مرسي في القفص..حكاية تحول دراماتيكي
مرسي في القفص..حكاية تحول دراماتيكيمرسي في القفص..حكاية تحول دراماتيكي

مرسي في القفص..حكاية تحول دراماتيكي

يثير مشهد دخول الرئيس المعزول محمد مرسي قفص الاتهام ردود أفعال عدة تتراوح بين غضب أنصاره وشماتة معارضيه وسخرية مواقع التواصل الاجتماعي ومخاوف مواطنين من احتمالات نشوب أعمال عنف وصولا إلى فئة من "المحللين الاستراتيجيين" الذين يرسمون بدقة بالغة سيناريوهات اختطاف الرئيس المعزول بل اغتياله من جانب أنصاره على نحو يشير إلى أن هؤلاء المحللين إما أنهم حضروا "غرفة عمليات سرية" يدير التنظيم الدولي للإخوان منها مخططاته، أو أنهم يتمتعون بخيال واسع من فرط تأثرهم بأفلام الجاسوسية والمخابرات على طريقة جيمس بوند.

مظاهرات " اللحظات الأخيرة " قبل بدء أولى جلسات محاكمة مرسي بقضية قتل المتظاهرين السلميين شهدت مسيرات غاضبة لأنصاره يختلط فيها الحنق بالحسرة على التحول الدراماتيكي في مسيرة أول رئيس إخواني يصل لسدة الحكم . هتف الرجال في تلك المسيرة : ارحل يا سيسي ..مرسي هو رئيسي! بينما هتفت النساء: هو فيه إيه يا بيه ..مرسي يتحاكم ليه!

الطريف أن عمليات العنف التي يمارسها شباب الجماعة بهدف قطع الطرق وتعطيل حركة المرور شهدت تغيرا "تكتيكيا"، فبعد أن تصطف السيارات في طوابير ضخمة تمتد عدة كيلومترات ويبلغ الحنق أقصى الحدود، يظهر لهم عدة شباب ويتحدثون بلغة المحايد قائلين في هدوء: السيسي استطاع محاكمة مرسي..فهل يستطيع أن ينقذكم الآن من هذه الورطة؟

بعض مواقع التواصل الاجتماعي عندما علمت بنبأ رفض مرسي توكيل محامين للدفاع عنه ورغبته في أن يترافع بنفسه عن نفسه في خطبة قام بتجهيزها، نصحت المستشار أحمد صبري رئيس المحكمة باصطحاب ما تيسر من أدوية الضغط والسكر في إشارة إلى الشكوى المريرة من بطء وملل خطابات مرسي حين كان في السلطة وتأثيراتها السلبية على المتلقي!

اللافت أن يوم المحاكمة يصادف الرابع من نوفمبر، وهو نفس موعد "عيد الحب المصري" الذي يحتفل فيه العشاق بغرامياتهم في هذه المناسة "المحلية"، بالإضافة إلى يوم "الفالنتين" المعروف عالميا في 14 فبراير/شباط. وبالطبع مع نشر قوات الأمن 25 ألف عنصر لتأمين المحاكمة ووجود عشرات الطائرات التي تجوب سماء العاصمة، بدا أن لسان حال معارضي الرئيس المعزول يقول وهم يضربون كفا بكف: سامحك الله يا دكتور مرسي..أفسدت علينا المناسبة وأنت في الحكم، فلماذا تفسدها الآن وأنت خارجه؟

المؤكد أن منظر الرجل وهو في قفص الاتهام سيثير حالة واسعة من التعاطف لدى قطاع لا ُيستهان به من المواطنين ممن يعارضون جماعة الإخوان، ليس فقط كنتيجة مباشرة للطبيعة "العاطفية" للشعب المصري، بل لحساسيتهم الشديدة تجاه الشماتة وستصبح الكلمة الأكثر شيوعا على لسان هؤلاء: ربنا يفك سجنه..اللهم لا شماتة!

هذه الطبيعة العاطفية للمصريين تجلت أوضح ما يكون أثناء الثورة على مبارك في 25 يناير ، فحين ألقى الرئيس المخلوع خطابا قال فيه: على أرضها عشت..وفي ترابها أموت، انهالت دموع الملايين رغم الاحتجاج العنيف ضد سياساته الاجتماعية والاقتصادية في السنوات الأخيرة لحكمه!

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com