"جمعة الكوشوك" تخلق وضعًا إشكاليًا "خطيرًا" لم يعهده الجيش الإسرائيلي
"جمعة الكوشوك" تخلق وضعًا إشكاليًا "خطيرًا" لم يعهده الجيش الإسرائيلي"جمعة الكوشوك" تخلق وضعًا إشكاليًا "خطيرًا" لم يعهده الجيش الإسرائيلي

"جمعة الكوشوك" تخلق وضعًا إشكاليًا "خطيرًا" لم يعهده الجيش الإسرائيلي

ذكرت مصادر إسرائيلية، أن التقديرات التي نشرها الجيش بشأن طريقة تعاطيه مع فاعليات "جمعة الكوشوك" واعتباره أنه نجح في السيطرة على التظاهرات الفلسطينية عند السياج الأمني، هي تقديرات إشكالية إلى حد كبير.

وتساءلت المصادر عن أسباب امتناع المؤسسة العسكرية والمستوى السياسي عن اتخاذ قرار بمنع حماس من مواصلة الفاعليات من هذا النوع، وعدم دفع الحركة للتوقف، من خلال تحميلها ثمنًا باهظًا.

وبحسب موقع "ديبكا" الاستخباراتي الإسرائيلي، يفتخر الجيش بأن أعداد القتلى الفلسطينيين في "جمعة الكوشوك" تراجع إلى 8 قتلى، فضلًا عن تراجع أعداد الإصابات خلال الموجة الثانية من الاحتجاجات الفلسطينية التي كانت قد بدأت بالتزامن مع إحياء ذكرى "يوم الأرض"، كما أنه يتحدث عن تراجع أعداد المشاركين بنسبة الثلث.

وأشار جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى أن ثمة تراجعًا ملحوظًا في أعداد المصابين في الموجة الثانية للاحتجاجات "جمعة الكوشوك" مقارنة بالموجة الأولى، تلك التي أطلق عليها "مسيرة العودة الكبرى".

وقال إن عدد الإصابات بلغت ألف إصابة، من بينهم 293 أصيبوا بنيران الجيش الإسرائيلي، فيما جاءت غالبية الإصابات جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.

ويعتبر الاحتلال أن حركة حماس فشلت في حشد جموع الفلسطينيين يوم أمس الجمعة، للمشاركة في الموجة الثانية من الاحتجاجات، وأن التكتيك الخاص بالحركة الذي اعتمد على عمل سحابة من الدخان على امتداد السياج الأمني لتشويش رؤية القناصة الإسرائيليين، ومنعهم من استهداف من يقتربون من السياج فشلت بشكل جزئي، كما أن استخدام المرايا لعكس ضوء الشمس على أعين القناصة لم تفلح إطلاقًا.

وطبقًا لما أورده موقع "ديبكا" فقد فشلت حماس في محاولات اختراق السياج الأمني، والتسلل إلى الجانب الإسرائيلي، دون أن يستبعد تطور الأمور في أية لحظة، لكن مصادر الموقع ذهبت إلى أن نظرة الجيش إلى ما سبق على أنه نجاح في مواجهة "جمعة الكوشوك" هي نظرة إشكالية بشكل خطير.

واعتبر مراقبون أن استخدام مصطلح "نجاح" للتعبير عن نتائج أحداث الأمس ربما يكون مبررًا، لو كانت حماس قد أعلنت عن انتهاء الفاعليات والأعمال الاحتجاجية، أو على الأقل عن تهدئة، لكن الحركة التي تسيطر على غزة لا تمتلك نوايا لذلك، وبعد أسبوعين من الاحتجاجات وجد الجيش الإسرائيلي نفسه مضطرًا للدفع بقوات كبيرة إلى السياج الأمني مع القطاع.

وخلقت التظاهرات الفلسطينية واقعًا جديدًا لم يكن قائمًا في السنوات الماضية على الإطلاق، فبعد أن كانت صواريخ المقاومة هي العنوان الرئيس، فيما تقوم إسرائيل بالرد على إطلاق الصواريخ بقصف أهداف داخل غزة، وتتدخل أطراف إقليمية لاحتواء الموقف، لكن الأحداث الأخيرة تختلف عن الوضع المشار إليه، وتعد أسوأ بكثير بالنسبة لإسرائيل مقارنة بصواريخ القسام التي كانت تسقط في أماكن مفتوحة.

ويرى الموقع الإسرائيلي أن حماس نجحت حاليًا في ضرب الجيش الإسرائيلي من دون أن تتدخل قواتها العسكرية إطلاقًا ومن دون أن تخشى سقوط ضحايا تابعين لها، فقد تبيّن أن غالبية الإصابات والقتلى الفلسطينيين من المواطنين العاديين.

وتساءل الموقع: "لماذا لم يعمل الجيش الإسرائيلي حتى الآن لإنهاء تلك التظاهرات، ولا سيما من خلال تفكيك الخيام المنصوبة عند السياج في الجانب الفلسطيني، ومن خلال إحباط جميع التجهيزات التي تقوم بها حماس بشكل مسبق قبل بدء التظاهرات؟، كما تساءل لماذا لا يقوم بضرب أهداف للحركة في عمق قطاع غزة كرد على موجة التظاهرات؟.

وتساءل أيضًا هل هناك احتمال أن يستمر الوضع الراهن حتى منتصف آيار/ مايو المقبل؟، ولماذا لا يعمل الجيش الإسرائيلي على سلب زمام المبادرة من حركة "حماس"؟، مضيفًا أن هناك احتمالًا أن رسالة إسرائيل للحركة هي أنه في حال نفّذت هجومًا في العمق الإسرائيلي فإنه سيرد في عمق غزة.

وبين الموقع أن الحركة ربما فهمت الرسالة وأدركت أنها قادرة على تنظيم تظاهرات على امتداد السياج الأمني من دون أن يتدخل الجيش أو يقوّض تلك الأنشطة، معتبرًا أن الرسالة التي وجهها الجيش لـ"حماس" بهذه الطريقة هي رسالة خاطئة، وأن عليه أن يعدّلها سريعًا وإلا سوف تخرج التظاهرات عن السيطرة.

وشارك آلاف الفلسطينيين بالأمس في التظاهرات للمطالبة بفك الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007، وعودة اللاجئين الفلسطينيين، فضلًا عن إعلان رفضهم المحاولات الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com