بعد العرض الروسي.. مقاتلو الغوطة بين فقدان أكبر معاقلهم قرب دمشق وأثقل هزيمة بعد حلب
بعد العرض الروسي.. مقاتلو الغوطة بين فقدان أكبر معاقلهم قرب دمشق وأثقل هزيمة بعد حلببعد العرض الروسي.. مقاتلو الغوطة بين فقدان أكبر معاقلهم قرب دمشق وأثقل هزيمة بعد حلب

بعد العرض الروسي.. مقاتلو الغوطة بين فقدان أكبر معاقلهم قرب دمشق وأثقل هزيمة بعد حلب

عرض الجيش الروسي على مقاتلي المعارضة السورية الخروج الآمن من الغوطة الشرقية وذلك في اتفاق يجعل المعارضة تتخلى عن آخر معقل كبير لها قرب العاصمة دمشق، وهو ما يرفضه المقاتلون حتى الآن.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إنه يمكن لمقاتلي المعارضة الخروج مع أسرهم وأسلحتهم الشخصية عبر ممر آمن من الجيب الذي تحقق القوات الحكومية فيه مكاسب سريعة من خلال هجوم عنيف.

ولم يحدد الاقتراح الروسي إلى أي مكان سيذهب مقاتلو المعارضة لكنه يعيد إلى الأذهان اتفاقات سابقة وافق بموجبها المقاتلون على التخلي عن أراض مقابل الخروج بسلام إلى مناطق أخرى تسيطر عليها المعارضة قرب الحدود التركية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان لها: "يضمن مركز المصالحة الروسي الحصانة لكل مقاتلي المعارضة الذين يقررون مغادرة الغوطة الشرقية بأسلحتهم الشخصية ومع أسرهم".

وأضافت أنه سيتم توفير سيارات "وتأمين المسار بأكمله".

وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في بيان أصدره متحدث أمس الثلاثاء، عن قلقه بشأن الهجمات في الغوطة الشرقية والتي "ذكرت التقارير أنها حصدت أرواح أكثر من 100 شخص" يوم الاثنين بالإضافة إلى تقارير عن قصف دمشق.

وطالب غوتيريش النظام السوري، وجميع الأطراف المعنية لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2401، والوصول الفوري للمساعدات الإنسانية بجميع أنحاء البلاد خاصة الغوطة.

وقتل مئات المدنيين في الجيب المحاصر الذي يتألف من بلدات ومزارع ويقع على أطراف دمشق في واحدة من أعنف حملات القصف في الحرب التي اقتربت من عامها الثامن.

وتعتقد الأمم المتحدة أن نحو 400 ألف شخص محاصرون في الغوطة الشرقية التي كانت تنفد فيها بالفعل إمدادات الغذاء والدواء حتى قبل أن يبدأ الهجوم بضربات جوية مكثفة قبل أسبوعين.

وتواصل دمشق وموسكو الحملة على الرغم من دعوة مجلس الأمن الدولي إلى وقف إطلاق النار، وبررتا ذلك بأن مقاتلي المعارضة في المنطقة أعضاء في جماعات "إرهابية" محظورة لا تشملها الهدنة.

وسيجتمع مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء لمناقشة أسباب عدم سريان الهدنة.

ويتبع القتال في الغوطة الشرقية على ما يبدو نفس الأساليب التي استخدمها الأسد وحلفاؤه في المناطق الرئيسية الأخرى في الحرب والمتمثل في فرض حصار على مناطق المعارضة ثم شن هجمات جوية وبرية وعرض ممر لخروج المدنيين الفارين والمقاتلين المنسحبين.

وقال وائل علوان، المتحدث باسم جماعة "فيلق الرحمن"، إحدى جماعات المعارضة الرئيسية، إن روسيا "تخالف قرار مجلس الأمن وتصر على التصعيد العسكري لفرض التهجير" على سكان الغوطة الشرقية، وهو ما وصفه بأنه "جريمة".

وأبلغ علوان، المقيم في اسطنبول، "رويترز" أنه لا يوجد تواصل مع روسيا بشأن مقترح الانسحاب.

واستعادت القوات الحكومية السورية أكثر من ثلث الغوطة، مما يهدد بشطرها إلى نصفين.

وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن القصف الذي تشنه القوات الحكومية في المنطقة أودى بحياة 800 شخص منذ 18 فبراير/ شباط، من بينهم نحو 80 قتلوا يوم الاثنين.

وكان الأسد قال يوم الأحد إن القوات الحكومية ستواصل هجومها في الغوطة الشرقية التي تحاصرها منذ عام 2013. وفرمدنيون كثر من الخطوط الأمامية إلى مدينة دوما. وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن القوات الحكومية سيطرت على قرية المحمدية على الطرف الجنوب الشرقي للغوطة.

