هل تشارك إسرائيل في تحديد "بنك الأهداف" قبيل الضربة الأمريكية المزمعة ضد سوريا؟ 
هل تشارك إسرائيل في تحديد "بنك الأهداف" قبيل الضربة الأمريكية المزمعة ضد سوريا؟ هل تشارك إسرائيل في تحديد "بنك الأهداف" قبيل الضربة الأمريكية المزمعة ضد سوريا؟ 

هل تشارك إسرائيل في تحديد "بنك الأهداف" قبيل الضربة الأمريكية المزمعة ضد سوريا؟ 

في ظل حالة التوتر التي تخيّم على الساحة السورية؛ تحسبًا لتنفيذ الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية ضربات عسكرية هناك، تتحدث مصادر إسرائيلية عن فرصة سانحة أمام تل أبيب لاستغلال هذا الوضع.

وتعتقد تل أبيب أن عليها الاستعداد لانتقاء سلسلة من الأهداف ومن ثم توجيه ضربات عسكرية ضدها، طالما تشكل هذه الأهداف من وجهة نظرها خطرًا مباشرًا، وكانت قد أدرجت ضمن "الخطوط الحمراء" التي حددها الجيش الإسرائيلي في وقت سابق.

ومنذ اندلاع الحرب السورية قبل 7 سنوات، أعلنت إسرائيل على المستوى الرسمي أنها لن تتورط في تلك الحرب، لكنها حددت "خطوطًا حمراء" وقالت إنها تعمل بمقتضاها على "منع تهريب السلاح الإيراني عبر سوريا إلى حزب الله في لبنان"، لكنها بعد ذلك أدرجت مسألة التواجد الإيراني في سوريا ضمن المخاطر التي ستعمل على التصدي لها، قبل أن تصطدم بقيود نسبية فرضها التواجد الروسي هناك.

استغلال الضربات

وعكست المصادر الإسرائيلية عبر موقع "mivzaklive" العبري، اليوم الثلاثاء، وجود نزعة لدى تل أبيب لاستغلال الضربات العسكرية الأمريكية الوشيكة؛ من أجل تحقيق الأهداف التي أعاقها التواجد الروسي نسبيًا، لا سيما أن مسألة حرية تحليق مقاتلات سلاح الجو في سماء سوريا ما زالت أمرًا محفوفًا بالمخاطر، وهو ما يظهر في حقيقة أن تنفيذ الغارات الأخيرة جاء عبر المجال الجوي اللبناني، فضلًا عن واقعة إسقاط مقاتلة إسرائيلية من طراز "إف- 16" عقب عودتها من المجال الجوي السوري في شباط/ فبراير الماضي.

وزعمت المصادر أن العديد من الأهداف داخل سوريا ما زالت تشكل خطرًا على إسرائيل، وتعد ضمن الخطوط الحمراء التي حددتها، على غرار قاعدة (T4) الجوية التي استهدفها القصف الأخير، مضيفة أنه على إسرائيل استغلال الوضع الراهن لتدمير الأهداف التي تشكل خطرًا.

وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية كثيرًا عن عدم السماح لإيران بترسيخ تواجدها على مقربة من الحدود الإسرائيلية، قبل أن تتحول لهجة الحديث لتصبح "عدم السماح لإيران بترسيخ أقدامها في سوريا في المجمل"، وأدرجوا هذا الأمر على رأس الأولويات فيما يتعلق بالساحة السورية.

خيارات إسرائيل

وتمتلك إسرائيل بحسب الموقع خيارين، الأول هو مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسماح لها بالانضمام إلى الهجمات الغربية المزمعة، بشكل غير رسمي، والخيار الثاني يتمثل في عدم مشاركتها بدور أساسي في الهجمات والاكتفاء بتوفير المعلومات الاستخباراتية، وتحديد بنك الأهداف الذي ينبغي على الدول الغربية مهاجمتها، بما يدرأ الخطر عن إسرائيل.

وفي الوقت ذاته، تحدث البروفيسور إيال زيسر، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب، لصحيفة "إسرائيل اليوم" عن الخطوط الحمراء التي حددتها إسرائيل، لافتًا إلى أن "أساس الخطر الذي تخشاه تل أبيب يتعلق بما وصفه محور الشر الذي يضم النظام السوري وإيران وحزب الله اللبناني الشيعي".

وربط زيسر بين ما وصفه بـ"العقاب الأمريكي" الوشيك ضد سوريا، على خلفية استخدام الغازات السامة ضد المدنيين في مدينة دوما، وبين الغارة التي نسبت لإسرائيل واستهدفت قاعدة "التيفور/ T4" الجوية السورية، ليلة الإثنين، وافترض أن تمضي إسرائيل في تطبيق سياساتها مهما كانت نتائج الضربات الأمريكية المفترضة، وحتى لو نفذ ترامب رؤيته بعد ذلك، وسحب القوات الأمريكية من سوريا.

جرأة إسرائيلية

وفي الوقت الذي حذّرت فيه موسكو إسرائيل مرارًا وتكرارًا من تنفيذ هجمات داخل سوريا، منذ الغارة التي انتهت بسقوط المقاتلة الإسرائيلية قبل شهرين، هاجمت إسرائيل قاعدة "التيفور" الجوية، غير آبهة بردة الفعل الروسية، والتي جاءت حادة للغاية، وشملت استدعاء السفير الإسرائيلي لدى موسكو واتهام إسرائيل بشكل مباشر في الوقوف وراء الغارات والتهديد بوقف منظومة التنسيق المشترك.

وسبق كل ذلك دعوات صريحة مثل تلك التي أطلقها رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق عاموس يدلين، لشن هجمات على سوريا، واستغلال التقارير التي تتحدث عن هجوم نفذه النظام السوري باستخدام مواد كيميائية سامة، على مدينة دوما بريف دمشق، مطالبًا بتدمير أسطول المروحيات العسكرية التابعة للجيش السوري بشكل كامل، وداعيًا الرئيس الأمريكي لضرب منظومة إنتاج وإطلاق السلاح الكيميائي في سوريا.

وتدل جميع هذه التطورات، لا سيما مع الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قاعدة "التيفور" في هذا التوقيت، على أن الاستعدادات الأمريكية لتوجيه ضربات ضد سلسلة من الأهداف في سوريا منحت إسرائيل مزيدًا من الجرأة للمضي في تحدي واستفزاز موسكو، بعد أن كانت تلوم الأمريكيين على تركهم للرئيس فلاديمير بوتين ليصبح صاحب الكلمة العليا في المنطقة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com