المغرب.. هل سيتكرر سيناريو "حراك الريف" بجرادة؟ (فيديو)
المغرب.. هل سيتكرر سيناريو "حراك الريف" بجرادة؟ (فيديو)المغرب.. هل سيتكرر سيناريو "حراك الريف" بجرادة؟ (فيديو)

المغرب.. هل سيتكرر سيناريو "حراك الريف" بجرادة؟ (فيديو)

أعادت الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة جرادة شرقي المغرب، سيناريو "حراك الريف" إلى الواجهة، حيث تحولت المدينة، أمس الأربعاء، إلى ساحة للمواجهات بين المحتجين والقوات الأمنية.

واندلعت مواجهات غير مسبوقة بين قوات الأمن ومتظاهرين حاولوا مساندة عمال المناجم العشوائية، الذين دخلوا في اعتصام داخل تلك المناجم؛ ردًا على بيان وزارة الداخلية المغربية، الذي أكدت فيه "منع التظاهر غير القانوني بالشارع العام"، وهدّدت بالتعامل بحزم مع ما أسمته "المظاهر والسلوكات غير المسؤولة".

وأسفرت مواجهات الأمس بجرادة عن إصابة أكثر من 190 شخصًا، حيث قامت السلطات الأمنية بمطاردة المحتجين ومنع الاحتجاجات عبر المروحيات، كما نشرت عددًا كبيرًا من القوات الأمنية داخل المدينة تحسبًا لخروج المظاهرات عن السيطرة.

وأعلنت القوات الأمنية في المدينة، إصابة عدد من عناصرها خلال المواجهات، واصفة بعض الحالات بأنها "خطيرة"، الأمر الذي تطلب نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

وأفادت مصادر محلية، بأن المحتجين أقدموا على إحراق 5 مركبات تابعة للقوات الأمنية وإلحاق أضرار مادية جسيمة بمجموعة من العربات والمعدات المستخدمة من قبل تلك القوات.

المقاربة الأمنية

وأكد نشطاء مغاربة، أن الدولة اختارت الوسيلة الخطأ لإخماد الاحتجاجات، وذلك عندما أقدمت على اعتقال الشباب الذين كانوا يقودون الاحتجاجات السلمية، المطالبة بتحسين شروط العيش الكريم، وتسريع إنجاز المشاريع التنموية بالمنطقة، وتحقيق بديل اقتصادي لهذه المدينة المنجمية.

واعتبر النشطاء عبر تدوينات عدة بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن الدولة بأسلوبها الأمني تعيد إلى الواجهة سيناريو "حراك الريف"، الذي يعيد نفسه بجرادة.

ورغم أن وزارة الداخلية لوّحت باعتماد المقاربة الأمنية خلال قادم الأيام لمنع التظاهر، إلا أن المحتجين أكدوا استمرارهم في الاعتصام والاحتجاج حتى تحقيق مطالبهم "المشروعة"، وعلى رأسها إطلاق سراح كافة المعتقلين ومحاسبة المسؤولين، وتوفير استثمار اقتصادي حقيقي في المنطقة.

وتوقعت فعاليات شعبية، أن يتكرر سيناريو "حراك الريف"، في حال لم تطوّق الحكومة المغربية رقعة الاحتجاج خلال هذا الأسبوع، مؤكدين أن سكان المنطقة "يشعرون بالإقصاء والظلم"، في ظل توالي حوادث مميتة داخل مناجم الفحم الحجري.

إعفاءات مرتقبة

ويرى سعد ناصر، الأكاديمي والمحلل السياسي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن "الخطوات التي تسير عليها الأجواء في مدينة جرادة، تكرر ما حدث في الحسيمة السنة الماضية، مما يعطي انطباعًا بأن الأسباب نفسها ستؤدي إلى النتائج ذاتها".

وأضاف ناصر، أن "حدة النتائج هذه المرة بالنسبة لأحداث جرادة، قد تتجاوز ما حدث على مستوى تداعيات أحداث الحسيمة، وذلك لأسباب عدة، منها أن الاحتجاجات في جرادة تمضي رغم العمل المتواصل والميداني الذي يقوم به مختلف الوزراء، ما يعني أن إصبعهم لم يصب بعد مكمن الخلل".

وأشار ناصر، إلى أن التطورات التي حصلت في جرادة خلال الساعات الماضية، "تؤكد فشل وزراء سعد الدين العثماني في التعاطي مع تطلعات السكان، رغم الزيارات الميدانية التي قاموا بها، وهو ما قد يعقبه إعفاءات جديدة في حق مجموعة من المسؤولين".

واندلعت الاحتجاجات في مدينة "جرادة"؛ إثر مصرع شقيقين داخل منجم مهجور في أواخر شهر يناير الماضي، قبل وفاة شخصين آخرين في ظروف مشابهة؛ ما دفع بالمحتجين للخروج في تظاهرات سلمية تطالب بـ"بدائل اقتصادية" عن العمل بالمناجم.

ويطالب أبناء المدينة الشرقية بـ"التنمية الاقتصادية لمنطقتهم، وبإيجاد حلول عاجلة لمشكلة البطالة التي تعاني منها نسبة كبيرة من الشباب، مما يدفعهم للمخاطرة بأرواحهم في مناجم الفحم، الملجأ الوحيد للشباب العاطل".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com