سقوط طائرة

ونقلت وكالة أنباء روسية عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن طائرة نقل عسكرية روسية تحطمت في سوريا يوم الثلاثاء مما أدى إلى مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 39، مما يزيد بشكل كبير عدد القتلى الروس جراء التدخل العسكري في الحرب السورية. ونسب إلى الوزارة القول إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن سقوط الطائرة جاء نتيجة عطل فني.

وذكرت وكالات الأنباء أن جميع من كانوا على متن الطائرة عسكريون روس.

وأفاد "الكرملين" بأن الرئيس فلاديمير بوتين بعث بتعازيه إلى أسر القتلى وزملائهم. كان بوتين أمر في ديسمبر كانون الأول ببدء سحب "جزء كبير" من القوة العسكرية الروسية في سوريا معلنًا أنها أنجزت عملها إلى حد بعيد. ويخوض بوتين الانتخابات سعيًا لفترة رئاسية جديدة في وقت لاحق من الشهر الجاري.

ولقي مئات الآلاف من الأشخاص حتفهم في الصراع السوري الذي شرد كذلك أكثر من 11 مليون شخص واجتذب دولاً إقليمية وقوى عالمية.

وجاء في تقرير لمحققين من الأمم المتحدة في جرائم الحرب يغطي الأحداث التي دارت خلال 6 أشهر حتى منتصف يناير كانون الثاني أن روسيا والولايات المتحدة مسؤولتان عن سقوط عدد كبير من القتلى المدنيين في ضربات جوية في سوريا.

وذكر التقرير أن القوات الروسية قتلت ما لا يقل عن 84 مدنيًا في ضربة جوية في نوفمبر تشرين الثاني قرب حلب، في حين قصف التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال الدولة الإسلامية مدرسة في مارس آذار 2017 فقتل نحو 150 نازحًا كانوا يحتمون هناك.

وكشف التقرير أيضًا أن القوات الحكومية السورية استخدمت الأسلحة الكيماوية. وطالب بمعاقبة مرتكبي جرائم الحرب.

وبالنسبة لمقاتلي المعارضة ستمثل خسارة الغوطة الشرقية أثقل هزائمهم منذ معركة حلب في أواخر 2016، وستقضي على قدرتهم على استهداف دمشق.

وقالت وسائل إعلام رسمية إن العشرات قتلوا في قصف المعارضة للعاصمة خلال الأسبوعين الماضيين.

هدنة إنسانية

ورتبت روسيا "هدنة إنسانية" يومية مدتها خمس ساعات بهدف السماح للمدنيين بالمغادرة ودخول شحنات الإغاثة.

وتتهم روسيا المعارضة بمنع المدنيين من ترك المنطقة، وهو ما تنفيه القوى المناوئة للأسد.

ووصلت شاحنات إغاثة إلى الغوطة الشرقية يوم الاثنين للمرة الأولى منذ بداية أحدث هجوم عليها. لكن الحكومة جردت القافلة من بعض الإمدادات الطبية وواصلت هجومها الجوي والبري على المنطقة.

وانسحبت القافلة التي تضم أكثر من 40 شاحنة من دوما تحت جنح الظلام بعد قصف البلدة دون أن تفرغ كامل حمولتها خلال فترة بقائها التي استمرت تسع ساعات. وقال مسؤولون إن جميع العاملين آمنون وفي طريق عودتهم إلى العاصمة دمشق.

ونسب بيان الأمم المتحدة إلى غوتيريس قوله إن نصف المواد الغذائية تقريبًا لم يتم توصيلها ودعا كل الأطراف إلى السماح بدخول الإمدادات الطبية وغيرها لنحو 70 ألف شخص في دوما كما هو مقرر غدا الخميس حسب الاتفاق مع السلطات السورية.

وقالت مديرية الصحة في الغوطة الشرقية يوم الثلاثاء إنها تلقت تقارير عن إصابة أشخاص بالاختناق نتيجة استنشاق غاز الكلور في قرية حمورية بالمنطقة.

وأضافت أن صاروخًا أصاب قبو مبنى وأطلق مادة تسببت في ظهور أعراض طفيفة لدى 29 شخصًا منها السعال واحمرار العين واحتقان الحلق.

وقالت وسائل إعلام رسمية إن وزارة الخارجية السورية رفضت التقارير عن هجوم يشتبه بكونه بالغاز ووصفتها بأنها أكاذيب.

وتقول دول غربية وعمال إنقاذ إن سوريا استخدمت مرارًا غاز الكلور سلاحًا في الغوطة الشرقية في الأسابيع القليلة الماضية، وهو ما تنفيه الحكومة بشدة.

وتعرضت الغوطة الشرقية لهجوم كبير بغاز الأعصاب قتل فيه مئات الأشخاص في 2013. ووافقت سوريا على التخلي عن ترسانتها من الأسلحة الكيماوية لتفادي ضربة أمريكية ردًا على هذا الهجوم، لكن الأمم المتحدة وجدت أنها استخدمت غاز الأعصاب (السارين) مجددًا العام الماضي في واقعة دفعت واشنطن إلى استهداف سوريا بضربات جوية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com