ألغام الحوثيين توزع الموت في المناطق اليمنية المحررة
ألغام الحوثيين توزع الموت في المناطق اليمنية المحررةألغام الحوثيين توزع الموت في المناطق اليمنية المحررة

ألغام الحوثيين توزع الموت في المناطق اليمنية المحررة

كان ياسر ياسين يقود سيارته على طريق في الساحل اليمني المتعرج على البحر الأحمر، عندما طارت سيارة التويوتا هايلوكس في الهواء بفعل انفجار.

وعندما استعاد التاجر البالغ من العمر 30 عامًا وعيه، أدرك أنه لا يستطيع تحريك ساقه اليمنى ولا الرؤية بعينه اليمنى.

وكانت سيارة ياسين قد داست على واحد من آلاف الألغام المضادة للدبابات، التي خلفها مقاتلو ميليشيات الحوثيين وراءهم قبل 3 أشهر، عندما انسحبوا من منطقة ميناء الخوخة .

لم يكن شفاؤه سهلًا، رغم المساعدة والخدمات الصحية التي قدمها له التحالف العربي.

وقال ياسين، وهو يستند على عكازه أثناء زيارة لمستشفى المخا لمتابعة حالته بعد الانفجار الذي وقع في فبراير/ شباط الماضي: "أخذوني (التحالف) إلى عدن، وهناك عالجوا ساقي لكن حصلت مشكلة في الأجزاء المعدنية، وأصيبت ساقي بعدوى".

ويمكن رؤية نتائج استخدام الألغام الأرضية في ممرات المستشفى في مدينة المخا، الواقعة على مسافة غير بعيدة شمالي مضيق باب المندب الاستراتيجي، حيث كانت تمتلئ بالضحايا والزائرين خلال زيارة رويترز للمستشفى في الآونة الأخيرة.

خريطة ألغام عشوائية

ويشق الأطباء ومعاونوهم طريقهم بين رجال مسلحين لتقديم الإسعافات الأولية للمرضى المصابين في انفجار ألغام، والمصابين بالشظايا وفي انفجار قذائف المورتر.

قالت رشيدة، ابنة الـ13 ربيعًا، والتي تم تركيب ساق صناعية لها: "كنت أسير مع أخي ودست على لغم وانفجر".

وقال والدها إنها لم تذهب قط إلى المدرسة؛ لأن أقرب مدرسة من قريتهم في محافظة تعز تقع على مسافة 30 كيلومترًا، وأغلقت بعد اجتياح الحوثيين تعز.

وقال سكان وعاملون في القطاع الطبي في المخا وقرى قريبة منها: إن الألغام تسببت في خسائر بشرية أكبر من خسائر الاشتباكات في المنطقة، التي شهدت إخراج الحوثيين من بعض المناطق الساحلية على البحر الأحمر منذُ عام 2016.

وأضافوا أن المتفجرات مدفونة عشوائيًا في مختلف أنحاء المنطقة، بما فيها مناطق سكنية وملاعب وتحت الأشجار، حيث اعتاد اليمنيون الجلوس لمضغ القات.

ولم يتضح عدد من فقدوا حياتهم بسبب تلك الأسلحة، غير أن طبيبين ومسؤولًا حكوميًا قالوا: إن العشرات ماتوا في مناطق المخا والخوخة الساحلية، منذ أن بدأت قوات الحوثيين انسحابها في أوائل عام 2017.

وقالت القوات المسلحة في الإمارات والقوات اليمنية إنها تزيل ما بين 250 و300 لغم أرضي كل أسبوع في المنطقة الغربية.

وتم التخلص من أكثر من 40 ألف لغم، منذ أن سيطرت القوات المدعومة بالتحالف على ساحل البحر الأحمر في سلسلة من المعارك بدأت في 2016.

صناعة محلية

وقالوا إن نحو 90 % من الألغام الأرضية مصنوعة محليًا، وأغلب الضحايا من المدنيين.

وقال خبير في المتفجرات بالقوات المسلحة الإماراتية، طلب عدم ذكر اسمه: "لديهم أيضًا ألغام أرضية روسية الصنع أخذوها من مخازن الحكومة عندما اجتاحوا العاصمة صنعاء".

نداءات إنسانية

ودعت منظمة هيومن رايتس ووتش العام الماضي الحوثيين إلى التوقف عن استخدام الألغام الأرضية واحترام معاهدة أوتاوا الموقعة عام 1997، والتي تحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد، والتي دخلت حيز التنفيذ في عام 1999، ووقّع اليمن على المعاهدة عام 1998.

وقال غسان مسعودي، مدير مستشفى المخا: "أغلب الضحايا الذين نجوا فقدوا ساقًا أو الاثنتين، وأصبح الكثيرون معوقين وغير قادرين على القيام بأي عمل بدني"، مضيفًا أن الجناح العسكري في المستشفى يعالج أيضًا ضحايا الألغام من المدنيين.

ويحظى هذا الجناح من المستشفى بأكبر قدر من الاهتمام من الحكومة المعترف بها دوليًا ومن التحالف الذي تقوده السعودية، إذ يقدم العلاج لمقاتلين من جبهات في منطقة الجراحي- التي تبعد نحو 90 كيلومترًا- حيث تواجه المقاومة الجنوبية وحلفاؤها من السودان، العضو في التحالف، قصفًا مكثفًا من الجانب الحوثي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com