المعارضة السودانية تحذر الحكومة من "ثورة جياع"
حذر تحالف المعارضة السودانية، من اندلاع "ثورة جياع"، بعد إقرار الحكومة خطة رفع الدعم عن المحروقات والخبز والكهرباء، فيما كثف تحالف متمردي "الجبهة الثورية" المسلحة اتصالاته مع قوى سياسية من ضمنها الحزب الاتحادي الديمقراطي، بزعامة محمد عثمان الميرغني.
وقال مسؤول الإعلام في التحالف المعارض، محمد ضياء الدين، إن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للأسر أصبحت خطرة، وأضاف: "ما لم يتدارك النظام هذه المخاطر الحقيقية ويقدم على معالجات سريعة للأزمة المتصاعدة، فسيجد الشعب السوداني كله في الشارع ووقتها تكتسح ثورة الجياع كل ما تجده في طريقها".
وأشار ضياء الدين إلى أن الخطر يكمن فى أن الأسر "باتت غير قادرة على الإيفاء بمتطلباتها بسبب الإرتفاع الجنوني للأسعار"، مؤكداً أن تلك المشاكل تدفع المواطنين الى تجاوز الأحزاب والتنظيمات السياسية، والنزول الى الشارع".
وتعهد وزير المالية السوداني، بدر الدين محمود، الأحد، بمضي الحكومة في سياسة رفع الدعم عن السلع الاستهلاكية، وقال إن البرنامج الخماسي للدولة 2015- 2019، يتخذ من "تحرير الاقتصاد بشكل منضبط منهجاً".
وأدى رفع جزئي لدعم الحكومة للوقود إلى احتجاجات شعبية واسعة في سبتمبر الماضي، سقط خلالها عشرات القتلى، ويطالب ذوو الضحايا مع اقتراب الذكرى الثانية للاحتجاجات، بمحاسبة المتورطين، كما طالبت الامم المتحدة بالتحقيق في الاحداث.
الى ذلك، أجرت قيادات من تحالف "الجبهة الثورية" المسلحة، محادثات مع زعيم الحزب الإتحادي الديموقراطي، محمد عثمان الميرغني، في خطوة وصفت بأنها اختراق كبير في علاقات الطرفين.
ونقل وفد "الجبهة الثورية" رسالة من قيادته الى الميرغني الموجود في لندن تتعلق بالأوضاع السياسية الراهنة والاتصالات التي تجريها الجبهة مع القوى السياسية السودانية ومنظمات المجتمع المدني.
وقال الميرغني في بيان عقب الاجتماع إن الجانبين "سيعملان دائماً على ما ينفع الناس وإن السودان أمانة في اعناق الجميع ولا بد من الحرص على سلامه وديمقراطيته".
واتفق المجتمعون على ضرورة انهاء الحروب وإشاعة السلام والوفاق الشامل بين السودانيين، كما اتفقا على استحالة اجراء انتخابات من دون وفاق وطني.
وكان رئيس "الجبهة الثورية" مالك عقار وقع اتفاقاً مع رئيس حزب الامة، الصادق المهدي، في فرنسا سمي بـ"اعلان باريس"، ركز على التسوية السياسية الشاملة في السودان مع السعي الى وقف الحرب.
