انتقادات حادة ومطالب بالتحقيق.. مسيرات غزة تحرج إسرائيل داخليًا ودوليًا
انتقادات حادة ومطالب بالتحقيق.. مسيرات غزة تحرج إسرائيل داخليًا ودوليًاانتقادات حادة ومطالب بالتحقيق.. مسيرات غزة تحرج إسرائيل داخليًا ودوليًا

انتقادات حادة ومطالب بالتحقيق.. مسيرات غزة تحرج إسرائيل داخليًا ودوليًا

أثار عنف جيش الاحتلال الإسرائيلي في تصديه للمتظاهرين الفلسطينيين السلميين قرب السياج الحدودي مع قطاع غزة، ردود فعل عالمية وعربية وحتى إسرائيلية تستنكر بشدة طريقة تعامل حكومة الاحتلال مع مسيرات "يوم الأرض"، الجمعة الماضية.

اللافت من بين ردود الأفعال تلك، هو هجوم من مسؤولين إسرائيليين وجمعيات حقوقية ضد قيادة الجيش ووزير الداخلية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، بعد استخدام الاحتلال القوة المفرطة مع المتظاهرين ما أدى لاستشهاد 16 فلسطينيًا، مع تصاعد التحذيرات من تكرار السيناريو ذاته في التعامل مع أهالي غزة حال خروجهم مجددًا نحو الحدود الجمعة المقبلة.

واتهمت العديد من الجهات الدولية إسرائيل بارتكاب "مجزرة" بحق الغزيين العزل.

حملة داخلية

وتقود زعيمة حزب "ميرتس" الإسرائيلي اليساري، تامار زاندبيرغ، على مدار الأيام الماضية، حملة ضد الجيش الإسرائيلي، داعية من خلالها لفتح تحقيق عاجل في الجرائم التي ارتكبها الجيش بحق متظاهري "يوم الأرض".

وقالت زاندبيرغ إن "فتح تحقيق حقيقي ينبغي أن يبدأ على الفور بهدف استخلاص الدروس والامتناع عن حدوث تصعيد آخر"، مطالبة بـ"رفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وبحث تقديم تسهيلات إنسانية لسكانه بدلًا من المضي في إشعال الأوضاع وإثارة موجة عنف جديدة".

موقف زاندبيرغ، دعمه ميكي غيتسين، رئيس الفرع المحلي لـ"الصندوق الجديد لإسرائيل"، وهو منظمة أمريكية تستهدف تعزيز الديمقراطية والمساواة في البلاد، ووصف الجيش الإسرائيلي بـ"جيش الاحتلال".

كما نظمت جمعية نسائية إسرائيلية تحمل اسم "تحالف النساء للسلام" تظاهرة للتنديد بالمجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين المشاركين بالمسيرة، وحمل المشاركون لافتات كتب عليها "أوقفوا المذبحة.. ارفعوا الحصار".

وفصلت إسرائيل مذيعًا إخباريًا، بعد منشور له عبّر من خلاله عن أسفه كونه إسرائيليًا بعد سقوط ضحايا فلسطينيين في أحداث قطاع غزة يوم الجمعة الماضية ليرد عليه ليبرمان "قائلًا: "نحن أيضًا نخجل بسبب وجود مذيع مثل كوبي في إذاعة الجيش، ومن الأفضل أن تغادر الإذاعة".

فيما سخر ناشط حقوق إنسان يهودي من ادعاءات الحكومة الإسرائيلية، بأن حركة حماس هي المسؤولة عن المجزرة التي ارتكبها الجنود الإسرائيليون ضد المتظاهرين الفلسطينيين الجمعة الماضية، مؤكدًا أن "تل أبيب أصبحت لديها الخبرة في تبرئة نفسها من الجرائم".

ووصف حجاي العاد مدير مركز "بتسيلم" الحقوقي، قطاع غزة، بأنه "سجن كبير تتم إدارته من قبل السجانين الإسرائيليين من الخارج" في إشارة منه للحصار الإسرائيلي على القطاع البالغ عدد سكانه نحو مليوني نسمة.

 موقف الكنيست

من جهته، قال عضو الكنيست الإسرائيلي جمال زحالقة: "على صعيد دورنا كأعضاء كنيست عرب قمنا بالمشاركة في فعاليات يوم الأرض، وأنا شخصيًا انتقدت إسرائيل واتهمتها بارتكاب جرائم حرب ضد المواطنين العزل في غزة".

وأضاف في تصريح لـ"إرم نيوز": "ننوي عقد كثير من الفعاليات في الأيام المقبلة للتضامن مع أهل غزة"، معتبرًا "الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، ووقوف العالم بأجمعه مع غزة يعني أنهم كشفوا الرواية الإسرائيلية الكاذبة التي حاولت خلالها إسرائيل تصويرها على مدار 70 عامًا".

