سلاح جديد قد يغير قواعد الصراعات الداخلية.. تعرف عليه (صور)
دخلت الطائرات بدون طيار مؤخرًا عالم الصراعات الداخلية، نظرًا لتكلفتها المنخفضة، وصعوبة تتبعها وسهولة الحصول عليها، ما ينذر بتغير جذري بقواعد الاشتباك غير المنضبطة في الحروب الداخلية.
وشهدت الأسابيع الماضية استخدام هذا السلاح الجديد، في الحرب الأهلية السورية، حيث استهدف سرب من هذه الطائرات قاعدة حميميم الجوية الروسية، في هجوم غامض، لم تتضح بعد الجهة التي تقف خلفه، بشكل قاطع، ما يدل على تعقيد هذا السلاح وصعوبة تتبعه.
ميزات حربية
وتتسم الطائرات بدون طيار بقدرتها على التحليق لمسافات بعيدة، لساعات تصل إلى 17 ساعة بشكل متواصل دون الحاجة لوجود أي عنصر بشري على متنها، ما يُتيح للجماعات المسلحة تنفيذ أهدافها بكفاءة عالية ودون تعريض عناصرها البشرية للخطر.
وبالإضافة إلى المهام القتالية تستخدم الجماعات المسلحة هذه الطائرات كإحدى وسائل الدعاية الإعلامية التي تُمكِّنها من تسويق نفسها واستعراض قدراتها التكنولوجية.
فعلى سبيل المثال، قام تنظيم داعش ببث العديد من المقاطع المصورة التي تظهر فيها طائرات بدون طيار، تقوم بإسقاط قذائف على جنود في سوريا أو العراق، بهدف خلق صورة ذهنية عن قدرة التنظيم على تطوير نفسه في مواجهة الأعداء.
ويؤدي استخدام هذه الوسيلة في الصراعات الداخلية إلى ارتفاع تكلفة الخسائر البشرية بين المدنيين بشكل كبير، نظرًا لعدم قدرة الجماعات المتشددة على تزويد هذه الطائرات بأنظمة رصد دقيقة، تمكنها من التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية.
وسيلة للتهريب
كما أن صغر حجم هذه الطائرات يجعلها وسيلة ملائمة للاستخدام في أنشطة التهريب لصعوبة اكتشافها، مقارنة بالطرق التقليدية التي كانت تعتمد على السيارات، والمناطق الحدودية الوعرة وكذلك الأنفاق الحدودية.
وفي ظل الاتساع الشديد لبعض الحدود الدولية، توجد صعوبة بالغة في اكتشاف وضبط الأنشطة التهريبية، التي تستخدم فيها هذه الطائرات، كما يصعب ضبط العناصر البشرية المتورطة في التهريب باستخدامها، مقارنة بطرق التهريب التقليدية.
تحذيرات دولية
وفي ظل انتشار هذا السلاح حذر منسق شؤون مكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي "جيل دي كيرشوف" من احتمالية تطوير تنظيم القاعدة وتنظيمات مسلحة أخرى فيروسات وأوبئة ونشرها في مناطق واسعة باستخدامه.
بدورهم أشار بعض الخبراء الأمنيين البريطانيين إلى أنّ "استخدام الجماعات الإرهابية لهذه الطائرات في تنفيذ عمليات عنف بداخل المملكة المتحدة لا يتعدى مسألة وقت".
