مسرح جزائري يلفت الأنظار إلى "جرائم الاستعمار" الفرنسي (صور)
مسرح جزائري يلفت الأنظار إلى "جرائم الاستعمار" الفرنسي (صور)مسرح جزائري يلفت الأنظار إلى "جرائم الاستعمار" الفرنسي (صور)

مسرح جزائري يلفت الأنظار إلى "جرائم الاستعمار" الفرنسي (صور)

يقود جمعٌ من الفنانين والمثقفين في الجزائر، مساعي لتحريك مطلب الاعتذار عن حقبة الاستعمار الفرنسي بالبلاد، بوساطة التعبئة الجماهيرية لعرض مسرحي جديد، يقدمه "مسرح معكسر الجهوي" حول مآسٍ وجرائم فظيعة جرى ارتكابها طيلة 132 عامًا من وجود الاحتلال.

وقال مدير الهيئة المسرحية "أحمد خوصة" في تصريحات لـ"إرم نيوز" إنّ مسرحية "آسف ...لن أعتذر" تُشكل تصوّره بحسبه تحديًّا لمسرح القضية الوطنية، وإحياءً لمطلب شعبيّ يُلزم الفرنسيين بالاعتذار، عن مجازر الاستعمار في أفريقيا والعالم العربي.

وأضاف خوصة أن الحراك الجديد ينطلق بدءًا من هذا السبت، بعرض جماهيري يجوبُ لاحقًا 6 محافظات في الغرب، ثم 5  مدن شرقية، ثم ولايتي الجلفة وبسكرة الجنوبيتين، في الفترة ما بين العاشر فبراير/شباط الجاري والثامن مارس الداخل، على أن يتمَّ تنظيم عروض جديدة في الجزائر العاصمة وسائر المدن والمحافظات.

وقال السينوغراف (مصم العناصر البصرية للعرض المسرحي) عبد الرحمان زعبوبي، والمخرج عيسى جكاطي "إنّ مسرحية (آسف... لن أعتذر) تناقش قضية شرف، وصراعًا ثنائيًّا بين جيلين وبين جنسين وبين وجُودين وبين ثقافتين، كما يعكس العمل صراعًا أبديًّا بين الشرق والغرب، مثلما هي صراع بين الحق واللاّحق وبين مختلف الأضداد".

ويوضح الكاتب بشير بن سالم لــ"إرم نيوز" أنّ "نصّه نتاج لمخاض سنتين، يتناولُ موضوعًا ثوريًّا،  ويُرافع لحقّ الاعتذار والتجريم"، مضيفًا أن ذلك ينطلق عبر الشخصيتين الرئيسيتين "فرنسوا وصافية" وبينهما قصة أليمة، لكنها لا تنتهي عند حدود اكتشاف أن صافية الجزائرية بنت فرانسوا، الذي اغتصب والدتها زمن الوجود الاستعماري.

ويواصل ابن سالم أن المسرحية "تحفرُ في أحداثٍ وأفعالٍ شديدة الارتباط بالوقائع المُثبتة ماضيًا وراهنًا، إذ افترضت التجريم ونسجت النصّ العامر بالمفاجآت، من صافية اليتيمة المطرودة إلى صافية بنت فرانسوا، عبر إسقاطات لكل الموروث بألوانه، وشخصية صافية أثر شوّهته آلة الإجرام الكولونيالي الشنيع".

وشدد مدير "مسرح معسكر الجهوي" على "استحضار نضال الأمير عبد القادر الجزائري، المنحدر من هذه البلدة الواقعة غرب الجزائر، تحضيرًا لإنتاج أعمال مسرحية أخرى تغوص في سيرته العميقة: أميرًا، وعسكريًّا، وشاعرًا، وفقيهًا، ومتصوّفًا".

وبلدة معسكر الواقعة على بعد 400 كم غرب الجزائر العاصمة، أنجبت الأمير عبد القادر بن محيي الدين الجزائري، وهو أديب وفيلسوف وقائد سياسي بارز ومحارب، ويوصف بأنه باعث الدولة الجزائرية الحديثة، ومؤسس أول جيش منظم واجه به على مدار 15 عامًا الغزو الاستعماري الفرنسي لبلاده، قبل نفيه إلى بلاد الشام عام 1855، وهناك ساهم في وقف نزيف حرب أهلية، وخاصة بين الدروز والموارنة في العام1860.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com