انهيار التحالف بين "البعث" و"داعش" في العراق
انهيار التحالف بين "البعث" و"داعش" في العراقانهيار التحالف بين "البعث" و"داعش" في العراق

انهيار التحالف بين "البعث" و"داعش" في العراق

عواصم - ظهرت بوادر انشقاق بين "الدولة الإسلامية" و"داعش"، بعد أن استطاع التنظيم غزو مساحات واسعة من العراق، بفضل تحالفه "المستغرب" مع قدامى المحاربين من الجيش العلماني لصدام حسين، بحسب مراقبين.

ولكن الظاهر أن هذه الشراكة بدأت في الانهيار الآن، وهو ما من شأنه إعطاء واشنطن فرصة حقيقية للقضاء على المجموعة الإرهابية دون الاعتماد فقط على الضربات الجوية أو القوات البرية الأمريكية.


ويرى مختصون أن مجموعة من الموالين السابقين لصدام حسين، تُعرف باسم جيش النقشبندية أو جيش رجال الطريقة النقشبندية، ساعدت داعش في تحقيق عدد من الانتصارات العسكرية المهمة، بما في ذلك الاستيلاء على الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق.

كما أعطت الجيش الإرهابي، الذي يتألف إلى حد كبير من المقاتلين الأجانب، درجة من المصداقية السياسية المحلية في العراق.

ويتكون جيش رجال الطريقة النقشبندية، والذي تشكل كمجموعة مقاومة في عام 2006، من عدد من المسؤولين البعثيين السابقين والجنرالات العسكريين المتقاعدين، ويقوده النائب السابق لرئيس المجلس الثوري في عهد صدام حسين، عزت إبراهيم الدوري، الذي كان واحدًا من أهم المطلوبين خلال الاحتلال الأمريكي.

ولكن داعش وجيش رجال الطريقة النقشبندية ليسوا حلفاء طبيعيين، فداعش تهدف لمحو حدود العراق الحالية وإقامة الخلافة، في حين أن جيش النقشبندية هو حركة علمانية إلى حد كبير يسعى لاستعادة السلطة الرسمية والتأثير الذي كان عليه قبل الغزو الأمريكي في عام 2003. لكنّهما يتفقان في معارضتهما وكراهيتهما لحكومة رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي، التي يهيمن عليها الشيعة.

وقال ليتا تايلور، أحد كبار الباحثين في منظمة هيومن رايتس ووتش والصحفي السابق، إن البعثيين وجدوا في داعش العضلات، بينما حصلت داعش على الشرعية المحلية من خلال البعثيين.

ولكن هذا التحالف ينهار الآن، وهو ما يعتبر فرصة لكلٍّ من واشنطن وبغداد. فالمؤشرات في الآونة الأخيرة تشير إلى الفجوة المتنامية بين القيادة العليا لجيش رجال الطريقة النقشبندية وبين داعش، فإذا قرر جيش رجال الطريقة النقشبندية إنهاء تحالفه مع داعش، ومساعدة الحكومة العراقية والقوات الأمريكية محاربة الإرهابيين، فإنه سوف يقطع شوطًا طويلًا نحو تحقيق الاستقرار في البلاد، وربما يؤدي ذلك إلى المصالحة السياسية الأوسع التي ستساعد السُّنّة الذين كانوا يديرون البلاد سابقًا، في المشاركة القوية في حكومة شيعية أكثر شمولًا.

وكان مسؤولون أمريكيون يتتبعون عن كثب التحالف بين داعش والبعث لعدة أشهر.

وحينما سقطت الموصل، في 10 حزيران/ يونيو الماضي، كان من الواضح أن قوات جيش رجال الطريقة النقشبندية ينتظرون وصول داعش. وذكرت تقارير أنّ مقاتلي داعش اختفوا بسرعة من المشهد، واستعيض عنهم بمسلحين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com