليوم المبنى الذي قال عمال إنقاذ ومسعفون إن عشرات الأشخاص قتلوا فيه بغاز سام بينما كانوا يحتمون من القصف في السابع من أبريل/ نيسان.

مستشفى تحت الأرض

وصل مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى دمشق يوم الجمعة وما زالوا ينتظرون زيارة دوما.

ونفى الأسد، الذي يحظى بدعم من روسيا أقوى حلفائه، استخدام مثل هذه الأسلحة أو امتلاكها، وبعد ساعات من ورود الأنباء عن الهجوم وافق مقاتلو المعارضة الذين يسيطرون على دوما على الانسحاب.

ويقع المستشفى الذي يعالج فيه ضحايا الهجوم تحت الأرض مختفيا تحت مبنى إسمنتي كبير يتبع وزارة الزارعة تحمل جدرانه آثار أعوام من الحرب من علامات وثقوب.

والأنفاق الضخمة المقببة كبيرة بما يكفي للسماح لسيارات الإسعاف بالنزول إلى الأقبية والغرف التي حفرت تحت المدينة، ولا يزال المستشفى، الذي يضم غرفة عملية وجناحا للعناية المركزة، مستخدما.

وقال مروان جابر وهو طالب في كلية الطب بالمستشفى للصحفيين أثناء جولة طبية بأن أيا من المرضى الذين وصلوا تلك الليلة لم يتعرض لإصابات جراء أسلحة كيماوية وإنما للاختناق بسبب الغبار والدخان نتيجة القصف.

وقالت جماعات إغاثة طبية ومنظمة الخوذ البيضاء إن مثل هذه التصريحات التي بثها التلفزيون الرسمي خلال الأيام الأخيرة انتزعت بالإكراه.

وتقول منظمات إغاثة إن عشرات الرجال والنساء والأطفال قتلوا واستخدمت لقطات لضحايا صغار تخرج من أفواههم الرغى ويبكون ألمًا في تبرير التدخل الغربي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com