ليس بينها أزمة قطر.. ملفات "شائكة" على طاولة القمة العربية في الظهران
ليس بينها أزمة قطر.. ملفات "شائكة" على طاولة القمة العربية في الظهرانليس بينها أزمة قطر.. ملفات "شائكة" على طاولة القمة العربية في الظهران

ليس بينها أزمة قطر.. ملفات "شائكة" على طاولة القمة العربية في الظهران

على ساحل الخليج العربي، بمدينة الظهران السعودية، تنطلق القمة العربية، الأحد المقبل، في دورتها الـ 29، وعلى طاولتها 7 ملفات شائكة.

وتتمثل تلك الملفات، وفق مصادر دبلوماسية، في "القضية الفلسطينية، والأوضاع في سوريا، واليمن، وليبيا، ومحاربة الإرهاب، والتدخلات الإيرانية، والخلافات العربية البينية".

وانطلقت الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية، الثلاثاء الماضي، في العاصمة السعودية الرياض؛ على مستوى وزراء الخارجية، للاعداد لاجتماع القمة.

وتكتسب "قمة الظهران" حسب مراقبين أهمية، كونها تعقد في السعودية التي تتمتع بثقل على الساحة العربية وفي منظومة العمل العربي المشترك، فضلًا عن المشاركة الواسعة المنتظرة للقادة العرب في تلك القمة، والتي ستصل إلى 18 من الرؤساء والملوك والأمراء العرب.

وتأتي الملفات المطروحة على طاولة القمة كالتالي:

القضية الفلسطينية

أعاد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 6 ديسمبر/ كانون الأول 2017، اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إليها، بجانب التصعيد الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في ذكرى "يوم الأرض" 30 مارس/ آذار الماضي، وما تلاها من مواجهات، القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث من جديد.

وفي هذا الصدد، أكد حسام زكي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية في تصريحات صحفية مؤخرًا، أن "الملف الفلسطيني يعد الأبرز والأقدم في الملفات المعروضة على القمم العربية"، وسيطرح بشكل خاص في قمة الظهران.

كما تحدث مصدر دبلوماسي عربي رفيع المستوى، على هامش الاجتماعات التحضيرية بالرياض، عن "ضرورة أن تتناول القمة، القضية الفلسطينية من جانبين مهمين، هما المشاكل اليومية والقضايا الاستراتيجية".

وأوضح المصدر، مفضلًا عدم ذكر اسمه، أن "مسيرات الأرض وما نجم عنها من عنف إسرائيلي مفرط، مدانة بالطبع إلا أنها ليست جديدة وتدخل تحت إطار الممارسات اليومية، ويجب ألا تبعدنا عن الإشكاليات الضخمة في القضية الفلسطينية".

وشدَّد على أن "النقطة المهمة في طرح القضية الفلسطينية بقمة الظهران، وضع القدس والمفاوضات ومصير العملية السياسية والوساطة الأمريكية".

وأقر آخر مؤتمر قمة يعقد بالسعودية، عام 2007، بحضور وفود من غالبية الدول العربية، تفعيل مبادرة السلام العربية بعد 5 سنوات من إطلاقها، ودعت إسرائيل إلى القبول بها، وهو ما ينتظر أن تعيد قمة الظهران التأكيد عليه.

ومبادرة السلام العربية أطلقها العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتنص على: "إقامة دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينين، وانسحاب إسرائيل من هضبة الجولان السورية المحتلة، والأراضي التي لا تزال محتلة جنوبي لبنان، مقابل اعتراف الدول العربية بإسرائيل وتطبيع العلاقات معها".

وتوقفت المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية في أبريل/ نيسان عام 2014 بعد رفض إسرائيل وقف الاستيطان والقبول بحل الدولتين على أساس حدود 1967 والإفراج عن معتقلين من السجون الإسرائيلية.

الأزمة السورية

مثَّلت التطورات الأخيرة على الساحة السورية وآخرها الهجوم الكيميائي على مدينة دوما بريف العاصمة السورية دمشق، منعطفًا خطيرًا في تلك الأزمة، ستلقي بظلالها السلبية على "قمة الظهران"، حسب مراقبين.

ورغم أنه لن يطرأ أي جديد بالنسبة لمقعد سوريا "المجمد" منذ العام 2012 خلال مناقشات قمة الظهران، إلا أن الوضع السوري المأساوي سيحظى بمناقشات مستفيضة من القادة العرب خاصة في ظل التطورات المتلاحقة على الأرض السورية والمعاناة الشديدة للمدنيين.

وقتل 78 مدنيًا على الأقل وأصيب المئات السبت الماضي، جرّاء هجوم كيميائي للنظام السوري على دوما، آخر منطقة تخضع للمعارضة في الغوطة الشرقية بريف دمشق.

