خبراء سياسيون: انتفاضة فلسطينية جديدة تلوح في الأفق

يرى خبراء ومختصون في الشأن السياسي أن احتمال اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة بات أكثر من أي وقت مضى، خصوصًا أن إسرائيل بمساندة الولايات المتحدة الأمريكية غير آبهة بأي قرار سياسي دولي؛ ما يجعل المنطقة كتلة لهب آخذة بالاتساع، وصولًا لنقطة الانفجار التي يتوقع أن تكون في ذكرى النكبة الفلسطينية في الخامس عشر من أيار/مايو القادم، بالتزامن مع تنفيذ قرار الرئيس الأمريكي بنقل سفارة بلاده إلى القدس.

وقال المختص في الشأن السياسي عمر الغول لـ"إرم نيوز" إن ما حصل بالأمس في مسيرة العودة يعد إيذانًا بولادة انتفاضة فلسطينية جديدة، فإذا استعدنا التاريخ مع الفارق المرحلي للانتفاضة الأولى عندما استشهد أربعة فلسطينيين في بيت حانون جراء دهسهم من قبل سيارة إسرائيلية، نرى أن ذلك مشابهًا لما يحصل اليوم.

وتابع  الغول: "بالأمس كان هناك 16 شهيدًا وأكثر من 1600 جريح فلسطيني برصاص الاحتلال، وهذا مؤشر كبير على أن الامور تتجه نحو انتفاضة شعبية فلسطينية ثالثة، لا سيما أن إسرائيل مصرة على ممارسة جرائمها وانتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني وكذلك الصمت الأمريكي عن تلك الجرائم ووقوف الإدارة الأمريكية إلى الجانب الإسرائيلي" .

وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية حالت بالأمس دون صدور بيان في مجلس الأمن يدين جرائم إسرائيل بحق الفلسطينيين، وبالتالي من الواضح أنه مع كل التطورات الحاصلة فإن المنطقة حُبلى بانتفاضة جديدة.

بركان 

من جانبه قال المحلل السياسي عماد القيمري إن الانتفاضة الفلسطينية بدأت معالمها بالوضوح، وإن الأحداث السياسية المتتالية بشكل سريع، والتي وصلت ذروتها يوم أمس، تنذر بانفجار البركان الفلسطيني الخامد.

وأضاف القيمري أن سياسة الاحتلال المتمثلة بتعمد استهداف الفلسطينيين وقتلهم أطفالًا وكبارًا، وتزايد حملات الاعتقالات بحقهم، هي بمثابة فتيل أشعله الاحتلال الإسرائيلي، والذي سيؤدي إلى انفجار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.

وتابع: "الشعب الفلسطيني لم يعد يرغب في المزيد من المفاوضات، خصوصًا وأن الحكومة الإسرائيلية اختارت الابتعاد عن هذا الطريق، وإنما يرى أن انتزاع حقه هو أفضل وسيلة من تلك المفاوضات التي لا تحسب لها إسرائيل أي حساب، ضاربة بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية التي تدين الجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، فيبدو أننا على وشك انتفاضة فلسطينية جديدة، لن تخمد نارها إلا وحقق الفلسطينيون ما يريدون".

ليست انتفاضة

في المقابل، قال المحلل السياسي  طالب عوض إنه "من السابق لأوانه القول إن هناك انتفاضة فلسطينية جديدة ولكن أعتقد أنه سيكون هناك تحركات فلسطينية أكثر من أي وقت سبق سواء على الصعيد السياسي أو على الأرض"، مضيفًا: "الوصول إلى انتفاضة جديدة يعتمد على كثير من العوامل ولا يمكن التنبؤ الآن بهذا الشيء".

وأشار عوض إلى أن ما جرى أمس في قطاع غزة ومناطق الضفة الغربية تأكيد على إصرار الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه بالحرية والاستقلال، وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وكذلك حل قضية اللاجئين بناء على قرارات الشرعية الدولية.

وتشهد الساحة الفلسطينية حالة من عدم الاستقرار السياسي، حيث تعيش حالة اشتباك مستمر مع الاحتلال، منذ الهبة الشعبية في كانون الأول/ديسمبر 2017 (اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل).

 وأوضحت دراسة إحصائية أعدها مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، أن ارتقاء 16 شهيدًا في قطاع غزة بعد قمع الاحتلال للمشاركين في مسيرة "العودة الكبرى" أمس، رفع أعداد الشهداء الذين ارتقوا منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، في السادس من كانون الأول/ديسمبر عام 2017، إلى 56 شهيدًا.

تهديد إسرائيلي

على صعيد متصل، حذر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي الجنرال رونين مانيليس، اليوم السبت، من أنه إذا استمرت موجات الاحتجاج والمظاهرات على طول حدود غزة ، فإن إسرائيل ستوسع ردة فعلها لضرب المتظاهرين وخصوصًا الذين يقفون خلفها.

ونشر موقع يديعوت أحرونوت العبري أن مانيليس قال إن "الجيش الإسرائيلي قد حدّ حتى اللحظة من رده على أولئك الذين يحاولون اختراق حدوده، لكن إذا استمرت الهجمات فسوف يلاحق المسلحين، في أماكن أخرى أيضًا".

وكان مانيليس قد صرح، مساء أمس الجمعة، أن القوات الإسرائيلية ستبقى متمركزة على الحدود مع قطاع غزة إلى حين أن تهدأ الأجواء، وأن قوات الجيش مستعدة لكافة الإمكانيات، ومن ضمن ذلك الاستعداد لوضع يتم فيه إطلاق صواريخ.

وتابع: "في حال خرجت الأمور عن السيطرة فهناك استعداد إسرائيلي عسكري لمواجهة كل هذه الاحتمالات والسيناريوهات بقوات معززة وكبيرة لصد أية محاولة لخرق السيادة الإسرائيلية والحدود، فهذا خط أحمر بالنسبة لنا، ولن نسمح بأي خرق وسنتخذ إجراءات، ونشرنا فيديو يظهر كيفية تعامل الجنود مع من يحاول خرق السيادة الإسرائيلية بإطلاق النار على القدمين".