أسقف كلداني يطالب مسيحيي العراق بالدفاع عن بلدهم

طالب رئيس الأساقفة الكلداني في كركوك، يوسف توماس ميركيس، مسيحيي العراق بأن يشاركوا في الدفاع على بلدهم، معتبرا أن الفرار والهجرة لن ينقذ أراضيهم وبيوتهم.

وشهدت مدينة الموصل، شمال العراق، نزوح عدد كبير من المسيحيين، على خلفية التهديد الذي أطلقه تنظيم داعش ضدهم.

وأضاف سيركيس أن "الموصل التي عاش المسيحيون فيها فترات طويلة، كانت تعيش حالة من التأهب حتى في عهد صدام حسين، بسبب وجود بؤر السلفيين"، لافتا إلى أنه لم يتفاجأ بظهور تنظيم داعش على حين غرة".

وتابع في حديثه لصحيفة "لبرياسيون" الفرنسية: "ولدت في الموصل، وأعرف أن السلفية المتشددة كانت دائما على استعداد تام للتمرد، معتبرا أن تنظيم داعش بمثابة "تنظيم القاعدة بنسبة عشرة أضعاف".

وقال: "ليس هناك شيء مستغرب، اللهم إلا الكيفية التي جرت بها الأحداث، فعندما فر المسيحيون من الموصل، استولى تنظيم داعش على كل ممتلكاتهم، وحتى على هوياتهم، مما خلق شعورا عميقا بالمرارة".

وعن محافظة نينوى التي كانت واحدة من أخصب مهد البشرية، قال سيركيس إن "التاريخ في هذه المنطقة يكاد يكون إيقاعيا، ففي كل 100 عام تحدث كارثة فيها، وكأن التاريخ يعيد نفسه، فعلى سبيل المثال، حدثت في عام 1915 مجزرة كبيرة بين الآشوريين والكلدانيين".

وأضاف: "لنأخذ في الاعتبار أن العراق عبارة عن فسيفساء، وهنا يبدأ التشيع. وتجدر الإشارة إلى أن الجغرافيا السياسية تجعل من العراق منطقة شرخ بسبب خطوط الحدود التي تعبره من جانب إلى آخر، ناهيك عن أن العراق دولة عميقة التدين. أنبياء يهود كبار، أمثال حزقيال أو أرميا، عاشوا هنا، ثم هناك المناخ المتميز باختلافات كبيرة بين الصيف والشتاء، ليس من المستغرب أن يحدث هذا في فصل الصيف مع حرارة قوية جدا ونقص في المياه.. وفي هذا السياق، فإن الدولة الإسلامية هي تراكم من جميع المطالبات".

وحول عودة المسيحيين إلى الموصل في حال هُزم تنظيم داعش، قال سيركيس إن "المسيحيين مصدومون، وإذا كان الهدم سهلا فإن إعادة الإعمار تتطلب أجيالا.. لننتظر ونرى".

والأسقف يوسف توماس ميركيس، حامل للدكتوراه في اللاهوت من جامعة ستراسبورغ، وحاصل على درجة الماجستير في الأنثروبولوجيا من نانتير، ويشغل الآن منصب رئيس الأساقفة الكلدانيين في كركوك.