وكان من تداعيات ذلك هجوم متبادل بين واشنطن وموسكو، وتهديدات من الأولى بتوجيه ضربات عسكرية في الداخل السوري تستهدف النظام وداعميه.

الأزمة اليمنية

تنتظر قمة الظهران، مناقشة محتملة للأوضاع اليمنية، التي وصلت مرحلة شديدة السوء؛ نظرًا لتفاقم الأوضاع الإنسانية هناك.

وتعقد قمة الظهران في وقت يعكف فيه المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن، مارتن جريفيث، على استيعاب ملف اليمن في هذه المرحلة بأبعاده السياسية والعسكرية والإنسانية.

وفي هذا الصدد، قال مصدر بالجامعة العربية: إن "إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع من قبل الحوثيين على الأراضي السعودية سيحظى باهتمام خاص ومناقشات مستفيضة خلال القمة".

وأشار المصدر إلى أن "إطلاق الصواريخ يعتبر تصعيدًا خطيرًا ومقلقًا للغاية ليس بسبب استهدافه الصريح للسعودية فقط، بل بسبب توسيع دائرة الصراع خارج اليمن، وهو ما بدى واضحًا خلال الآونة الأخيرة".

الأزمة الليبية 

تمثل الأزمة الليبية إحدى أبرز الأزمات العربية، وهو ما أكده الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط، أمام قمة الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا في يناير/ كانون الثاني الماضي بالقول، إن الأزمة في ليبيا تمثل أولوية مشتركة للجامعة وللاتحاد الأفريقي.

وتواصل المفوضية الوطنية للانتخابات في ليبيا الإعداد لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية، في سبتمبر/أيلول المقبل، للخروج من نفق الفراغ الدستوري، وأزمة تعدد الشرعيات في البلاد.

ويتصارع على النفوذ والشرعية في ليبيا قطبان؛ الأول حكومة الوفاق في العاصمة طرابلس (غرب)، المسنودة بالمجلس الأعلى للدولة، والثاني القوات التي يقودها خليفة حفتر، والمدعومة من مجلس النواب في شرق البلاد.

التدخلات الإيرانية

حسب تصريحات لمحمود عفيفي، المتحدث باسم الأمين العام للجامعة العربية، فإن "التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية"، سيطرح بقوة أمام قمة الظهران.

وقال عفيفي، في تصريحات صحفية، إن "التدخل الإيراني ينطوي على تغذية للعنصر الطائفي في المنطقة العربية، ويمكن أن يتسبب في إحراق مجتمعات بأكملها".

وتقول الجامعة وفق بيانات بين الحين والآخر، إنها تدين التدخلات الإيرانية في الخليج وعدة دول بالمنطقة، بينها سوريا واليمن، مطالبة إياها وحزب الله اللبناني المدعوم من طهران بالتراجع عن ذلك.

مكافحة الإرهاب

تعد مكافحة الإرهاب، إحدى الموضوعات الرئيسة على جداول أعمال القمم العربية في السنوات الأخيرة، في ظل تهديد الظاهرة للأمن القومي العربي والدولي.

ويرى مراقبون، أن الحلول العسكرية والأمنية وحدها غير كافية لدحر الإرهاب، حيث بات من المهم ضرورة اعتماد استراتيجية عربية شاملة متعددة الأبعاد لمكافحة الإرهاب ومنع وقوعه، تتضمن الأبعاد السياسية والاجتماعية والقانونية والثقافية والإعلامية والدينية.

وفي قرار حول مكافحة الإرهاب، أدان القادة العرب، في قمة "البحر الميت" بالأردن، مارس/ آذار 2017، "بكل حزم كافة أشكال العمليات الإجرامية التي تشنها المنظمات الإرهابية في الدول العربية وعلى المستوى الدولي".

الخلافات العربية البينية

منذ نحو عام تواصل كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها مع قطر، وفرض "إجراءات عقابية" عليها، بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعية العربية بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.

وأوضح مصدر دبلوماسي عربي، أن الأزمة الخليجية غير مدرجة على أعمال القمة، إلا أنها "قد تكون محلًا لمشاورات جانبية بين عدد من القادة العرب".

وإزاء انعقاد قمة الظهران، في ظروف عربية مليئة بالتحديات، يرى مراقبون أنه من غير المتوقع أن يحدث اختراق لأي من تلك الملفات والأزمات الشائكة المعروضة على القمة، ويبدو أن مسألة تبنيها مواقف من شأنها تمكين الدول العربية من التصدي بفاعلية لتلك التحديات والتهديدات الراهنة تبقى "مجرد حبر على ورق وأمنيات".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com