ما دوافع إسرائيل لاستخدام الذخيرة الحية صوب متظاهري "يوم الأرض"؟
ما دوافع إسرائيل لاستخدام الذخيرة الحية صوب متظاهري "يوم الأرض"؟ما دوافع إسرائيل لاستخدام الذخيرة الحية صوب متظاهري "يوم الأرض"؟

ما دوافع إسرائيل لاستخدام الذخيرة الحية صوب متظاهري "يوم الأرض"؟

تناقلت وسائل الإعلام الفلسطينية، ومواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق قيام قناصة الجيش الإسرائيلي بقنص متظاهر فلسطيني، ضمن المشاركين في "مسيرة العودة الكبرى" على مقربة من السياج الأمني بين قطاع غزة وإسرائيل، وهو الفيديو الذي يوضح طبيعة الأوامر التي أصدرتها قيادة الجيش لهؤلاء القناصة، ومنحهم كامل الحرية لاختيار أهدافهم ومن ثم قنص هذه الأهداف باستخدام الذخيرة الحية.

ويشارك آلاف الفلسطينيين في مسيرات قرب السياج الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، منذ أمس الجمعة، بالتزامن مع الذكرى التي يحييها الفلسطينيون يوم 30 آذار/ مارس من كل عام؛ للمطالبة بعودة اللاجئين، وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ 2007، ورفض المحاولات الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية.

تفنيد الرواية الإسرائيلية

وتشير تقارير إلى أن الفيديو الخاص بالمتظاهر الفلسطيني الذي استشهد بنيران قناصة جيش الاحتلال، يعود لشاب يدعى عبدالفتاح عبدالنبي يبلغ من العمر 18 عامًا، لافتة إلى أن الواقعة التي تم توثيقها حدثت قرب بلدة جباليا التابعة لمحافظة شمال قطاع غزة، خلال المسيرات التي انطلقت، أمس.

وأظهر الفيديو عددًا من المتظاهرين الفلسطينيين يبدو أنهم كانوا على مقربة من السياج الأمني قبل قيامهم بالركض باتجاه باقي المتظاهرين، حيث قام عبدالنبي بالتقاط إطار سيارة كان بيد متظاهر آخر، قبل أن يحمله ويواصل الركض، ليتلقى رصاصة القناصة الإسرائيليين، وسط هتافات من المتظاهرين الذين هرعوا إليه في محاولة لإسعافه.

ولا يوضح الفيديو المنتشر على مواقع التواصل ما الذي قام به الشاب الفلسطيني قبيل ظهوره، بينما حمل إطار السيارة، لكن الفيديو يدل بما لا يدع مجالاً للشك أن رصاصة القناص الإسرائيلي أصابته من ناحية الخلف، ما يفند الرواية الإسرائيلية بأنها ستستخدم الذخيرة الحية ضد من يحاولون التسلل عبر السياج الأمني.

أيديولوجيات متطرفة

ومن غير المستبعد أن يكون قناصة الاحتلال الذين تلقوا أوامر من القيادة العليا تعطيهم فيها الضوء الأخضر لقنص المتظاهرين الفلسطينيين بالذخيرة الحية، يحملون أيديولوجيات دينية متطرفة، على غرار الجندي إليؤور أزاريا، والذي كان قد أطلق الرصاص على شاب فلسطيني مصاب بمدينة الخليل وحكم عليه بعد ذلك بالسجن المخفف وتخفيض رتبته العسكرية.

ويتحمل المستوى السياسي الإسرائيلي فضلاً عن العسكري المسؤولية الكاملة عن قتل وإصابة عشرات الفلسطينيين من المشاركين في تظاهرات يوم الأرض، وكانت تقارير قد أكدت أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عهد إلى وزير دفاعه أفيغدور ليبرمان بالتعامل مع التظاهرات طبقًا لرؤيته.

توجيهات ليبرمان

وتجدر الإشارة إلى أن ليبرمان، والذي يترأس حزبًا يمينيًا متطرفًا هو حزب "إسرائيل بيتنا"، كان من بين أشد المدافعين عن الجندي القاتل أزاريا، ودعمه بشكل كامل إبان مرحلة التحقيقات والمحاكمة ثم الإدانة، كما أنه شن هجومًا حادًا على الرئيس الإسرائيلي ريؤوفين ريفلين حين رفض مسألة العفو الرئاسي عن الجندي.

وصرح ليبرمان في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 تعقيبًا على رفض خطوة العفو عن الجندي، بأن القضية "هزت المجتمع الإسرائيلي، وعدا عن الثمن الشخصي الذي دفعه الجندي وعائلته، ظننت أن هذا الوضع الخاص كان يتطلب تقديم المصلحة العامة، ورأب الصدع داخل المجتمع".

 كما أضاف وزير الدفاع الإسرائيلي أن القضية "تسببت في تداعيات وتركت آثارًا كبيرة على جنود الجيش الإسرائيلي، وعلى الشباب الذين يوشكون أن يلتحقوا بالخدمة العسكرية بالجيش".

ونوهت مصادر إسرائيلية، يوم أمس الجمعة، إلى أن ليبرمان نفسه هو من أدار الاجتماع الأخير الذي عقد قبيل بدء فعاليات "يوم الأرض" على مستوى المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية السياسية "الكابينيت"، والذي بحث كيفية التعامل مع المتظاهرين.

ويعني ذلك، وبالقياس على الدعم الشديد الذي وفره ليبرمان، للجندي أزاريا، فإن الأوامر التي صدرت في النهاية للقناصة بتوجيه نيرانهم صوب الفلسطينيين بشكل مباشر وبدم بارد، تنم عن نزعات سياسية وأيديولوجية متطرفة، تتناغم مع تلك التي يؤمن بها الحزب الذي يرأسه وزير الدفاع، والذي يسعى لتطبيق المبادئ الصهيونية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com