خلافات سياسية في العراق بسبب مسألة الوجود الأجنبي
خلافات سياسية في العراق بسبب مسألة الوجود الأجنبيخلافات سياسية في العراق بسبب مسألة الوجود الأجنبي

خلافات سياسية في العراق بسبب مسألة الوجود الأجنبي

أثارت مسألة بقاء القوات الأجنبية في العراق الجدل مجددًا في الأوساط السياسية والشعبية خاصة بعد إلزام البرلمان الحكومة بوضع جدول زمني لمغادرة القوات الأجنبية البلاد بشكل كامل.

وكان بيان صدر، أمس الخميس، عن مكتب رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، قال إنه "بعد توجيه البرلمان الشكر لجميع الدول التي وقفت مع العراق في حربه ضد داعش، فإنه يصوت على قرار يدعو فيه الحكومة إلى وضع جدول زمني لمغادرة تلك القوات".

حكومة العبادي.. تضارب تصريحات

وفي أول رد من الحكومة العراقية على قرار البرلمان، قال المتحدث باسم العبادي سعد الحديثي: "إن العراق ما زال بحاجة إلى تلك القوات، خاصة فيما يتعلق بعمليات التدريب والأمور اللوجستية الأخرى، فضلًا عن وجود تهديد من سوريا التي تضم فصائل مسلحة وعناصر لداعش وقد تشكل خطرًا على العراق".

ونقلت شبكة CNN الأميركية عن الحديثي قوله: "إن من حق البرلمان طلب مغادرة القوات الأجنبية من العراق، لا سيما بعد إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش"، مضيفًا: "قد يكون بالإمكان تغيير عدد هذه القوات الأجنبية في البلاد، بعد حصول المزيد من الاستقرار".

وبدت حكومة العبادي في موقف مضطرب حيال الأمر، فبعد تصريح المتحدث باسمها أعلن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أن الحكومة العراقـية "أمينة على الالتزام بسيادة العراق، ولا نجامل في مسألة السيادة".

وأضاف، في تصريح له من موسكو، أن "وجود قواعد عسكريّة أميركية رهنٌ لسيادة البلد"، مذكرًا بشبح القواعد في كوريا، وتركيا، واليابان، وكثير من بلدان العالم، وحتى بعد انتهاء الحرب العالميَّة الثانية بقيت تلك القواعد ترهن سيادة هذه الدول.

وتابع: "عندما طلبنا المساعَدة وجهت خطابًا عام 2014 في مجلس الأمن بأن لا تتحول هذه المساعدة إلى بناء قواعد، وإنما تـساعد بطريقة تحفظ للعراق سيادته، واستقلاله، وأن لا تبقى بشكل دائم".

عدد القوات الأجنبية في العراق

وبحسب المعلومات الرسمية، فإن عدد القوات الأمريكية في العراق نحو 5200 جندي، فضلًا عن الجنود الآخرين من قوات التحالف الأخرى، بالإضافة إلى القوات التركية التي تتمركز في معسكر زليكان بنينوى.

وتنتشر القوات الأميركية وقوات التحالف في سبع محافظات وثماني قواعد عسكرية تتمثل بـ"فيكتوري في مطار بغداد الدولي، الحبانية في الأنبار، بلد الجوية في صلاح الدين، التاجي في بغداد، عين الأسد في محافظة الأنبار، القيارة الجوية في نينوى، رينج في كركوك، أربيل".

ويرى مختصون في الشأن العراقي أن واشنطن تسعى للتمدد في البلاد والحفاظ على المكاسب التي حققتها القوات العراقية على داعش، حيث تعمل تلك القوات على إنشاء قاعدة جديدة قرب الحدود مع سوريا، وهذا يدل على رغبتها بالبقاء وليس الخروج.

وأوضح رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، حاكم الزاملي، في تصريح سابق، أن واشنطن تنشئ قاعدة جديدة قرب منفذ الوليد بالأنبار على الحدود السورية في المنطقة الصحراوية الواسعة، لتكون قريبة من سوريا، وهو ما اعتبر محاولة لخلق توازن مع روسيا وإيران.

الحشد الشعبي رفض وتمسك

وتعلن فصائل في الحشد الشعبي رفضها وجود القوات الأجنبية في البلاد، وهذا يخالف مسألة انضمامها إلى الأجهزة الأمنية الرسمية، في محاولة للجمع بين ارتباطها عقديًا بالمرشد الإيراني علي خامنئي وبين التزامها بأمر القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي.

وبحسب مراقبين، فإن الحشد الشعبي لا يرغب بخروج القوات الأميركية بشكل فعلي، لكن تلك التصريحات هي لجذب الأنظار وإيصال رسالة إلى الجمهور في المحافظات الجنوبية أن الخطر ما زال قائمًا، وعليه لا يمكن حل أو تسريح فصائل الحشد.

وهذا الرفض المعلن دفع واشنطن إلى اتخاذ إجراءات مشددة حول قواعدها ومعسكراتها في العراق، ومنع وجود فصائل الحشد الشعبي في محيط القواعد لمسافة لا تقل عن 20 كيلومترًا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com