بدوره، قال أيمن عودة النائب في الكنيست الإسرائيلي، رئيس "القائمة العربية المشتركة"، إن "الادعاءات الإسرائيلية حول ما حصل الجمعة الماضية غير صحيحة، وإسرائيل هي السبب في تدهور الأوضاع بغزة، كما أنها المسؤولة عن حالة اليأس التي يعيشها الفلسطينيون في القطاع".

وأضاف خلال لقاء مع القناة العاشرة الإسرائيلية: "أطبقت حصارها على غزة وأغلقت الأبواب والمعابر ورمت المفتاح في البحر"، وبعدها قالت إنها "ليست مسؤولة".

وتابع عودة أن "حماس ليست هي السبب في تردي الأوضاع بغزة، وأنها انضمت للمسيرة تعبيرًا عن رفضها للسياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين وخصوصًا اتجاه المواطنين في غزة".

وأشار إلى أن "إسرائيل ترى أي احتجاج أو تظاهرة فلسطينية أمرًا غير شرعي، في حين ترى أن قتلها للفلسطينيين واستخدامها الأسلحة ضدهم أمر شرعي"، محذرًا من "عدم الهدوء في القطاع قبل تحقيق سلام شامل".

قنبلة موقوتة

من جهته اعتبر محلل الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل، أن "حركة حماس نجحت عبر مسيرة العودة في إعادة ما سماها القنبلة الموقوتة بغزة، إلى طاولة الاهتمام الدولي".

وأكد في مقال له، أن "يوم الجمعة الماضي كان أصعب يوم في غزة، منذ نهاية عملية الجرف الصامد (حرب عام 2014)"، متسائلًا: "ماذا سيحدث الآن، بعد إثبات سياسة إطلاق النار العدوانية للجيش الإسرائيلي تجاه المتظاهرين؟".

ورأى هرئيل أن حماس "التي شجعت الجمهور على المشاركة في مسيرة العودة والتظاهر بالقرب من السلك العازل، وجدت طريقة أكثر فعالية للاحتكاك مع الجيش الإسرائيلي، مقارنة بنيران الصواريخ والهجمات عبر الأنفاق"، حسب وصفه.

وأوضح أن "أحداث الجمعة أدت إلى إعادة الاهتمام الدولي بقطاع غزة، بعد شهور من عدم الاكتراث، حيث طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بإجراء تحقيق مستقل في ظروف عمليات القتل التي وقعت.

وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن "الأحداث قرب السياج تخدم حماس، وقد بات يمكنها تسجيل إنجاز واحد لنفسها، إلى جانب إعادة الاهتمام الدولي بما يجري في غزة"، لافتًا إلى أن "مظاهرات الجمعة أشغلت عددًا كبيرًا من القوات العسكرية، والقيادة العليا للجيش".

ورجح هرئيل أنه "مع مرور الوقت قد تؤثر تلك المظاهرات على برنامج التدريب في الجيش الإسرائيلي، الذي تم تعزيزه مؤخرًا".

جرائم حرب

بدوره قال الخبير في الشؤون الاستراتيجية عماد أبو عودة، إنه "ما من شك أن إسرائيل حتى قبل انطلاقة مسيرة العودة تخشى من تشويه صورتها أمام العالم، وكثير من الكتاب على مواقع عبرية كانوا يحذرون من أنه إذا زاد عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا أو أصيبوا فإن ذلك سيعتبر انقلاباً على إسرائيل".

وأضاف في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن "سلمية المظاهرات وعدم وجود أي ردود فعل قاسية من قبل الفلسطينيين المشاركين في مسيرات العودة، واستهداف المدنيين من إسرائيل، جعلها في موقف محرج في الكثير من المحافل الدولية، حتى أن بعض أعضاء الكنيست اليهود اعتبروا ما مارسته إسرائيل بحق الفلسطينيين جرائم حرب".

مواصلة القتل

من جانبه أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي، أنه سيواصل سياسة إطلاق النار في قطاع غزة، ردًا على المطالبات الدولية بالتحقيق في الجرائم التي ارتكبها الجمعة الماضية.

وأكدت مصادر عسكرية إسرائيلية، أن "نشر القوات الإسرائيلية في المنطقة، سيستمر، ولا تغيير في تعليمات إطلاق النار ضد كل من يحاول اجتياز السياج الحدودي بالرغم من الانتقادات"، وفق ما نقلته قناة "مكان" الإسرائيلية التي أوضحت أن "إسرائيل تعارض إجراء تحقيق دولي في أحداث قطاع غزة".

ورفضت إسرائيل الخضوع لأي تحقيق بشأن الأحداث التي جرت على حدود غزة، حيث قال وزير الدفاع ليبرمان: "لن تتعاون مع أي لجنة دولية، تعتزم التحقيق بالأحداث التي وقعت الجمعة الماضية، على الحدود مع قطاع غزة".


وأعرب ليبرمان في مقابلة مع الإذاعة العبرية عن "استيائه من الأصوات الدولية والإسرائيلية الداخلية من أحزاب اليسار، خاصة حزب ميرتس بشأن مطالبتهم بتشكيل لجنة تحقيق في ما جرى على الحدود".



الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com