السعودية ومصر تتبنيان توجهاً مشتركاً لحل القضايا الشائكة
السعودية ومصر تتبنيان توجهاً مشتركاً لحل القضايا الشائكةالسعودية ومصر تتبنيان توجهاً مشتركاً لحل القضايا الشائكة

السعودية ومصر تتبنيان توجهاً مشتركاً لحل القضايا الشائكة

توجت الرياض والقاهرة جهودهما للخروج بمصر من مخاض سياسي صعب، بزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى السعودية ولقائه بالعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، فيما يبدو أنه انطلاق لدور عربي جديد يقوده قطبا السياسة العربية لحل قضايا شائكة تعصف بالمنطقة.



ويكشف جدول أعمال المباحثات التي أجراها زعيما البلدين، في مدينة جدة، الأحد، عن الدور الكبير الذي سيذله الجانبان لقيادة المنطقة نحو بر أمان منشود لدى كل شعوب المنطقة التي تئن تحت صراعات طائفية ومذهبية لم تستثني بشراً أو حجراً، بحسب مراقبين.

ويرى مراقبون أن زيارة السيسي للسعودية، هي بمثابة مؤشر على تعافٍ مصري داخلي وانطلاقها نحو لعب دور تعول عليه الرياض كثيراً في تغيير دفة الأحداث في المنطقة، استناداً إلى تكامل البلدين وتشكيلهما لقوة سياسية واقتصادية وعسكرية كبيرة.

الخطوة الأولى

يشكل البلدان قطبا العلاقات والتفاعلات في النظام الإقليمي العربي، وتشابههما في التوجهات السياسية يؤدي إلى التقارب بشأن الكثير من المشاكل والقضايا الدولية والقضايا العربية والإسلامية.


ويعتقد المراقبون أن القضايا التي جرى بحثها خلال لقاء زعيمي البلدين، تعكس أن دورهما يتعدى العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، إلى قضايا عربية وإسلامية، انطلاقاً من رؤية البلدين لدورهما في المنطقة عبر التاريخ.


وتناول اللقاء الثنائي الأحداث التي تشهدها الساحات الإسلامية والعربية والدولية وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية الـمحتلة والجهود المبذولة لإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.


كما تناول المستجدات في ليبيا والعراق وسوريا، وقضايا الأمن القومي العربي.


وبحث الجانبان آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين في جميع المجالات.

مصير مشترك

وعرضت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية تاريخ العلاقات بين البلدين، وأشارت إلى مراحل مفصلية بينهما منذ العام 1926، وأشارت إلى دور السعودية في دعم مصر عبر تاريخ العلاقات في مواجهة تحديات مرت بمصر.

وقالت الصحيفة: "وقفت السعودية بكل ثقلها إلى جانب مصر أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وقدمت لمصر في 27 أغسطس/آب من ذات العام 100 مليون دولار بعد سحب العرض الأميركي لبناء السد العالي. وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت السعودية التعبئة العامة لجنودها لمواجهة العدوان الثلاثي على مصر".

وانتهت في تسلسل تاريخي للأحداث إلى إبراز دور المملكة الرئيسي في دعم مصر منذ 30 يونيو/حزيران في العام 2013 وما تلاه من تبعات، حيث قدمت دعمها السياسي والدبلوماسي والمالي، ومساندة الاقتصاد المصري.

المحور المعتدل

يمثل المحور السعودي المصري سياسة الاعتدال التي يتبناها الطرفان لحل أغلب القضايا الكبرى في المنطقة، سواءً في فلسطين المحتلة أو سوريا أو العراق، وفي كل الصراعات التي تشهدها المنطقة.


ويتفق البلدان على أن المنطقة التي تحولت إلى ساحة صراع طائفية ومذهبية لن تنجح في تجاوز أزمتها في ظل سياسة الانتصار التي يريد كل طرف تحقيقها، وأن الحل يكمن في سياسة الشراكة بين الشعوب واحترام الآخر.

وهو أمر عبر عنه الكاتب المعروف غسان شربل، معلقاً على القمة السعودية المصرية، "الخيار واضح وجلي. إما العودة إلى الاعتدال والخرائط ومنطق الشراكة ومنتصف الطريق وإما الغرق في الهاوية والسباحة في بحر الظلام".

وقال شربل، في مقالة له تحت عنوان "معركة أهل الاعتدال": "إننا نتحدث عن بلدين يتمتعان بثقل عربي وإسلامي ودولي. عن بلدين لا يمكن خوض معركة الاستقرار والاعتدال من دون أن يضطلعا بدور قيادي فيها".

قلادة النصر

قلد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، نظيره المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي، بقلادة الملك عبد العزيز التي تمنح لكبار قادة وزعماء دول العالم.

واعتبر مراقبون أن القلادة رغم رمزيتها، إلا أنها تحملاً بعداً سياسياً يعبر عن الانتصار السعودي المصري في مواجهة عقبات وتدخلات دولية أتعبت مصر لكنها فشلت في ثنيها عن مواصلة التقدم بفضل دعم سعودي منقطع النظير.

وأضافوا أن مناسك العمرة التي ينوي الرئيس المصري أداءها خلال زيارته للسعودية، ستكون تعبيراً آخر عن دور المملكة الروحي إضافة إلى دورها السياسي والاقتصادي في مستقبل مصر.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com